استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بمناسبة الاجتماع النادر لأمناء الفصائل الـ«13»

الجمعة 4 سبتمبر 2020 09:20 ص

بمناسبة الاجتماع النادر لأمناء الفصائل الـ«13»

الفصائل غير مؤثرة بالشتات وتمثيلها ضعيف بالقدس وامتداداتها بالداخل تقف عند حدود "الخط الأخضر" .

الفلسطينيون بالمهاجر والمغتربات ودول اللجوء يبحثون عن أطر لتنظيم عملهم ببعض النجاح وكثير من التعثر.

الانقسام شجع الفصيلين الرئيسين فتح وحماس على إدامة بعض الأجرام الفلسطينية الدائرة في فلكها والمُسبحة بحمدها.

تعرض المجتمع المدني الفلسطيني خلال ربع القرن الأخير لأوسع عملية تهميش شاركت فيها السلطة والمنظمة والفصائل.

أكثر من نصف الفصائل لا يتوفر على مبررٍ لوجوده لكنه باق على الورق وفي البيانات بسبب القصور الذاتي وحسابات إقليمية.

ليت للفلسطينيين "وكالة" كـ"الوكالة اليهودية" و صندوقاً قومياً كصندوقها وليت لهم من التنظيم والعمل الجماعي ما لدى أعدائهم لكانوا أفضل حالاً.

*     *     *

يُذكرنا اجتماع الأمناء العاملين للفصائل الفلسطينية اليوم الخميس، بأن لدينا ثلاثة عشر منها (البعض يتشاءم من هذا الرقم)، فضلاً عن «الكسور العشرية والمئوية»!

أكثر من نصف هذا العدد، لم يعد يتوفر على مبررٍ لوجوده، ومنذ زمن طويل، لكنه ما زال قائماً على الورق وفي البيانات، وغالباً بفعل عاملين اثنين:

- الأول نظرية «القصور الذاتي» في الميكانيكا، التي تفترض استمرار حركة الجسم في «الفراغ»، ما لم يصطدم بتأثير قوى أخرى، فتتعطل حركته أو يتغير اتجاهه.

- والثاني دوافع وحسابات خارجية وداخلية...بعض العواصم العربية والإقليمية، ما زالت تفضل أن يكون لها «ممثلون» في فلسطين، لها يرفعون راياتها إلى جانب العلم الفلسطيني... ثم أن الانقسام شجع الفصيلين الرئيسين، فتح وحماس، على إدامة بعض الأجرام الفلسطينية الدائرة في فلكها والمُسبحة بحمدها.

بالنسبة لي، ثمة ستة فصائل فلسطينية فقط: فتح، حماس، الشعبية، الديمقراطية، الجهاد وحزب الشعب... بخلافها ثمة أسماء ومسميات فائضة عن الحاجة، وبالكاد تقوى على ملء باص (كوستر) من الأعضاء والمحازبين...

لكنها موجودة، وبعضها يحصل على «مخصص» من الصندوق القومي الذي بات أقرب لصندوق المعونة الوطنية، وبعضها ممثل بصفته الفصائلية في الحكومة واللجنة التنفيذية، ولأغراض لا يعرفها إلا من تتبع سياقات الانقسام ومناكفاته.

بعضها يتمركز في سوريا، وبدرجة أقل، في بعض مخيمات لبنان، وتحت مظلة سوريا و«الممانعة»، لا حضور له خارج هذا الجغرافيا، ومصدر حضوره، مستمد من كونه منخرطاً في مشاريع «قتالية» بجانب دمشق، وتحت لوائها.

ودائماً في مواجهة مع جهات وجبهات مختلفة، ليست إسرائيل واحدة منها، وفي بعض فصول التاريخ ومفاصلة، قاتل هؤلاء ضد شعبهم ومخيماته وممثله الشرعي الوحيدة، وقيادته التاريخية ممثلة بالراحل ياسر عرفات ورفاقه من الشهداء الكبار.

 تكشفت الانتخابات الفلسطينية التي أجريت في عامي 1996 و2006، عن خريطة القوى وتوزعاتها وأحجامها، حماس قاطعت أول انتخابات وشاركت في آخرها، وحصدت مقاعد الأغلبية في المجلس التشريعي الفلسطيني، فتح ما زالت برغم ترهلها وانقساماتها، فصيلاً رئيساً وازناً...

اليسار الفلسطيني بجميع فصائله بالكاد يحظى بخمسة بالمئة من المقاعد والأصوات الفلسطينية، أما الجهاد، فيصعب «توزينها» بالنظر لمقاطعتها المتكررة للانتخابات العامة، بيد أن المراقب بمقدوره الاستنتاج بأن لها «حيثية» تمثيلية، تكبر أو تصغر، لا نعرف.

المشهد الفصائلي الفلسطيني يعيش منذ سنوات حالة «ستاتيكو»، لا تبدلات جوهرية على أحجام وأوزان القوى المختلفة، ولا جديد مثيراً للاهتمام على الخريطة الحزبية للشعب الفلسطيني، مع أن شرائح واسعة من الشباب والقوى المجتمعية الحيّة والمثقفين والأكاديميين، باتت خارج الأطر والفصائل، وتتخذ من النظام الفلسطيني، موقفاً نقدياً، تتفاوت درجة حدته وشدته.

المجتمع المدني الفلسطيني، تعرض خلال ربع القرن الأخير، لأوسع عملية تهميش، شاركت فيها السلطة والمنظمة والفصائل. المنظمات الشعبية التي طالما كانت أذرعاً ممتدة وطويلة لمنظمة التحرير شهدت عمليات منظمة للتجريف والتجويف، والنقابات المهنية والعمالية، تخضع لآليات السلطة وتحكمها، أما المنظمات غير الحكومية، فقد تحول كثير منها إلى منظمات تتّبع بوصلة التمويل الأجنبي.

الفصائل غير مؤثرة في الشتات، وتمثيلها ضعيف في القدس، وامتداداتها في الداخل تقف عند حدود «الخط الأخضر» والفلسطينيون في المهاجر والمغتربات ودول اللجوء، يبحثون عن أطر وهياكل، لتنظيم عملهم وتوحيده، ببعض النجاح وكثير من التعثر.

هذا المشهد بات مقلقاً للغاية... ليت للفلسطينيين "وكالة" تشبه "الوكالة اليهودية"، وليت لهم صندوقاً قومياً، يشبه صندوقها، وليت لهم من التنظيم و"العمل الجماعي" ما لدى خصومهم وأعدائهم، لكانت حالهم أفضل حالاً.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية