استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

البيان رقم (1) أم البيان اليتيم للقيادة الموحدة؟

الثلاثاء 15 سبتمبر 2020 11:09 ص

البيان رقم (1) أم البيان اليتيم للقيادة الموحدة؟

الإطار القيادي إما أن يكون خطوة استراتيجية عميقة أو أن يتحول إلى مجرد تكتيك لن يدوم أثره طويلًا!

إطلاق العنان للشارع الفلسطيني دون قيود في مواجهة الاحتلال يوم الثلاثاء في الضفة والقطاع معيار للنجاح والفشل.

إما أن يغدو البيان رقم واحد بيانا يتيما أو أن يتبعه عشرات البيانات تؤسس لمرحلة جديدة، واستراتيجية حقيقية لنضال فلسطين.

التشكيك بإمكانية انطلاق الإطار القيادي الموحد ارتبط بشكل كبير بقيادة رام الله التي باتت معنية بالتعبير عن رفضها نهجَ التطبيع (العربي).

ستكشف الأيام المقبلة عن آلية عمل الإطار القيادي وفاعليته ميدانيًّا فنجاح فعاليات الاحتجاج الانتفاضية منوط بالفصائل التي سترفع علم فلسطين فقط.

*     *     *

صدر يوم السبت (12 أيلول/سبتمبر) البيان الاول للقيادة الفلسطينية الموحدة للمقاومة الشعبية. تضمن دعوة للاحتجاج الشعبي اليوم الثلاثاء الموافق 15 أيلول/سبتمبر، وتحويله الى "يوم رفض شعبي انتفاضي"؛ احتجاجًا على توقيع الاتفاق التطبيعي للإمارات والبحرين مع الكيان الصهيوني في العاصمة الأمريكية واشنطن؛ ليكون بذلك النشاط والفعل الميداني الاول المعلن بواسطة القيادة الموحدة.

الاطار القيادي الموحد جاء بعد مرور أسبوع على اجتماع الفصائل الفلسطينية في بيروت و رام الله، تم فيه التوافق على تشكيل قيادة موحدة لمواجهة التحديات، وعلى رأسها الموجة التطبيعية العربية وصفقة القرن والاستيطان ومشاريع الضم.

ورغم الشكوك في إمكانية انطلاقة فعلية للاطار القيادي الموحد، فإن البيان رقم واحد مَثَّل انطلاقة فعلية للقيادة الموحدة؛ إذ جاء بعد ساعات قليلة من اعلان عزام الاحمد عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير عن قرب تدشين الاطار القيادي، فالإعلان اتخذ طابعًا رسميًّا.

لم يصدر تعليق من الفصائل الفلسطينية؛ ما يعني توافر القبول لما تم الاعلان عنه  في البيان رقم واحد. في حين من المتوقع ان تكشف الايام القليلة المقبلة عن آلية عمل الاطار القيادي وفاعليته ميدانيًّا؛ فنجاح الفعاليات الاحتجاجية الانتفاضية منوط بالفصائل الفلسطينية يوم الثلاثاء القادم، والتي ستركز على رفع العلم الفلسطيني وتجنب الاعلام الفصائلية.

الثلاثاء يدشن العمل الميداني، ويختبر فاعلية القيادة الموحدة، ومدى استجابة الشارع الفلسطيني لها؛ فإطلاق العنان للشارع الفلسطيني دون قيود في مواجهة الاحتلال يوم الثلاثاء في الضفة والقطاع معيار للنجاح والفشل.

التشكيك في إمكانية انطلاق الاطار القيادي الموحد ارتبط الى حد كبير بالقيادة في رام الله التي باتت معنية بالتعبير عن رفضها النهجَ التطبيعيَّ العربي؛ ذلك أنه التحدي الاكبر لمشروعها الذي انطلق بـ"أوسلو"، مستعينة بالدعم العربي الذي تحول عنها وخذلها، لتجد السند والنصير في المقاومة الفلسطينية ونهجها الصلب.

التشكيك في انطلاق الاطار القيادي وآلياته سينسحب بقوة على جدية الفعاليات، ونطاق اتساعها يوم الثلاثاء القادم، فيوم 15 ايلول اختبار لعمق التحولات في الإستراتيجية الفلسطينية والقدرة الميدانية على تضييق الفجوة ورأب الصدع؛ فإما أن يتحول الثلاثاء الى مجرد يوم عادي مليء بالمجاملات والمناورات الاسرائيلية والعربية لاحتوائه، أو أن يتحول الى انطلاقة جديدة للثورة الفلسطينية، وثلاثاء عظيم يَجُبُّ ما قبله.

هنا يطرح السؤال المهم: هل اكتملت الاستعدادات لانطلاقة فعلية ومتجددة للثورة الفلسطينية، أم إنها مجرد محاولة لاحتواء الفشل من قبل البعض، ورد فعل فقط كما يَتوقع الكثيرون؟ وهل تكون  خطوة الى الامام واعدةً، تتبعها خطوات أوسع، أم إنها مجرد موجة غضب عابرة؟

يصعب الجزم بشيء، لكن الاعلان عن القيادة الموحدة فَتَحَ كوة للأمل لمسار إستراتيجي جديد يتجاوز "أوسلو"، ومشروعها البائس، والانقسام وثغراته القاتلة التي تتيح للكيان الاسرائيلي المناورة، وممارسة الاحتواء المزدوج عبر الوسطاء العرب والعجم، تارةً بالحديث عن صفقة للاسرى، وأخرى بالحديث عن وعود بايدن لـ"السلطة" ما بعد ترمب.

فالإطار القيادي إما أن يكون خطوة إستراتيجية عميقة، او ان يتحول الى مجرد تكتيك لن يدوم أثره طويلًا. حقيقةٌ ستكشفها الايام؛ فإما أن يتحول البيان رقم واحد الى البيان اليتيم، او ان يتبعه العشرات من البيانات التي تؤسس لمرحلة جديدة، وإستراتيجية حقيقية للنضال الفلسطيني.

* حازم عياد كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل الأردنية

  كلمات مفتاحية