الإيغور.. مأساة شعب

الجمعة 25 سبتمبر 2020 08:46 ص

الإيغور.. مأساة شعب

يتعرض شعب الإيغور في الصين لمظالم غير معروفة لا تصلنا كل المعلومات حولها.

قوة غير متكافئة تفاقم إحدى مظالم الإيغور الكامنة: استعمار أراضي أجدادهم والاستيلاء على ثروتها من قبل أغلبية الهان الساحقة.

بينغتوان أو فيلق شينغ يانغ للإنتاج والبناء منظمة شبه عسكرية عملاقة مسؤولة عن الإقليم لجذب شعب الهان إلى هناك بسياسات تشجع الاستيطان.

كل زيارة يقوم بها مسؤولون من الهان لها مهمة غير رسمية: التنديد بالممارسات الدينية واختبار وطنية المضيفين الإيغور تجاه حكومة الصين.

يتم رفض الثقافة واللغة المحلية وتهميش الإيغور والتبت والمنغول بمناهج الدراسة لصالح لغة الماندرين والسيطرة على الحياة الخاصة تكمل خضوع السكان المخيف.

*     *     *

يتعرض شعب الإيغور في الصين لمظالم غير معروفة لا تصلنا كل المعلومات حولها.

تعتبر منطقة شينغ يانغ الصينية، وهي المنطقة الشاسعة الواقعة على حدود آسيا الوسطى حيث يعيش 11.5 مليون من الإيغور، مختبراً ينكشف تعقيده أكثر فأكثر كل يوم.

ففي كل شهر، تقوم السلطات بتعيين ما تسميه «أبناء عمومة» من الهان، وهم مجموعة عرقية صينية ذات أغلبية، ودعوتهم لقضاء أسبوع من العيش المشترك في منازل المسلمين هناك، وذلك باسم «اتحاد المجموعات العرقية في أسرة واحدة».

هذه الحملة التعايشية بدأت في عام 2016 وتم تعميمها منذ عام 2018، حيث تعتبر السلطات الصينية هذه الحملة الواسعة على أنها «سياسة ناعمة» قادرة على «تعميق التفاهم بين المجموعات العرقية والمساهمة في استقرار منطقة الحكم الذاتي في شينغ يانغ».

وكل زيارة يقوم بها مسؤولون من الهان لها مهمة غير رسمية تتمثل في التنديد بالممارسات الدينية واختبار وطنية المضيفين الإيغور تجاه الحكومة الصينية.

وتؤدي هذه القوة غير المتكافئة إلى تفاقم واحدة من المظالم الكامنة للإيغور: استعمار أراضي أجدادهم والاستيلاء على ثروتها من قبل الأغلبية الساحقة من الهان (التي تمثل 96 ٪ من السكان الصينيين و40. ٪ من ذلك في شينغ يانغ).

الدستور الصيني يضمن استقلال هذه المناطق، ولكن من خلال التلقين المسمى «التغيير من خلال التعليم» عن طريق المعسكرات يحتجز ما لا يقل عن مليون من الإيجور.

وفي الوقت نفسه، يتم رفض الثقافة واللغة المحلية ويتم تهميش الإيغور (مثل التبيت والمنغول) في المناهج الدراسية لصالح لغة الماندرين. والسيطرة على الحياة الخاصة تكمل هذا الخضوع المخيف للسكان.

ويتم ذلك عن طريق العنف «ذي الخصائص الصينية». وتعتمد الدولة الصينية بدون ضمانات على تقنيات المراقبة الأكثر تطوراً وعلى القدرات اللوجستية والهندسية المدنية مثل تلك التي تمتلكها بكين.

وتحدد صور الأقمار الصناعية الأخيرة 260 مبنى بخصائص مراكز الاحتجاز التي تم بناؤها منذ عام 2017 في شينغ يانغ، بعضها لديه القدرة على استيعاب أكثر من 30 ألف نزيل. هذه الدرجة من الإكراه أصبحت ممكنة أيضاً من خلال المبالغة في المخالفات، سواء أكان من الأيجور أو الهان.

وأخيراً، وعلى عكس ما يعد به القادة الصينيون عند السفر إلى الخارج، لا يمكن للصحفيين أو الباحثين الغربيين إجراء تحقيق في المكان. ولا تصل المعلومات الحقيقية عن شينغ يانغ إلينا إلا بفضل الشهود الذين يخرجون من الصين.

وفي مواجهة هذه الممارسات ، تبنت الولايات المتحدة فقط عقوبات، رمزية باعتراف الجميع، ضد قادة شينغ يانغ، ولكن أيضاً ضد بينغتوان، أو فيلق شينغ يانغ للإنتاج والبناء، وهي منظمة شبه عسكرية عملاقة مسؤولة عن الإقليم من خلال جذب شعب الهان إلى هناك من خلال سياسات تشجع الاستيطان.

وقد اختار القادة الأوروبيون، بمن فيهم إيمانويل ماكرون، مؤخراً فقط تسمية الانتهاكات علناً. ويبقى ربط هذه الخطابات بأعمال ملموسة طال انتظارها.

المصدر | لوموند

  كلمات مفتاحية