استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ليست انتخابات.. بل استفتاء على ترامب

الأربعاء 28 أكتوبر 2020 04:56 ص

ليست انتخابات.. بل استفتاء على ترامب

رغم ما يمثله الرئيس ترامب من تهديد للديمقراطية الأميركية لكنه يمثل نتاجا لها ولآلياتها.

يصوت الأميركيون لإبقاء ترامب 4 سنوات أخرى في البيت الأبيض أو لإخراجه من البيت الأبيض والسياسة الأميركية.

سيكون 3 نوفمبر كاشفا لدرجة دعم الأميركيين لرئيسهم غريب الأطوار أو وصولهم لدرجة لا يتحملون معها 4 سنوات من حكمه.

شكك البعض بقدرات الرئيس ترامب العقلية والمعرفية وآخرون يرونه غير مهيأ للحكم لكن يراه الملايين سياسيا عبقريا غير تقليدي.

بين 45 رئيسا عرفتهم أميركا يُعد ترامب الوحيد الذي لم يُنتخب من قبل لأي منصب سياسي أو يخدم بالقوات المسلحة قبل وصوله للبيت الأبيض.

يقول ترامب لأنصاره بكل فخر واعتزاز "بالمقارنة بكل رؤساء أميركا السابقين.. لا يتفوق أحد على ما قمت به لهذه البلاد؛ إلا ربما الرئيس أبراهام لينكولن".

*     *     *

يُعد منصب رئيس الولايات المتحدة أهم المناصب السياسية في العالم وأكثرها خطورة، وشئنا أم أبينا، تؤثر طبيعة الرئيس وشخصيته في أحوال البشر حول العالم بطرق مباشرة أو طرق غير مباشرة.

حكم الرئيس دونالد ترامب 4 سنوات كانت الأكثر إثارة في تاريخ أميركا الحديث، وضاعف من إثارة آخر فصولها وصول فيروس كورونا إلى بيتها الأبيض، ليقلب الأوضاع الصحية والاقتصادية والسياسية رأسا على عقب.

إذ قسم التاريخ الرئاسي إلى مرحلة "ترامب وأميركا قبل الكورونا"، و"ترامب وأميركا أثناء الكورونا"، ولا أحد يعرف بعد متى ستبدأ مرحلة "أميركا ما بعد الكورونا" ولا نعرف بعد إذا ما كان ترامب سيكون جزءا من هذا المستقبل، أم سيكون رئيسا سابقا.

ونتج عن فيروس كورونا حتى 20 أكتوبر/تشرين الأول وفاة ما يزيد عن 220 ألف أميركي، وإصابة ما يزيد عن 8 ملايين آخرين بالفيروس، ودفع ذلك بانتخابات 2020 الرئاسية لتصبح الأكثر إثارة في التاريخ الأميركي، فلم تجر أي انتخابات في ظل انتشار جائحة تحصد يوميا مئات الضحايا، وتصيب عشرات الآلاف بالفيروس.

ورغم تداعيات فيروس كورونا اللامحدودة، لم تبتعد الانتخابات أو النقاشات السياسة عن الرئيس ترامب، فما زال ترامب مسيطرا على كل صدر الصفحات الأولى ومقدمة النشرات الإخبارية، ليس فقط في أميركا؛ بل في مختلف أنحاء العالم.

ولا تتعلق انتخابات 2020 الرئاسية بشخصية أو مواقف أو تاريخ المرشح الديمقراطي جو بايدن (77 عاما)، ذلك الابن البار للمنظومة السياسة الأميركية التقليدية، التي قضى بين مؤسساتها نصف قرن من عمره؛ بل تتركز بصورة طاغية على الرئيس ترامب.

عندما يصوت ملايين الأميركيين لن يتحكم في قرارهم مقارنة موضوعية بين مرشحين أو برنامجين أو رؤيتين؛ بل يصوت الأميركيون للإبقاء على ترامب لسنوات 4 أخرى في البيت الأبيض، أو يصوتون لإخراجه من البيت الأبيض ومنظومة السياسة الأميركية.

قبل 240 عاما، لم يتوقع الآباء المؤسسون للدولة الأميركية عندما اجتمعوا للاتفاق على شكل الدولة الجديدة وطبيعة الدستور وعلاقة الحاكم بالمحكومين أن يصل شخص مثل دونالد ترامب لسدة الحكم.

