استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

سياسة «حافة الهاوية» التركية...تؤتي أكلها

الأربعاء 2 سبتمبر 2020 10:11 ص

سياسة «حافة الهاوية» التركية...تؤتي أكلها

سياسة العربدة وإيصال النزاعات لـ«حافة الهاوية» ستعطي أكلها مرة بعد أخرى.

لماذا تتراجع أنقرة ولا تتمدد في أقواس أزمات أخرى مفتوحة بالمنطقة من اليمن إلى لبنان ومن المتوسط إلى الخليج مروراً بالأحمر.

تكاد الطائرات الحربية التركية تصطدم بنظيراتها اليونانية وسفن الأسطول التركي تتعرض بأشكال استفزازية لبحرية اليونان وفرنسا.

تكتيك «حافة الهاوية» اعتمدته أنقرة لتسوية خلافاتها مع أطراف إقليمية ودولية أعطى ثماره وليس مستبعداً أن يرتد عليها بـ«أحسن العواقب»!

من يجرؤ على البحث في مستقبل ليبيا وخرائطها ومصائر نفطها وغازها ومشاريع إعادة إعمارها دون أن يأخذ بالحسبان مواقف تركيا ومصالحها.

*     *     *

من دون مجازفة، يمكن القول إن تكتيك «حافة الهاوية» الذي اعتمدته أنقرة لتسوية خلافاتها مع أطراف إقليمية ودولية، قد أعطى ثماره من قبل، وليس مستبعداً أن يرتد عليها بـ«أحسن العواقب»، لا بـ«أوخمها»، إن لم تجد من يضع حداً لمغامراتها.

لم يتردد أردوغان في إصدار أوامره لقواته، بإسقاط طائرة روسية حربية فوق سماء سوريا. كادت العلاقة بين الصديقين «اللدودين» أن تنزلق إلى القعر، لكن اعتذاراً من «السلطان» لـ«القيصر» كان كفيلاً بإطفاء التوتر، بل والانتقال إلى السير معاً على مساري أستانا – سوتشي.

التعاون الروسي التركي استمر وتطور بعد ذلك، موسكو اعترفت لتركيا بـ«مصالح» في شمال سوريا الغربي والشرقي كذلك، ومروحة التعاون بين البلدين، امتدت من إدلب السورية إلى سرت الليبية.

«السلطان» حقق ما أراد، صحيح أنه لم يحقق كامل أحلامه، لكن الصحيح كذلك، أنه لم «يخرج من المولد بلا حمص». لقد خرج بالكثير منه على ما أظن.

وصلت علاقات تركيا بالولايات المتحدة، حد لجوء واشنطن إلى «سلاح العقوبات الاقتصادية» ضد أنقرة، وسحب بطاريات الباتريوت من أراضيها، جاء ذلك على خلفية قرار الأخيرة شراء صواريخ "أس400" الروسية، ومشروعه الرامي تدمير أية فرصة لقيام كيان كردي متصل في شمال سوريا.

«السلطان» لم يتخل عن عناده، ولوح بأوراقه في مواجهة «ناتو»، بما فيها «قاعدة إنجرليك». عاد الطرفان عن حافة الهاوية، سمح لأنقرة بأن تجتاز حدودها مع سوريا، شرق الفرات، على امتداد 120 كم، وبعمق يتراوح مع بين 30 -40 كيلومترا.

تركيا باتت لاعباً رئيساً في عمق مناطق الأكراد، في شرق سوريا وغربها. مرة أخرى، لم يحقق السلطان، كامل أحلامه الإمبراطورية، بيد أن أحداً لن يكون بمقدوره التحدث عن شمالي سوريا بعد اليوم، دون أن يكون لأنقرة مقعد على مائدة المفاوضات.

في ليبيا، دخل في مواجهة مع دول عربية، ومن ورائها فرنسا والاتحاد الأوروبي، وبدرجة أقل الولايات المتحدة. فنجح في قلب موازين القوى لصالح طرابلس، وكادت القوات المدعومة منه أن تجتاح سرت والجفرة، لكنها توقفت هناك بانتظار انجلاء عاصفة الاتصالات الدبلوماسية الدولية.

من يجرؤ على البحث في مستقبل ليبيا وخرائطها ومصائر نفطها وغازها ومشاريع إعادة إعمارها، من دون أن يأخذ بالحسبان، مواقف تركيا ومصالحها. نموذج آخر لنجاح تكتيك «حافة الهاوية». تركيا في ليبيا، مثل تركيا في سوريا، وقبلها في العراق، لاعب لا يمكن لأحد أن يقفز من فوقه.

اليوم، تكاد الطائرات الحربية التركية تصطدم بالطائرات الحربية اليونانية، وسفن الأسطول التركي، تتعرض بأشكال استفزازية لسفن اليونان والبحرية الفرنسية. خطاب الحرب يتصاعد في أنقرة وأثينا، والصراع يحتدم حول تقاسم الهيدروكربون في شرق المتوسط...

لم تضع هذه المعارك أوزارها بعد، سيما وأن «السلطان» طرح المسألة على قاعدة: إما الاعتراف بحقوق تركيا، أو ما تعتقده أنقرة حقوقاً لها، أو الذهاب إلى حرب تنتهي بـ«زوال اليونان» على حد وصف رئيس البرلمان التركي.

لا أحد يريد الحرب، ولا أردوغان جاد أو قادرة على «إزالة اليونان» عن الخرائط. النتيجة المرجحة، «تسوية سياسية ما»، تنتهي إلى ترسيم جديد للحدود والخرائط والمصالح، ستخرج تركيا بنتيجتها، أكبر مساحة وأعمق نفوذاً وأكثر ربحاً!

سياسة العربدة وإيصال النزاعات إلى «حافة الهاوية»، ستعطي أكلها مرة أخرى على الأرجح.

إن ظل الحال على هذا المنوال، فلماذا تتراجع أنقرة، ولماذا لا تتمدد في أقواس الأزمات الأخرى المفتوحة في المنطقة، من اليمن إلى لبنان، ومن المتوسط إلى الخليج مروراً بالأحمر.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية