يمارس "جاريد كوشنر"، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، "دونالد ترامب"، ضغوطا على ولي العهد السعودي، "محمد بن سلمان"؛ لكي يحضر هو أو وفد سعودي رفيع المستوى حفل توقيع اتفاقية التطبيع بين (إسرائيل) والإمارات، في البيت الأبيض والمتوقع تنظيمه في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

جاء ذلك حسبما كشف تقرير أعدته معلقة الشؤون العربية في "يديعوت أحرنوت"، "سمدار بيري".

ووفق التقرير، فإن "كوشنر" حذر "بن سلمان" بأن غيابه عن حضور الحفل بجانب وفدي الإمارات والبحرين، فإنه بذلك يعزز فرصة المرشح الديمقراطي "جو بايدن" للفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستنظم في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وذكر التقرير أن تعاظم فرص "بايدن" في الفوز، تعني الشروع في مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، ما يؤشر بنهاية مكانة الرياض المفضلة في البيت الأبيض.

وأشار التقرير إلى أن الضغوط الأمريكية على "بن سلمان" تأتي بعد نجاح "كوشنر" بإغلاق مسار العلاقات بين الإمارات و(إسرائيل) بنجاح، ويريد تخصيص جهوده منذ الآن، لكي تكون السعودية هي التالية في التطبيع مع تل أبيب.

ورجح التقرير أن يصل مبعوثون سعوديون إلى أبوظبي، الإثنين، تزامنا مع وصول وفد إسرائيلي، مشيرا إلى أن "كوشنر" يعمل مع عدد من مساعديه، لإقناع "بن سلمان" بإرسال وفد رفيع المستوى للإمارات غدا.

وأردف: "من غير المعروف بعد ما إذا كان الوفد السعودي سيلتقي بالوفد الإسرائيلي في أبوظبي".

وزعم التقرير أن هناك خلافات في الرياض بشأن العلاقات مع (إسرائيل)، حيث "يعارض الملك سلمان بن عبدالعزيز مثل هذه الخطوة، في حين أن نجله أكثر انفتاحا عليها، لكنه لم يوافق بعد".

طائرة التطبيع

وتابع: "يبدو أن العلاقة بين كوشنر وبن سلمان دفعت الرياض للموافقة على تحليق الطائرة التي ستقل الوفد الإسرائيلي إلى أبوظبي فوق أجواء السعودية".

غدا الإثنين، يتوجه وفد إسرائيلي إلى أبوظبي، على متن طائرة تابعة لشركة "العال" الإسرائيلية، من مطار "بن جوريون" الدولي في تل أبيب، لدفع اتفاق التطبيع.

ويترأس الوفد الإسرائيلي رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي (حكومي) "مئير بن شبات"، ومسؤولين أمريكيين كبار.

وفي 13 أغسطس/آب الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، توصل الإمارات و(إسرائيل) إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، واصفا إياه بـ"التاريخي".

وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة، مثل "حماس"، و"فتح"، و"الجهاد الإسلامي"، فيما عدته القيادة الفلسطينية، عبر بيان، "خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية".

ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي، تتويجا لسلسلة طويلة من التعاون، والتنسيق، والتواصل، وتبادل الزيارات بين البلدين.