استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

انتقام الأرقام: تلاشي فرص فوز ترامب إحصائيًا!!

الثلاثاء 27 أكتوبر 2020 07:59 ص

انتقام الأرقام: تلاشي فرص فوز ترامب إحصائياً

في أي حال ستكون ليلة الانتخابات بلا شك عصيبة على الفريقين وممتعة بالنسبة لمختصي العلوم السياسية.

الرقم السحري الأهم في الانتخابات الأمريكية هو 270 وهو عدد الأصوات الكافية في المجمع الانتخابي الأمريكي لفوز المرشح بكرسي الرئاسة.

فوز ترامب شبه مستحيل وفقاً للنماذج التحليلية والاستشرافية وستكون فلوريدا بممثليها الـ29 بالمجمع الانتخابي مرة أخرى محط الأنظار.

سيكون فوز ترامب لتغير مفاجئ طرأ على الأرض خلال الأيام القادمة أو لتنامي ظاهرة ناخب ترامب الخجول الذي لا يفصح عن نيته الحقيقية في التصويت.

*     *     *

معركة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية تدور حول مجموعة من الأرقام، التي تحدد مخرجات العملية الانتخابية، تتوزع هذه الأرقام بين استطلاعات الرأي والمجمع الانتخابي ونتائج الانتخابات في كل ولاية على حدة، وانتهاءً بالصوت الشعبي الذي قد يعكس صورة مختلفة عن النتيجة الفعلية، كما حدث مع ترامب وبوش الابن من قبله.

هناك الكثير من الأرقام التي تمثل مؤشرات الفوز والخسارة وطموح كلا الطرفين، نناقش هنا أهم هذه الأرقام في إطار متابعة الموسم الانتخابي لهذا العام.

الرقم السحري الأهم في الانتخابات الأمريكية هو 270، وهو عدد الأصوات الكافية في المجمع الانتخابي الأمريكي لفوز المرشح بكرسي الرئاسة، وهو يمثل رقماً واحداً فوق نصف أعضاء المجمع الذي يمثل الولايات الخمسين ومقاطعة كولومبيا، هذه الأصوات ليست انعكاساً مباشراً لعدد السكان في الولاية، ولو كان الأمر كذلك لاختفت بعض الولايات من المجمع الانتخابي بشكل كامل.

فهناك ثماني ولايات لديها ثلاثة كراسي فقط في المجمع، بينما لدى كاليفورنيا منفردة 55 مقعداً، عدد أعضاء المجمع الانتخابي للولاية هو عدد أعضاء الشيوخ (وهو 2 لكل ولاية)، بالإضافة إلى عضو عن كل دائرة انتخابية في مجلس النواب.

وبالتالي في الولايات قليلة السكان يكون العدد 3 لأنها تمثل بدائرة واحدة في النواب، ويحدد لمن سيصوت عضو المجمع الانتخابي في الولاية بناءً على الفائز بالأغلبية البسيطة بالولاية في الانتخابات، باستثناء مينيسوتا ونبراسكا التي يوزع فيها تصويت بعض الأعضاء حسب نتائج الدوائر.

بحسب الأرقام الحالية المنشورة على منصتي RCP وCNN لمتابعة الانتخابات تشير استطلاعات الرأي إلى أن ترامب في حال أجريت الانتخابات اليوم سيحصل على ما بين 125 و162 صوتاً في المجمع الانتخابي في مقابل 232 إلى 290 لبايدن مع بقاء 85 إلى 181 صوتاً لا يمكن تحديد نتيجتها حتى الآن.

وبالتالي لدى بايدن فرصة كبيرة لتحقيق الرقم، مع حاجته إلى 38 عضواً فقط في أسوأ التقديرات، وعند إجراء النماذج التحليلية الاستشرافية المختلفة لاحتمالات الفوز والخسارة بالولايات يبدو فوز ترامب شبه مستحيل من الناحية الإحصائية.

بشكل عام هناك ثبات في التصويت في معظم الولايات الأمريكية، فهناك ولايات حمراء (جمهورية) وأخرى زرقاء (ديمقراطية) لم تخرج عن لونها إلا في حالات استثنائية في التاريخ الحديث.

لذلك تتجه الأعين صوب ما يسمى الولايات المتأرجحة، وخاصة تلك الواقعة في حزام الصدأ وحزام الشمس، وهي تجمعات من الولايات في الشمال والجنوب الأمريكي تضم أبرز الولايات المتأرجحة، بالإضافة لولايات ثابتة النتائج تقريباً.

بالنسبة لحزام الصدأ والذي يضم الولايات الصناعية الكبرى أمريكياً في 2016 كان فوز ترامب ببنسلفانيا وأوهايو ومشغن وويسكونسن وأيوا عاملاً رئيسياً في انتصاره على هيلاري كلينتون، حيث إن هذه الولايات التي يشكل فيها العمال البيض المحافظون تجمعات انتخابية مؤثرة عادة ما تصوت لصالح الديمقراطيين الذين يدعمون برامج الرعاية الاجتماعية.

لكنهم صوتوا ضد هيلاري كلينتون التي أسهبت في الحديث عن توظيف التكنولوجيا وعولمة الاقتصاد، في مقابل حديث ترامب عن إعادة المصانع إلى الولايات المتحدة.

اليوم تقول استطلاعات الرأي في هذه الولايات إن التقدم هو من نصيب بايدن وبما يتجاوز هامش الخطأ في كثير من الأحيان، لو أخذنا بنسلفانيا على سبيل المثال نجد أن بايدن وحسب المؤشر التجميعي في RCP يتمتع بتقدم يتجاوز 5 نقاط إذا ما قورن بتقدم ترامب في 2016.

وفي نفس الفترة بأقل من 1%، الحال نفسه في ميشغن، حيث يتقدم بايدن بقرابة 8 نقاط، بينما كانت الاستطلاعات في 2016 تضع تقدم ترامب ضمن هامش الخطأ، في جميع الأحوال ومن الناحية الإحصائية يصعب أن يخسر مرشح على مستوى الولاية يتقدم بمثل هذه الأرقام، طبعاً في حال لم تحدث تغييرات مفاجئة على الأرض قبل موعد الانتخابات، الأمر الأقل تأثيراً هذه المرة، حيث إن هناك نسبة ليست بسيطة من الأصوات أرسلت عبر البريد.

فلوريدا صانعة الملوك كانت أيضاً عاملاً حاسماً ليس في 2016 فحسب بل في عام 2000، حين تقاربت الأصوات بشكل اضطر مسؤولي الولاية إلى إعادة الفرز، وانتهى الأمر بفوز بوش الابن ببضع مئات من الأصوات.

إذا ما قارنا نتائج استطلاعات الرأي نجد نتيجة غير حاسمة، حيث يتمتع بايدن بتفوق ضمن هامش الخطأ (%1.5) على منافسه، وهو ذات التقدم الذي كانت تظهره الاستطلاعات لترامب في 2016، ولكن هذه النتيجة ليست حاسمة بأي شكل من الأشكال.

وبشكل مختصر يمكننا القول إنه في حال فاز بايدن كما هو متوقع بمعظم ولايات حزام الصدأ ولم تكن ضمنها بنسلفانيا وأوهايو معاً، ولم يحقق انتصاراً مفاجئاً في تكساس التي يتقدم فيها ترامب بأقل من 3 نقاط متراجعاً عن أرقام عام 2016، حيث كان متقدماً بـ9 نقاط، فإن فلوريدا بأعضائها الـ29 في المجمع الانتخابي ستكون مرة أخرى محط الأنظار لتحديد الفائز في الانتخابات.

من ناحية الصوت الشعبي تشير منصات RCP وCNN إلى حصول بايدن على 50 و52% على التوالي مقارنة بـ42% لصالح ترامب، اللافت في هذه الأرقام هو أنه لم يسبق لمرشح أن خسر الانتخابات الأمريكية وهو يتمتع بهذا التفوق في استطلاعات الرأي الوطنية.

هيلاري كلينتون مثلاً كانت تحقق تقدماً لا يتجاوز 3 نقاط على ترامب في مثل هذه الفترة من انتخابات 2016، علماً بأن النماذج الاستطلاعية تم تطويرها منذ ذلك الحين لمعالجة القصور الذي أثر على فهم الناخب الأمريكي وأنماط التصويت لديه في الانتخابات السابقة.

نتيجة الانتخابات الأمريكية لن تحسم إلا عشية الثالث من نوفمبر، وربما يتأخر حسمها عن ذاك اليوم في ظل الظروف الاستثنائية التي تحيط بهذه الانتخابات، وكل ما استعرضناه من أرقام قد يتكسر على صخرة مفاجأة أكتوبرية.

ولكن فحصاً علمياً دقيقاً لاستطلاعات الرأي ونمذجة النتائج يشير إلى صعوبة أن يعود ترامب إلى البيت الأبيض، صحيح أن الأرقام كانت تشير إلى فوز هيلاري كلينتون في 2016، لكن هناك فارقا كبيرا في الأرقام ومناطق التقدم وما يعنيه ذلك بالنسبة للمجمع الانتخابي.

في حال فاز ترامب فسيكون ذلك إما لتغير مفاجئ يطرأ على الأرض خلال الأيام القادمة أو لتنامي ظاهرة ناخب ترامب الخجول، والذي يرفض الإفصاح عن نيته الحقيقية في التصويت، في أي حال ستكون ليلة الانتخابات بلا شك عصيبة على الفريقين وممتعة بالنسبة لمختصي العلوم السياسية.

* د. ماجد محمد الأنصاري أستاذ الاجتماع السياسي المساعد بجامعة قطر.  

 

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

بايدن، ترامب، الانتخابات الأمريكية، استطلاعات الرأي، هيلاري كلينتون،