استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

خريطة طرق «مفخخة» بالاستحقاقات

الأحد 27 سبتمبر 2020 07:54 ص

خريطة طرق «مفخخة» بالاستحقاقات

هل سيجري تعطيل المجلس المقبل كما جرى تعطيل المجلس المنحل في انقلاب على نتائج الانتخابات؟

تبادل الطرفان مواقع ومواقف خلال ثلاثة عشرة سنة فائتة ويؤمل أن يكونا توصلا إلى خلاصة تنفع الناس وتبقى في الأرض!

خريطة طريق فتح وحماس بحوارات إسطنبول-الدوحة تبدو «مفخخة» باستحقاقات يكفي انفجار واحد منها حتى ينقلب المشهد رأساً على عقب.

كيف ستتعامل حماس مع فوز فتح بالانتخابات خاصة في غزة وهل ستتمسك بتقسيم القطاع إلى «طابقين»: «فوق الأرض لفتح وتحتها لحماس»؟

وماذا لو فازت حماس بالانتخابات هل ستُسلم فتح الراية لحماس بالضفة أم أن سيناريو ما بعد انتخابات 2006 سيتكرر بالضفة بدون دحلان هذه المرة؟

*     *     *

لست راغباً في إفساد فرحة أحدٍ من الفلسطينيين بالتقدم المُحرز على طريق المصالحة واستعادة الوحدة، ولا أنا من المولعين بالمناكفة أو بنظرية «خالف تعرف»...

لكن خريطة الطريق التي توصلت إليها فتح وحماس في حوارات إسطنبول – الدوحة، والمنتظر أن يجري إطلاع الأمناء العامين للفصائل عليها لإقرارها، تبدو «مفخخة» بالاستحقاقات، التي يكفي انفجار واحد منها، حتى ينقلب المشهد رأساً على عقب.

لنأخذ الحلقة الأولى من مسلسل المصالحة: الانتخابات التشريعية، ماذا لو فازت حركة فتح، وصادف أن عاد الديمقراطيون للحكم في الولايات المتحدة، وتقرر استئناف المفاوضات تحت ضغط المجتمع الدولي والدول العربية والرغبة الفلسطينية «المشروطة» باستئنافها؟

ماذا إن قاد الحدثان إلى استئناف التنسيق الأمني وعودة «أموال المقاصة» إلى مجاريها في خزينة السلطة؟ ألن تستشعر حركة فتح بـ«فائض قوة» يجعلها قادرة على الاستغناء عن مسار المصالحة، أو إبطائه، أو إحاطته بكثير من شروطها ومتطلباتها.

الأهم من كل هذا وذاك، وتلك، كيف ستتعامل حماس مع نتائج انتخابات كهذه، بالذات في غزة، وهل ستظل متمسكة بنظرية تقسيم قطاع غزة إلى «طابقين»: «فوق الأرض لفتح وتحتها لحماس»؟

وماذا إن حصل العكس، وفازت حماس بالانتخابات، هل ستُسلم فتح الراية لحماس، بالضفة على وجه الخصوص، أم أن سيناريو ما بعد انتخابات 2006 سيتكرر، ولكن في الضفة، من دون قيادة محمد دحلان هذه المرة؟

هل سيجري تعطيل المجلس المقبل كما جرى تعطيل المجلس المنحل، في انقلاب على نتائج الانتخابات؟ ما مصير الانتخابات الرئاسية والحالة كهذه، هل ستمضي فتح في مسلسل الانتخابات ذي الحلقات الثلاث؟

لنضع جانباً كيف ستتعامل إسرائيل والولايات المتحدة والغرب والمجتمع الدولي والدول العربية، مع سيناريو تتسلم فيه حماس مقاليد السلطة في فلسطين؟

هل يمكن الركون إلى «سيناريو مشاركة لا مغالبة»، كأن تستيقظ الحركتان الرئيستان على حقيقة أن الشراكة هي خيارهما الأوحد، أياً كانت نتائج الانتخابات، وأياً كان الطرف الفائز فيها، طالما أن رؤوس الجميع تحت مقصلة «الصفقة» و«الضم»؟

أم أن «اللعبة الصفرية» ستحكمهما وتتحكم بقراراتهما من جديد، سيما إن استشعر الطرف الفائز، أن بمقدوره إملاء مواقفه وخياراته على الجميع، وأنه حظي بـ«التفويض الشعبي» اللازم لفعل ذلك؟

هل يساعد سيناريو فوز ترامب، على إبقاء جذوة المصالحة متّقدة، تحت ضغط «الخطر الداهم» من واشنطن وتل أبيب، مع أن الرجل لا يحمل في جعبته سوى خيار «التصفية» لقضية فلسطين والمشروع الوطني؟

هل يعيد فوز بايدن، بعث الرهانات المشتعلة تحت رماد الاستعصاء، على المفاوضات و«حل الدولتين» برغم عقود الفشل والإخفاق الثلاثة المنصرمة، وأي أثر سيتركه تطور كهذا، على مسار المصالحة وانهاء الانقسام؟

من حسن طالع الفلسطينيين، أن الانتخابات الأمريكية ستلتئم وتتقرر نتائجها قبل دخولهم في معمعة انتخاباتهم، وستخضع اتفاقات أنقرة وتفاهماتها، للامتحان قبل الشروع في تنقيح قوائم الناخبين والمرشحين.

وستسعى الأطراف الإقليمية والعربية، ذات الحضور المؤثر على المشهد الفلسطيني في دفع الأحداث والتطورات بالوجهة التي ترتضيها وتخدم مصالحها. وإلى أن يحدث ذلك كله، ستبقى فرص نجاح جهود المصالحة وإنهاء الانقسام، مماثلة لفرص فشلها وإخفاقها.

إن تاريخ الانقسام وجهود المصالحة، هو ذاته، تاريخ الرهانات الخائبة لتطورات كبرى في الإقليم وعلى الساحة الدولية، إذ كلما استشعر فريق من فريقي الانقسام، أن هذه التطورات تصب (أو ستصب) القمح في طاحونته، بدا أقل اعتناءً بالمصالحة، وأكثر تعنتاً عند طرح شروطه ومتطلباته...

لقد تبادل الطرفان المواقع والمواقف خلال السنوات الثلاثة عشرة الفائتة، والمأمول أن يكونا قد توصلا إلى الخلاصة التي تنفع الناس وتبقى في الأرض.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية