استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بلاد العجائب وأسرار تعافي المعارض الروسي!

الأربعاء 9 سبتمبر 2020 09:09 م

بلاد العجائب وأسرار تعافي المعارض الروسي

تنازل ترامب عن ورقة تسميم نافالني لصالح ألمانيا بالكامل مريب!

هل يعتبر ترامب روسيا صديقًا يمكن الوصول معه لتفاهمات تستبق الانتخابات الرئاسية أو تتبعها؟!

المناخ العام لم يدعم تأزيم العلاقات بروسيا خاصة أن ترامب شكك بصحة رواية التسممم ربما لأن لوكاشينكو وجه اتهامات مبطنة لأمريكا.

*     *     *

أُعْلِن امس استجابة المعارض الروسي "أليكسي نافالني" للمحفزات اللفظية؛ ما يعني أنه تخطى العتبة الاولى نحو تعافيه من حالة الغيبوية التي عانى منها بعد تناوله كوبًا من الشاي في بطرسبرغ العاصمة الاقتصادية والثقافية لروسيا.

المعارض الروسي نطق أولى كلماته على سرير الشفاء في برلين بعد مرور اقل من اسبوع على تحديد سبب الغيبوبة: سم يطلق عليه "نوفيتشوك"، وهو مادة تتكون من مجموعة متنوعة من غازات الأعصاب، طورها الجيش السوفييتي في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.

الكَشفُ دفع المستشارة الالمانية ميركل إلى طلب تفسير من موسكو لهذه الحالة، ولعلها طلبت أيضًا العقار المضاد؛ الأمر الذي حَمَل موسكو على نفي علاقتها بحادثة التسمم، ودعت إلى تشكيل لجنة تحقيق مشتركة مع ألمانيا الشريك الاقتصادي الأهم لروسيا في الاتحاد الأوروبي.

تشكيلُ اللجنة ترافق مع دخول رئيس جمهورية بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو على خط الأزمة؛ بادعائه أن جهاز استخبارات أجنبيًّا تمكن من سرقة السم القاتل من بلاده، مقدمًا دليلًا على وجود طرف ثالث بحسب زعمه؛ بهدف توتير علاقات اوروبا، وخصوصًا ألمانيا مع روسيا.

لم يكتفِ الألمان بحجة لوكشينكو، وتشكيل لجنة التحقيق؛ إذ سارع المستشار السابق غيرهارد شرودر إلى الاستقالة من منصبه في شركة الغاز الروسية "غازبروم"؛ على أمل الضغط على روسيا للتعاون مع التحقيقات، ودعم جهود إنقاذ المعارض نافالني.

تسلسل الأحداث يطرح تساؤلًا مهمًّا: هل يكتفي الأوروبيون برواية لوكاشينكو، وتعافي نفالني، بعض حصوله على الإكسير المضاد، أم إنهم سيفرضون مزيدًا من العقوبات على روسيا بشكل يمس أنبوب غاز الشمال الذي يعد حيويًّا بالنسبة لألمانيا.

الإجابة قد لا تكون سريعة، إذ سيتحول ملف المعارض الى ورقة ضغط في يد الأوروبيين للتفاوض والمناورة مع روسيا، ورقةٌ على الأرجح تفجر صراعًا داخل الكرملين حول مسؤولية أمن المعارض الروسي في ظروف تتسم بالحساسية، بشكل يتهدد العلاقة مع واحد من أهم الشركاء الاقتصاديين في زمن "كورونا".

ورغم ذلك، فإن المناخ العام لم يدعم تأزيم العلاقات مع روسيا، خصوصًا أن الرئيس الامريكي دونالد ترمب شكك في صحة رواية التسممم؛ إما لأن لوكاشينكو وجه اتهامات مبطنة لأمريكا.

وإما لأن ترمب يَعْتبر روسيا صديقًا يمكن الوصول معه لتفاهمات تستبق الانتخابات الرئاسية أو تتبعها، غير أن تنازله عن الورقة لصالح ألمانيا بالكامل مريب! طارحًا أسئلة حول وجود صفقات معقدة ومتشابكة، أو أنها مجرد نقص خبرة عند الرئيس.

ختامًا: قصة المعارض الروسي غاية في التعقيد؛ إذ تعلم موسكو منذ اللحظة الاولى لإعطائها الإذن في علاج المعارض الروسي في برلين أنَّ كشف عِلَّة غيبوية المعارض مسألة وقت لا أكثر، ومع ذلك سمحوا له بمغادرة البلاد الى الشريك الاقتصادي (ألمانيا).

انتقالٌ سَهَّل حصوله على مضاد السم، كما أنه سَهَّل إيجاد حل سياسي ودبلوماسي لا يفجر أزمة جديدة في العلاقات الروسية الأوروبية.

موقفٌ حظي بدعم الشريك الاقتصادي الالماني وإدارة الرئيس ترمب في آن واحد، بعد أن عبر عن عدم قناعته باستهداف المعارض الروسي؛ ما يعني أن الأزمة لن تكون أكثر من زوبعة في فنجان تمضي في حال سبيلها، مُخلِّفة وراءها الكثير من الاسئلة بل العجائب التي تُذكِّر بقصة "أليس في بلاد العجائب" لـ لويس كارول: الاسم المستعار الذي اختاره مؤلف القصة عالم الرياضيات الانجليزي تشارلز دودجسون لإخفاء هُويته عام 1865.

* حازم عياد كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل الأردنية

  كلمات مفتاحية