استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الاستعداد الأمريكي للتهديد الصيني

الخميس 29 أكتوبر 2020 05:27 ص

الاستعداد الأمريكي للتهديد الصيني

كان صعود الصين كقوة عالمية سريعاً مذهلا ونمت طموحتها بوتيرة أسرع.

يعتقد قادة الحزب الشيوعي الصيني بوجوب إعادة الصين لمكانة تستحقها «المملكة الوسطى» من خلال «تجديد شباب الأمة الصينية».

وكالات الاستخبارات ليست جاهزة وبغياب عملية إعادة توزيع الموارد والتنظيم الإداري لن نكون مستعدين للتنافس مع الصين عالميًا لعقود قادمة.

ربط رئيس الصين مفهوم تجديد شبابها بتطوير جيش «عالمي المستوى» قادر على الدفاع عن المصالح الأساسية للصين والقضاء على «التراخي والحوكمة الضعيفة».

*     *     *

أمضت لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي العامين الماضيين في النظر في ما إذا كانت أجهزة الاستخبارات في بلادنا مركزة بشكل صحيح ومزودة بالموارد اللازمة لفهم الأبعاد العديدة للتهديد الصيني، ومستعدة لتقديم المشورة لصانعي السياسة حول كيفية الرد.

لقد أجرينا مئات الساعات من المقابلات وزرنا المنشآت التي تديرها أكثر من 12 وكالة استخبارات، وراجعنا آلاف التقييمات التحليلية من أجل إنتاج تقرير سري مع ملخص عام وتوصيات، وما وجدناه كان مقلقاً!

إذ إن وكالاتنا الاستخباراتية ليست جاهزة بشكل كامل، وفي ظل غياب عملية إعادة توزيع الموارد والتنظيم الإداري، لن تكون الولايات المتحدة مستعدة للتنافس مع الصين على المسرح العالمي لعقود قادمة.

لقد كان صعود الصين كقوة عالمية سريعاً بشكل مذهل، ونمت طموحتها بوتيرة أسرع. ويعتقد قادة الحزب الشيوعي الصيني أنه تجب إعادة الصين إلى مكانتها التي تستحقها باعتبارها «المملكة الوسطى»، من خلال تحقيق ما تسميه قيادة الحزب الشيوعي الصيني «تجديد شباب الأمة الصينية».

وربط الرئيس الصيني، شي جِن بِنغ، هذا المفهوم بتطوير جيش «عالمي المستوى» قادر على الدفاع عن المصالح الأساسية للصين، وتحقيق «دولة واحدة ونظامان» في هونج كونج وتايوان، والقضاء على «التراخي والحوكمة الضعيفة» داخل الحزب الشيوعي الصيني نفسه.

وإضافة إلى الجوانب المحلية للتجديد المزعوم، ترى بكين نفسها بشكل متزايد قوة بارزة يمكنها أن تملي شروطاً على جيرانها لتحقيق طموحاتها العالمية. ولهذه الغاية، أقامت بكين نظاماً متطوراً للرقابة المحلية للحفاظ على سلطتها وسيطرتها على المعلومات.

وأصبح هذا النموذج من الشمولية المدفوع بالتكنولوجيا أيضاً من الصادرات الصينية للخارج، مما يمكّن الآخرين المحتملين من اتباع النموذج الصيني.

وقد سعت الصين إلى تطوير جيشها وعقيدتها الحاكمة في مجالات عدة مثل الفضاء والإنترنت، وهي مجالات تعيد تعريف آليات الحرب في القرن الحادي والعشرين، مع توسيع معاركها لتشمل الخطاب السياسي والأجهزة المحمولة والبنى التحتية التي تعتمد عليها الاتصالات والمجتمعات الرقمية الحديثة.

 ولكي تتوقع الولايات المتحدة التهديدات وتستجيب بشكل فعّال للقضايا الراهنة، سنحتاج إلى خبرة وكالاتنا الاستخباراتية. ولكن كما وجدت المراجعة التي أجريناها، فإن تركيز مجتمع الاستخبارات وخبراته بشأن الصين غير موجود.

فبعد 11 سبتمبر، أعادت الولايات المتحدة ووكالاتها الاستخباراتية توجيه مواردها بسرعة نحو مهمة مكافحة الإرهاب لحماية الوطن. ورغم أن هذه التحركات كانت ضرورية وناجحة إلى حد كبير، إلا أن قدراتنا ومواردنا المخصصة للمهام الأخرى ذات الأولوية، مثل الصين، تضاءلت. وفي غضون ذلك، حولت الصين نفسها إلى أمة يحتمل أن تحل محل الولايات المتحدة كقوة رائدة في العالم.

وللمضي قدماً، تحتاج وكالات استخباراتنا إلى إعادة تنظيم الموارد والأفراد بشكل كبير لمواجهة التحدي الذي تفرضه الصين، وجمع التحليلات والتحذيرات بشأن التهديدات «الناعمة» مثل الأوبئة وتغيّر المناخ والاتجاهات الاقتصادية، التي أظهرت التجربة أنه يمكن أن يكون لذلك عواقب وخيمة على الأمن القومي.

وسيكون على وكالات الاستخبارات أيضاً العمل بشكل أفضل للتكيّف مع الكم الهائل من البيانات مفتوحة المصدر المتاحة حول التهديدات العالمية والمنافسين. وهذا يعني استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بشكل صحيح لتحليل البيانات والعثور على ما نحتاج إليه لاتخاذ قرارات سريعة وناجعة.

إضافة إلى ذلك، نحن بحاجة إلى تغيير نظرتنا إلى التهديد الصيني؛ إذ لا تمثل بكين تهديداً عسكرياً فحسب؛ بل أيضاً تهديداً اقتصادياً وتكنولوجياً وصحياً واستخباراتياً.

 لقد أصبح من الواضح تماماً أن الولايات المتحدة لا يمكنها التخلي عن القيادة العالمية، لأنها إذا فعلت ذلك، فستفسح المجال للصين لتمرير «أجنداتها الخبيثة». وحتى في الوقت الذي نتعامل فيه مع التهديد الصيني، علينا زيادة مشاركتنا وتفاعلنا مع بقية العالم، من خلال مناصرة الديمقراطية وحقوق الإنسان.

نشهد في الوقت الحالي، تحدياً متزايداً لفكرة الديمقراطية الليبرالية، والصين بقوتها الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية المتوسعة، هي في طليعة هذا التحدي الجديد. وتسعى بكين إلى بناء عالم لا تتعرض فيه طموحاتها إلى التحديات، وعلى الولايات المتحدة النهوض لمواجهة هذا التحدي.

* آدم شيف رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي

المصدر | فورين أفيرز

  كلمات مفتاحية

أجهزة استخبارات، الولايات المتحدة، الصين، صعود الصين، «المملكة الوسطى»، «تجديد شباب الأمة الصينية»،