استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لماذا «يخشى» بعض العرب الانتخابات الفلسطينية؟

الثلاثاء 6 أكتوبر 2020 10:12 ص

لماذا «يخشى» بعض العرب الانتخابات الفلسطينية؟

لا خيار بديلا عن الانتخابات يفضي لتجديد «شرعيات فلسطينية منقوصة ومطعون بها» بينما يُبقي السلطة بـ«مركب عملية السلام».

دول عربية عرضت «النصح والنصيحة» تخشى أن تنتهي الانتخابات إلى فوز آخر لحماس: فوزًا كاسحاً أم أغلبية بسيطة.

لا خيار آخر يُعرض على الفلسطينيين سوى الاستمرار في فعل نفس ما عملوه أزيد من ربع قرن دون ثقة بأنهم سيصلون لمكان مختلف.

أولوية الناصحين العرب إبقاء الفلسطينيين في عربة وإن متأخرة من عربات «قطار السلام» حتى وإن كان القطار يسير بلا سكة وقد يتحطم بأية لحظة.

أولوية فلسطين تجديد الشرعية والطبقة السياسية و«تشبيب» النظام السياسي وقطع طريق «فرض» قيادة بديلة وترتيب بيتهم الداخلي لمواجهة التحديات الجسام.

*     *     *

في الأنباء، أن عواصم عربية عدة، «نصحت» القيادة الفلسطينية، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بإرجاء الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة حتى إشعار آخر، بالنظر لما قيل إنه «ظرف حساس»، لا يحتمل المزيد من المفاجآت!

وأن آخر ما يحتاجه الفلسطينيون بهذه المرحلة، هو اندلاع موجة جديدة من الفوضى وعدم الاستقرار في صفوفهم، في حال دارت الدوائر الانتخابية على فتح والسلطة وحلفائهما، مسترجعين بعضاً من «نصائح قديمة» سبق وأن أسرّوا بها للرئيس عباس قبل انتخابات 2006، و«انظروا كيف جاءت عليه النتائج».

باستثناء حفنة من الدول العربية، تقل عن أصابع اليد الواحدة، فإن بقية الدول التي عرضت «النصح والنصيحة»، تخشى أن تنتهي الانتخابات إلى فوز آخر لحركة حماس، كاسحاً جاء أم بالأغلبية البسيطة.

ولهذه الدول أسبابها التي تدفعها للخشية والقلق، بعضها يعود لأسباب «داخلية» تخص هذه الدول وعلاقاتها ببعض مكونات مجتمعاتها، وبعضها الآخر يتصل بإيمانها الذي لا يتزعزع بوجود فرصة لاستنقاذ ما يسمى بـ«عملية سلام الشرق الأوسط»، سيما إن فاز بايدن.

بالنسبة لهؤلاء، فإن فوز حماس في انتخابات فلسطينية مقبلة (إن حصل) سيكون بمثابة «اتجاه معاكس» لحركة الإقليم منذ سقوط (إسقاط) نظام الدكتور محمد مرسي و«الجماعة» في مصر.

فهذا غير مرغوب فيه بتاتاً، لا في فلسطين، ولا غيرها، طالما أن فوزاً كهذا، سيعزز مكانة «الإخوان المسلمين» خاصتهم، وسيشجع جماعات أخرى ويشحذ هممها لتجديد حضورها من جديد.

لذلك، تراهم لا يريدون انتخابات عامة في فلسطين، سيما وأنهم يطالعون بلا شك، نتائج الاستطلاعات والتقديرات بشأن اتجاهات الرأي العام الفلسطيني، والتي ترجح في الغالب الأعم كفة حماس على كفة فتح.

ثم، هناك سبب آخر، يدفع بعض العواصم لتقديم «نصائح» كتلك التي استهللنا بها هذه المقالة، وأهمها أن وجود حماس في قلب السلطة الفلسطينية، أو على رأسها، من شأنه «إسقاط» تجربة حماس في غزة، على الضفة الغربية، وجعل الأخيرة «صورة طبق الأصل» عن الأولى.

وأن وجود حماس، محصنة بـ«شرعية صناديق الاقتراع»، على رأس مؤسسات السلطة لن يكون خبرا جيدا، لا لإدارة جمهورية بقيادة ترامب–بنس، ولا لإدارة ديمقراطية بقيادة بايدن–هاريس.

إن عاد ترامب للسلطة، ووجد حماس في موقع صناعة السياسة والقرار الفلسطينيين، سيكون ذلك بمثابة فرصة ذهبية للذهاب إلى آخر الشوط في ترجمة صفقة القرن، وإن جاء بايدن إلى البيت الأبيض، سيصطدم بعقبة حماس، إن هو قرر استئناف مسار التفاوض من حيث توقف مع جون كيري في العام 2014 في عمان.

لكن مشكلة هؤلاء الناصحين، بصرف النظر عن دوافعهم وأهدافهم، أنهم لا يقترحون خياراً بديلاً يمكن أن يفضي إلى تجديد «الشرعيات الفلسطينية المنقوصة والمطعون بها»، وفي الوقت نفسه، يبقي السلطة في «مركب عملية السلام».

الأولوية بالنسبة للفلسطينيين هي تجديد الشرعية والطبقة السياسية المتحكمة، و«تشبيب» النظام السياسي الفلسطيني، وقطع الطريق على محاولات «استزراع» قيادة بديلة، وترتيب بيتهم الداخلي، لمواجهة التحديات الجسام التي تنتظر الشعب والسلطة والمنظمة والفصائل سواء بسواء.

أما بالنسبة لـ«الناصحين العرب»، فالأولية الأولى، تتجلى في إبقاء الفلسطينيين في عربة وإن متأخرة، من عربات «قطار السلام»، حتى وإن كان هذا القطار يسير بلا سكة، ومهدد بالتحطم في أية لحظة، إذ لا خيار آخر يعرضونه على الفلسطينيين، سوى الاستمرار في فعل الشيء ذاته الذي طالما عملوه طوال أزيد من ربع قرن، دون أن تكون لديهم أية ثقة من أي نوع، بأنهم سيصلون إلى مطرح مختلف.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني  

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية