استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل الغرب وحده «الآخر»؟ متى نلتفت إلى الآخر "غير الغربي"؟

السبت 12 سبتمبر 2020 09:29 ص

هل الغرب وحده «الآخر»؟

متى نلتفت إلى الآخر "غير الغربي"؟

حان الوقت منذ زمن لأن يلتفت العرب إلى أن في العالم أكثر من «آخر»!

لا بأس أن نولي علاقتنا بالغرب ما تستحقه من اهتمام لكننا مطالبون بأن نلتفت شرقاً بجدية فهناك الكثير مما يمكن تعلمه في كل شيء.

ما زال العرب أو كثير منهم، نخبا حاكمة أو مشتغلين بالثقافة والفكر والعلوم، لا يرون «الآخر» إلا في أوروبا والولايات المتحدة.

*     *     *

في بدايات القرن العشرين وضع المفكر الأمير شكيب أرسلان مؤلَّفاً بعنوان: «لماذا تأخَّر المسلمون ولماذا تقدَّم غيرهم؟»، والمقصود بغيرهم، في حينه، كان الغرب، وأوروبا منه خاصة.

هذا السؤال طُرح بصيغ مختلفة في كتابات وخطب كل رموز الفكر التجديدي العربي، على تلاوينهم، فنجده عند رفاعة الطهطاوي والإمام محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وعبدالرحمن الكواكبي، وسواهم، بمن فيهم من تلاهم.

وكان منطقياً أن تكون أعين هؤلاء مصوبة نحو أوروبا، التي قصدها بعضهم للزيارة، أو الإقامة. ومن وجهة نظر الجغرافيا فإن ما يفصل بين العرب، في مشرقهم ومغربهم، وأوروبا، ليس سوى البحر الأبيض المتوسط.

فحين ينتقلون من الضفة التي تقع فيها بلدانهم حيث ولدوا، ونشأوا، ويقصدون الضفة الأخرى تنتابهم الدهشة من الفوارق الكثيرة في كل شي: النظام، والنظافة، وحسن الإدارة، ونهضة الصناعة، ورقي الثقافة.. الخ.

كانت أوروبا هي "الآخر" بالنسبة لهؤلاء، ورغم التبدلات والتحولات العميقة في الاصطفافات الدولية في عالم اليوم، ما زال العرب، أو الكثير منهم، سواء كانوا نخباً حاكمة، أو مشتغلين بالثقافة والفكر والعلوم، لا يرون «الآخر» إلا في أوروبا والولايات المتحدة، التي هي بوصف المفكر التونسي هشام جعيط، أوروبية هي الأخرى، ولا نلتفت إلى ما في العالم من «آخرين» علينا أن نرى أنفسنا في مراياهم، لا أن نبقى مسمرين أمام المرآة الأوروبية وحدها.

قيل ويقال كلام كثير عن الصين بوصفها القوة الاقتصادية الصاعدة في عالم اليوم التي ستقصي الولايات المتحدة من موقعها الأول في اقتصاد العالم قريباً.

وقبل ذلك قيل كلام كثير عن اليابان ونهضتها الصناعية، هي التي خرجت منهزمة، مدمّرة، من الحرب العالمية الثانية، للدرجة التي خال فيها المنتصرون عليها أنه لن تقوم لها قائمة بعدها، فإذا بها تغدو ما غدت عليه من قوة، وتأثير.

يمكن أن نشير هنا إلى الهند أيضاً، التي رغم كل تعقيدات نسيجها السكاني وما تعانيه من نسبة فقر عالية، تشق طريقها نحو المستقبل بكل ثقة، وتتبوأ مكانة لا تخطئها العين في عالم اليوم، وتحقق تقدماً لافتاً في اقتصاد المعرفة، لأنها أحسنت تعلم لغة العصر، لا الذي نعيش فيه فقط، وإنما الذاهبين إليه أيضاً.

حان الوقت منذ زمن لأن يلتفت العرب إلى أن في العالم أكثر من «آخر»، ولا بأس أن نولي علاقتنا بالغرب ما هي جديرة به من اهتمام، ولكننا مطالبون بأن نلتفت شرقاً بجدية، فهناك الكثير مما يمكن تعلمه في كل شيء.

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج الشارقة

  كلمات مفتاحية