استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

آفاق تشكيل المستقبل في ظل «كورونا»

الاثنين 12 أكتوبر 2020 09:58 ص

آفاق تشكيل المستقبل في ظل «كورونا»

جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) تحدد سبعة مجالات أو احتياجات من شأنها أن تساعد في تشكيل المستقبل.

تعتبر المشاعر أساسيات إنسانية أكثر أهمية من أي وقت مضى والكل يعيد اكتشاف التفاعلات الاجتماعية.

حفلات ومؤتمرات عبر الإنترنت كانت غير واردة أصبحت حقيقة واقعة فلا يمكن للتكنولوجيا أبداً أن تحل محل التفاعل البشري لكنها تسهله.

الاحتياجات إلغاء البيروقراطية وتثوير ريادة الأعمال وابتكار التعليم وتنظيم المدن وإعادة هندسة اللوجستيات وتحديث أطر الاقتصاد وتجديد سلاسل التوريد وفهم التفاعل الاجتماعي.

*     *     *

تفيد دراسات بعض المؤسسات أن جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) تحدد سبعة مجالات (احتياجات) من شأنها أن تساعد في تشكيل المستقبل وهي:

1. الحاجة إلى إلغاء البيروقراطية

2. الحاجة إلى إطلاق موجة جديدة من ريادة الأعمال

3. الحاجة إلى ابتكار التعليم

4. الحاجة إلى تنظيم مدننا وإعادة هندسة الخدمات اللوجستية

5. الحاجة إلى تحديث الأطر الاقتصادية التقليدية

6. الحاجة إلى إعادة التفكير في سلاسل التوريد

7. الحاجة إلى إعادة اكتشاف التفاعل الاجتماعي

هذه المجالات السبعة إذا ما تم الأخذ بها وإنجازها سيخرج العالم من أزمة فيروس كوفيد-19 أقوى وأكثر مرونة من ذي قبل. في التالي نستعرض باختصار سمات كل من المجالات السبعة.

أولاً: العالم بحاجة إلى التخلص من البيروقراطية وتشريع العمل عن بُعد وتحديث الإدارة العامة. مثال على البيروقراطية الحكومية: في إيطاليا، استيراد أقنعة الوجه من الخارج أسهل من إعطاء تصاريح للمصنعين المحليين.

ثانياً: هناك حاجة لموجة جديدة من رواد الأعمال. تنتج شركتان فقط في دولة أوروبية أجهزة التنفس الصناعي وأقنعة التهوية ولا تستطيعان مواجهة الطلب المتزايد. الوقت مناسب لرواد الأعمال لتأكيد الحاجة إلى التخطيط والبحث والاختبار قبل إنتاج المنتج المثالي. ستكون هناك إخفاقات على طول الطريق، لكن الإيجابيات ستفوق السلبيات والأمل أن تتبنى الحكومات ثقافة الفشل والابتكار.

ثالثاً: يجب تحديث كيفية تقديم التعليم وتوفيره في أي وقت وفي أي مكان. الجائحة أغلقت المدارس والجامعات وتم نقل الدروس والدورات على الإنترنت. الفرصة متاحة لتوفير تعليم عالي الجودة لأي شخص في العالم، ليس فقط للقلة المتميزة الذين يمكنهم دفع الرسوم الجامعية ونفقات السفر والإقامة والكتب في أفضل الجامعات.

إنها فرصة للجامعات الكبرى لتقديم أفضل تعليم للطلاب المحرومين في جميع أنحاء العالم، وتكييف الرسوم الجامعية على أساس الدخل المحلي وتوفير المواد التعليمية عبر الإنترنت.

رابعاً: الحاجة إلى إعادة تنظيم مدننا وإعادة هندسة الخدمات اللوجستية. في ظل جائحة كوفيد-19، انخفض التلوث في الجزء الشمالي الصناعي من إيطاليا إلى مستويات قياسية. أصبحت قنوات مدينة البندقية نقية مرة أخرى بسبب انخفاض حركة القوارب.

خامساً: يجب إعادة النظر في الأطر الاقتصادية التقليدية. في ظل جائحة كوفيد-19، شهد الاقتصاد العالمي حالة من الجمود الكامل والفوري غير مسبوقة. وقد تم بالفعل تسعير خسائر إيرادات الشركات في الانخفاضات الأخيرة في حقوق الملكية، لكن السوق لم يكن قادراً على تسعير امتداد الضرر بالكامل خصوصاً في مناطق غير مقيدة.

وقد أشار ماريو دراغي (رئيس البنك المركزي الاوروبي السابق) إلى أن الحكومات بحاجة إلى استيعاب خسائر الشركات من خلال إلغاء الديون الخاصة.

وتحتاج خطط الإقراض المبتكرة واستراتيجيات التمويل المبتكرة إلى تطويرها من قبل البلدان في جميع أنحاء العالم. حان الوقت للتحلي بالشجاعة والتفكير خارج الصندوق.

سادساً: الحاجة إلى إعادة التفكير في سلاسل التوريد بحيث لا تضع كل «البيض» في سلة واحدة. لقد أدركت الشركات أن الحصول على جميع المواد والمنتجات الأولية من بلد واحد فقط يمثل مخاطرة كبيرة. هذه هي الفرصة للبلدان في جميع أنحاء العالم لإعادة وضع نفسها كمزود رئيسي لسلسلة التوريد في العالم.

إنها فرصة للشركات في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية لتُظهر للعالم أنها قادرة على المنافسة وأن هذا ضروري للنجاة من صدمات سلسلة التوريد المستقبلية التي قد تكون أكثر حدة من تلك التي تعرضت لها في ظل جائحة كورونا.

نحن بحاجة إلى إعادة النظر في الهيكل الاقتصادي الحالي وإيجاد طرق جديدة لمعالجة الاضطرابات المستقبلية. يلمح السياسيون إلى سياسات شبه اكتفاء ذاتي كحل لنظام اقتصادي أكثر استقراراً.

سابعاً: يجب علينا إعادة اكتشاف التفاعل الاجتماعي. العائلات عالقة في المنازل وتتعلم كيف تتعايش. أصبحت الأحياء فجأة ذات صلة مرة أخرى. يقوم جيل الشباب مرة أخرى بمساعدة ودعم وحماية الجيل الأكبر سناً. هناك شيء ما لن تتمكن آلة أو قطعة من البرنامج من التكرار، وهذا هو التفاعل البشري.

تعتبر المشاعر أساسيات الإنسانية، وهي أكثر أهمية من أي وقت مضى. والكل يعيد اكتشاف التفاعلات الاجتماعية.

ويبدو أن الحفلات المنظمة والمؤتمرات عبر الإنترنت التي كانت غير واردة، أصبحت حقيقة واقعة. لا يمكن للتكنولوجيا أبداً أن تحل محل التفاعل البشري ولكنها تسهله.

* د. علي توفيق الصادق مدير معهد السياسات الاقتصادية بصندوق النقد العربي سابقا.

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

كورونا، المستقبل، ريادة الأعمال، التكنولوجيا، التفاعل الاجتماعي، الاقتصاد، تعليم، لوجستيات،