عبدالكريم وجنان.. قصة خطيبان أجلت إسرائيل زفافهما 18 عاما

الاثنين 28 سبتمبر 2020 10:05 ص

في آخر محادثة بينهما قال "عبدالكريم": "اشتريت لك فستان الزفاف، وتحيرت في هدية مباركة أسعد".. لترد عليه "جنان" بفرح: "شكرا على هديتي، ومباركة أسعد نشتريها معا حين تعود من نابلس".

كانت هذه تفاصيل آخر مكالمة بين الفلسطيني "عبدالكريم مخضر" وخطيته "جنان"، قبل 18 عاما، حين اعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ليبقى في محبسه ولا يخرج إلا يوم أمس الأحد.

كبر "أسعد" ابن شقيق "جنان"، وأصبح شابا في عامه الـ18، ولم تلبس "جنان" فستانها، بل كبرت عليه لكنه بقي ذكرى حلوة ومرة من خطيبها، وهو من بلدة عمورية قضاء نابلس شمال الضفة الغربية.

واليوم، وبعد 18 عاما من الاعتقال والانتظار، خرج "عبدالكريم"، وكانت "جنان" في استقباله بالورود والأحضان الحارة، معلنين بداية حياتهم الزوجية التي تأخرت كثيرا.

ومن المقرر أن تعقد مراسم الزفاف، الجمعة المقبل، الثاني من أكتوبر/تشرين أول المقبل.

ووثقت مشاهد مصورة، لحظات مؤثرة من اللقاء الذي جمع "عبدالكريم"، بخطيبته "جنان"، وهي من بلدة بروقين غرب سلفيت شمال الضفة.

ولاقت قصتهما تفاعلات واسعة وثناءً على إخلاص خطيبته، وعلى أمل الحرية الذي يحمله الأسرى الفلسطينيون في قلوبهم لاستكمال حياتهم في وطنهم.

تحكي "جنان سمارة" (44 عاما): "بعد تخرجي من جامعة القدس المفتوحة بعامين، جاء عبدالكريم وطلب يدي من عائلتي، وذلك في يونيو/حزيران 2002، وكانت الانتفاضة في ذلك الوقت مشتعلة في الضفة الغربية، وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تلاحقه بدعوى أنه يقوم بنشاطات معادية، ومطلوبا لقواتها، ونشرت اسمه وصورته على كافة نقاط التفتيش والحواجز العسكرية في شوارع الضفة الغربية".

وتضيف: "مع نهايات سبتمبر/أيلول 2002، أي بعد ثلاثة أشهر فقط من خطبتنا، كان عبدالكريم يستعد لمغادرة مدينة نابلس بعد منتصف الليل عبر طريق قرية تِل التي شهدت ارتقاء شهداء عديدين خلال السنوات الأولى من الانتفاضة، وعمليات ملاحقة للشبان وإذلال للأهالي الذين لم يكن أمامهم سوى هذه الطريق لدخول مدينة نابلس، حيث كانوا يسيرون على الأقدام لمسافة أكثر من 3 كيلومترات للوصول للمدينة".

وكان "عبدالكريم" برفقة أخته "حنان"، التي لم يقو على تركها تعود لبيتهم في قرية عمورية جنوب نابلس، بعد وصولهما منتصف الطريق في ساعة متأخرة من الليل أوقفهما جيب احتلالي، ما أن دقق الضابط في بطاقة الهوية حتى انفجر بالضحك، قائلا: "عبد الكريم مخضر بنفسه جاي عندنا".

وبعدها صدر حكما بسجنه 18 عاما، لتضيف "جنان": "جمعت من عبدالكريم مئات الرسائل التي دوما تصل متأخرة، يحكي لها فيها عبدالكريم أخباره، ويتناقش فيها عن مستقبلهما".

تحكي "جنان"، أن "عبدالكريم" في رسائله، كان يخفي حزنه وحسرته على سنوات عمره خلف القضبان، ويتمتع بمعنويات عالية، لكنها تشعر بألمه في داخلها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أسير محرر سجون إسرائيل عبدالكريم وجنان

إسرائيل تفرج عن أسير بعد 16 عاما ليجد مفاجأة بانتظاره.. ما هي؟