يشكك البعض في قدرات الرئيس ترامب العقلية والمعرفية، وآخرون يرونه غير مهيأ للحكم، وعلى النقيض من كل ذلك يراه ملايين سياسيا عبقريا غير تقليدي.

لكن بعيدا عن هذه الأصوات، أو ربما بسببها، فاز ترامب بانتخابات 2016 ووصل للحكم ودخل البيت الأبيض باعتباره الرئيس 45 للولايات المتحدة. ومنذ تنصيب ترامب رئيسا في 20 يناير/كانون الثاني لعام 2017 لم تتوقف المعارك والخلافات بينه وبين كافة ألوان الطيف السياسي الأميركي..

من الديمقراطيين للجمهوريين، من الليبراليين إلى المحافظين، من المهاجرين إلى النخبة، ومن المزارعين إلى رجال الدين، ومن الحلفاء الخارجيين إلى الأعداء التقليديين.

خاض ترامب وما زال معارك مع الأطباء والعلماء، أنكر تغيرات المناخ وشكك في مخاطر فيروس كورونا، لقد نجح ترامب في هز علاقته بالجميع، حيث يعمل على تغيير طبيعة علاقة بلاده بالعالم من حولها، وفي هذا ينجح قليلا ويفشل كثيرا.

ورغم ما يمثله الرئيس ترامب من تهديد للديمقراطية الأميركية؛ إلا أنه وفي الوقت ذاته، يمثل نتاجا لها ولآلياتها. فمن بين 45 رئيسا عرفتهم الولايات المتحدة، يُعد ترامب الوحيد الذي لم يُنتخب من قبل لأي منصب سياسي أو يخدم بالقوات المسلحة الأميركية قبل وصوله للبيت الأبيض.

كل رؤساء أميركا السابقين إما تم انتخابهم في مناصب سياسية مختلفة مثل عضوية مجلس النواب أو مجلس الشيوخ، أو انتخبوا حكاما لولايات قبل وصولهم للبيت الأبيض، أو شاركوا في حروب بلادهم في الخارج أو جمعوا بين كليهما.

ومن بين هؤلاء يقف ترامب وحده رئيسا تم انتخابه من دون وجود خبرة سابقة في أي منصب سياسي، أو أي خبرة سابقة في أرض المعارك والحروب.

ربما لهذه الأسباب يتمتع ترامب بدعم غير محدود من فئات وقواعد انتخابية جمع بينها الرغبة في التغيير، حيث مثّل ترامب لهذه الفئات التغيير في أوضح صوره!

فقد أقنعهم أن النظام السياسي الأميركي فاسد ويحتضر، وأنه هو المخلص لهم من نخبة سياسية تركزت في مدن الساحلين الأطلنطي والهادي، نخبة سياسية تقليدية لم تعد تكترث ببقية أميركا والأميركيين القابعين في المناطق الواقعة بين المحيطين.

قرارات إدارة ترامب الخارجية لا تنطلق من نظريات في إدارة العلاقات الدولية؛ لكنها مبنية بالأساس على حسابات وتفضيلات الرئيس ترامب المتعلقة بأمور متداخلة ومعقدة بصورة يطغى عليها الجانب الشخصي.

ويتحكم في جانب ترامب الشخصي خبراته السابقة وإدارته للعديد من الشركات والمؤسسات التجارية والعقارية، داخل وخارج الولايات المتحدة، حيث أدى فيها ترامب أدوارا مختلفة منها المالك والمدير والخاسر والمستثمر.

يقول ترامب لأنصاره بكل فخر واعتزاز "بالمقارنة بكل رؤساء أميركا السابقين.. لا يتفوق أحد على ما قمت به لهذه البلاد؛ إلا ربما الرئيس أبراهام لينكولن".

ولا يمكن أن نعرف رأي الأميركيين في تقييم ترامب لذاته؛ لكن سيكون موعد 3 نوفمبر كاشفا لدرجة دعم الأميركيين لرئيسهم غريب الأطوار، أو وصولهم لدرجة لا يتحملون معها 4 سنوات من حكمه.

*     محمد المنشاوي باحث وكاتب في الشؤون الأميركية من واشنطن

المصدر | الجزيرة نت

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة، ترامب، بايدن، استفتاء، ديمقراطيون، جمهوريون، ليبراليون، محافظون،

استطلاع: 11 مقربا من ترامب باتوا مقتنعين بخسارته