ليست وليدة اللحظة.. 20 عاما من العلاقات والتبادل التجاري بين البحرين وإسرائيل

الثلاثاء 22 سبتمبر 2020 08:06 م

العلاقات الإسرائيلية البحرينية ليست وليدة اللحظة، فقد سبق واعترفت المنامة بحق الدولة العبرية في الوجود. كما زار أكثر من وزير إسرائيلي البحرين منذ سنوات عديدة.

بدأ التعاون المباشر بين البحرين واليهود في فلسطين قبل قيام إسرائيل بأربع سنوات. وهو ما كشفه تلفزيون "إسرائيل نيوز 24"، عندما سمح الإنجليز لشركة الإنشاءات اليهودية "سوليل بونيه" بالعمل في البحرين لإنشاء مطار عسكري لسلاح الجو الملكي. وكانت بريطانيا، آنذاك، في حاجة ماسة لإقامة ذلك المطار ليكون نقطة انطلاق طائرات الحلفاء إلى الشرق الأقصى، بسبب استمرار الحرب مع اليابان.  

و"سوليل بونيه" هي اختصار لـ " شركة العمال العبرية المساهمة للأشغال العامة ـ بناء وصناعة".

قامت بتأسيسها نقابة العمال العامة "الهستدروت" عام 1923. وقد ساهمت، فيما بعد، بدور كبير في ترسيخ الاقتصاد الإسرائيلي عبر تعبيد الطرقات وإقامة مبان كبيرة وجسور.

 وحسب التعاقد مع البريطانيين فإن الشركة اليهودية كانت المقاول الحصري لإنشاء المطار. وتم نقل جميع المعدات من تل أبيب. ولعب وجود يهود في البحرين دوراً في التواصل مع عمال الشركة اليهود القادمين من فلسطين، نهاية الحرب العالمية الثانية.

مع قيام إسرائيل عام 1948، كانت البحرين أحد الممرات الفاعلة لتزويد تل أبيب بالحديد المستعمل لتصنيع الأسلحة، وذلك عن طريق الجو. كما كانت البحرين أحد المسوقين للبضائع الإسرائيلية عن طريق شركاتها في دول الخليج.

وفي عام 2009، استطاع "بروس كشدان"، وهو مهاجر من بريطانيا مقرب من العائلة الحاكمة، ترتيب لقاء سري بين الرئيس الإسرائيلي الأسبق "شمعون بيريس" وملك البحرين.

وكانت الهبة الشعبية التي اندلعت في البحرين ضمن ثورات ما سمي بالربيع العربي، عام 2011، مبرراً جديداً للتقارب مع إسرائيل وتطوير العلاقات معها.

فقد التقى وزير الخارجية البحريني "خالد بن أحمد آل خليفة" مع نظيرته تسيفي ليفني ونقل اليها تحيات الملك الذي يرحب بالتطبيع مع إسرائيل.

الوزير البحريني عاد والتقي "ليفني" عام 2017، وكانت قد تحولت إلى زعيمة للمعارضة، على هامش اجتماعات مؤتمر "الأمن" في ميونيخ، وطلب منها نقل الرسالة نفسها إلى رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو".

ومؤخراً، اعترفت إسرائيل بوجود تعاون استخباراتي وثيق بين "الموساد" ومملكة البحرين منذ عام 2014. وكانت المنامة تزود تل أبيب بالمعلومات التي بحوزتها عن إيران. كما أوكلت تل أبيب مهمة تطبيع العلاقات السرية بين البلدين إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية و"شعبة العلاقات الخارجية" في (الموساد)، وهو الجهاز الذي يقوم بمهمة وزارة الخارجية مع الدول التي لا تقيم علاقات مع إسرائيل.

لم تمر مناسبة للتقرب من إسرائيل إلا واستغلتها البحرين. وهكذا تم تنظيم ورشة المنامة الاقتصادية عام 2019. وفيها شارك فيها وفد تجاري إسرائيلي جرى استقباله بحفاوة.

وبعد انتهاء اليوم الأول من المؤتمر انتقل اليهود إلى كنيس المنامة للصلاة بعد أن اكتمل النصاب. فالصلاة اليهودية تشترط لإقامتها مشاركة عدد من المصلين الرجال لا يقل عن عشرة. وبعد الصلاة احتفلوا بالمناسبة وردد المشاركون نشيد: "شعب إسرائيل حي ... تعيش دولة إسرائيل". كما تراقص بحرينيون وحاخامات على وقع اغنية دينية شهيرة لدى التيار الديني المتشدد.

ولعبت هدى عزرا نونو دوراً هاماً في التقارب خلال فترة عملها كسفيرة للبحرين في واشنطن، وعملت على ترتيب لقاءات بين الإسرائيليين وشخصيات بحرينية.

 

 

 

 

المصدر | مونت كارلو

  كلمات مفتاحية

تطبيع العلاقات البحرينية الإسرائيلية التطبيع البحريني الاسرائيلي

ترامب يعلن تطبيع العلاقات بين البحرين وإسرائيل

مسؤول بحريني: ما يجمعنا مع إسرائيل أكثر مما يفرقنا

البحرين تقر مذكرة تفاهم بشأن الخدمات الجوية مع إسرائيل