استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مشاريع التطبيع فاشلة ومعزولة

الثلاثاء 6 أكتوبر 2020 07:55 ص

مشاريع التطبيع فاشلة ومعزولة

التضامن العربي مع فلسطين لم يتغير فالمطبعين مع الاحتلال قلة معزولة تنشد مصالح ضيقة وتتجاهل مصالح الشعوب والأمة العليا.

ضمير الأمة لا يتغير أو يتبدل بجيش إلكتروني مصطنع أو مسلسل تلفزيوني مسموم ومشبوه ولا بادعاءات زائفة تتناقض مع تاريخنا وعقيدتنا.

يؤكد الحراك الرافض للتطبيع فشل حملات تجميل صورة إسرائيل والتحريض ضد فلسطين حملات أنفقت عليها الأنظمة مليارات وذهبت أدراج الرياح.

*     *     *

أثبتت الأيام والأسابيع الماضية أن العرب ضد التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وأنّ كل محاولات تزوير الرأي العام العربي فشلت، كما فشلت أيضاً كل محاولات شيطنة الفلسطينيين وتكريه العرب بهم، وكذا محاولات إقناع العرب بأن فلسطين قضية هامشية لا جدوى منها، وأن الاحتلال الإسرائيلي يمكن أن يصبح صديقاً، ويمكن لهذا الصديق أن يكون مفيداً لنا.. كل هذا الهراء لم ينجح.

أنفقت بعض الأنظمة العربية المرتمية في الحضن الصهيوني، وفي حضن ترامب مليارات الدولارات في السنوات الأخيرة، من أجل تجييش العرب ضد الفلسطينيين والتحريض عليهم، وتحسين صورة الاحتلال الإسرائيلي، تمهيداً للتطبيع مع تل أبيب، وإقامة علاقات دبلوماسية رسمية وعلنية مع الإسرائيليين.

وفي هذا السياق تم إنتاج عدد من المسلسلات الرمضانية، التي ألقيت على وجوه المشاهدين العرب خلال العامين الماضيين، إضافة الى تمويل جيوش إلكترونية جرارة، من أجل بث تغريدات وتدوينات على شبكات التواصل الاجتماعي، تحاول العبث بالعقل العربي والرأي العام، من أجل تحريضه على الفلسطينيين وتحسين صورة الإسرائيليين.

وبالمناسبة فهذه هي المرة الأولى وغير المسبوقة التي يعمد فيها المطبعون إلى هذا التبرير، الذي يقوم على التحريض ضد عرب فلسطين، باعتبارهم النقيض لإسرائيل.

وبالتالي تسويق التطبيع وتبريره على قاعدة شيطنة عرب فلسطين، بينما كان التطبيع في موجاته السابقة يتم تبريره على أساس أنه طريقة لحل قضية فلسطين، واستعادة الحق الفلسطيني، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، عبر السلام والتطبيع بدلاً من الحرب والمقاومة..

وهذا هو الادعاء الذي ساقه الرئيس المصري أنور السادات، والملك الأردني الحسين بن طلال، عندما وقعا اتفاقات السلام مع تل أبيب.

حملة شيطنة الفلسطينيين، وتحسين صورة الإسرائيليين بدأت بحدود عام 2016 والعام الذي تلاه، أي بعد فترة وجيزة من وصول ترامب إلى البيت الأبيض، واتضاح سياسته ومشروعه «صفقة القرن» واتخاذ بعض الأنظمة العربية قرارا بالانسياق خلف هذه السياسة، وتمرير هذه الصفقة.

والمهم الآن أن هذه الحملة فشلت فشلاً ذريعاً، وثبت بأن الأموال المليارية التي تم إنفاقها ذهبت أدراج الرياح.

فشل هذه الحملة الرامية لتجميل الاحتلال، وتحسين صورة الإسرائيليين، ظهر جلياً خلال الأسابيع القليلة الماضية، عندما شاهدنا الطوفان العربي على شبكات التواصل الاجتماعي، الذي يرفض اتفاقات التطبيع مع الاحتلال، وهو طوفان تبخرت أمامه الجيوش الإلكترونية، ولم تعُد تُرى أبداً.

ليتضح جلياً بأن قضية فلسطين ما زالت في قلب كل عربي، وأن الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن أن يتم تجميله بهذه الصورة المبتذلة، ولا تحويله إلى جزء من هذه المنطقة، بقرار سياسي يصدر عن عاصمة خليجية.

ليس هذا وحسب، بل إنَّ المواقف الشعبية والرسمية للعديد من الدول العربية ما زالت رافضة وبكل وضوح للتطبيع مع الاحتلال، وظهرت هذه المواقف بوضوح في الكويت والجزائر والمغرب وتونس، وفي أماكن أخرى، سواء على المستوى الرسمي أو على المستوى الشعبي.

وربما تكون الكويت الحالة الأبرز والأوضح، وذات الموقف الأكثر تشريفاً، حيث استطاعت أن تقاوم الضغوط التي مورست عليها خليجياً، فيما يظل الكويتيون أوفى الأوفياء للفلسطينيين، الذين ما زالوا يتذكرون أن حركة «فتح» تأسست في الكويت، واستفادت من تضامن الكويتيين وحضنهم الدافئ.

وفي السودان ثمة نموذج آخر على شعب ما زال على عهده من فلسطين، إذ أعلنت كافة القوى السياسية، رفضها سلفاً لأي محاولات ابتزازية تهدف لدفع الخرطوم نحو علاقات تطبيع مع إسرائيل، مقابل رفع اسم البلاد من قوائم الإرهاب الأمريكية.

ما شهدناه خلال الأسابيع الماضية يؤكد على أن التضامن العربي مع فلسطين لم يتغير، وأن المطبعين مع الاحتلال ما زالوا فئة قليلة معزولة، تبحث عن مصالح ضيقة، وتتجاهل المصالح العليا لشعوبها ولأمتنا العربية والإسلامية.

كما أن الحراك الرافض للتطبيع يؤكد فشل كل الحملات التي تهدف إلى تحسين صورة الإسرائيليين والتحريض ضد الفلسطينيين، وهي حملات أنفقت عليها بعض الأنظمة مليارات الدولارات، لكنها ذهبت أدراج الرياح.

ذلك أن ضمير الأمة لا يمكن أن يتغير أو يتبدل بجيش إلكتروني مصطنع، أو مسلسل تلفزيوني مسموم ومشبوه، ولا بادعاءات زائفة تتناقض مع تاريخنا وعقيدتنا.

* محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية