مؤكدا دعمه لحرية التعبير.. ماكرون ينفي إساءته للإسلام والنبي محمد

الأحد 1 نوفمبر 2020 12:50 ص

تراجع الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" عن إساءته للدين الإسلامي والنبي "محمد صلى الله عليه وسلم"، وقال إن الأخبار التي نقلت بأنه يدعم الرسوم المسيئة للرسول "مضللة ومقتطعة من سياقها"، مؤكدا أنه "يتفهم مشاعر المسلمين إزاء هذه الرسوم".

وفي مقابلة خاصة مع "الجزيرة"، أطلق "ماكرون" رسالة طمأنة لمسلمي فرنسا، قائلا "مشروعي أو مشروعنا والذي على أساسه انتخبني الفرنسيون، والذي هو نفسه مشروع فرنسا التاريخي، مهمته الأساسية تحمل رسالة سلام بين الأديان، لأنها رسالة معرفة وبناء العقل".

وهذه المقابلة هي الأولى التي يجريها "ماكرون"، منذ بدء الاحتجاجات المناهضة لفرنسا، والتي اندلعت على خلفية تصريحاته التي دافع فيها عن نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي "محمد صلى الله عليه وسلم"، باسم حرية التعبير، عقب قتل مدرس بالقرب من باريس عرض على تلامذته رسوما كاريكاتيرية مسيئة للنبي "محمد صلى الله عليه وسلم".

وقال إن لقاءه مع "الجزيرة"، يندرج في إطار إزالة سوء الفهم والتأكيد أن فرنسا بلد حريص على حرية المعتقد، وعلى ما يسمى غالبا "العلمانية"، وإن هدفه أن يكون في فرنسا لكل مواطن أيا كان دينه نفس الحقوق السياسية والمدنية، ومجتمع يعيش مع كل الديانات التي تعيش فيه.

وعن الرسوم المسيئة وتصريحاته التي فهمت على أنه يدعمها، قال "ماكرون" إنها بنيت على "سوء فهم وكثير من التلاعب"، مؤكدا أن الأمر متعلق بالحريات التي يكفلها القانون، وحرية المعتقد والضمير وحرية التعبير.

وأضاف: "في فرنسا أي صحفي يمكن أن يعبر عن رأيه بحرية عن أي كان حتى رئيس الجمهورية، حرية التعبير تعني الرسم والرسم الساخر أو الكاريكاتير، هذا هو قانوننا، وهو يأتي من بعيد، من نهاية القرن 19، ومن الهام أن ندافع عنه".

واعتبر أن هذا القانون أدى إلى أن تكون هناك رسوم ساخرة في الصحف، رسوم سخرت من الزعماء السياسيين ومن كل الديانات، بينها صحيفة "شارلي إيبدو" التي سخرت من المسيحيين واليهود والحاخامات.. واليوم هم يرسمون عن الإسلام ونبيه".

وفي هذا السياق، قال الرئيس الفرنسي: "أنا أتفهم مشاعر الغضب التي يثيرها ذلك وأحترمها ولكن أريد في المقابل أن تفهم دوري، دوري أن أهدئ الأمور، ولكن أيضا أن أحمي هذه الحقوق التي هي ملك للشعب الفرنسي، هناك فارق هام يجب على كل المسلمين الذين صُدِموا أن يفهموه".

وتابع: "سأدافع دوما في بلدي عن حرية القول والكتابة والفكر والرسم، هذا لا يعني أني أدعم شخصيا كل ما يقال وكل ما يفكر به وكل ما يرسم، ولكن هذا يعني أن هذه الحريات، هذه الحقوق، حقوق الإنسان التي خُلقت في فرنسا، وأعتقد أن رسالتنا أن نحميها وأن نحمي أيضا سيادة الشعب الفرنسي".

وزاد الرئيس الفرنسي: "بلدنا ليس لديه مشكلة مع أي ديانة في العالم، لأن كل الديانات تمارس بحرية في بلدنا، بالنسبة للفرنسيين المسلمين، كما للمواطنين في كل أنحاء العالم، الذين يدينون بالإسلام، وفرنسا بلد يمارس فيه الإسلام بكل حرية، وليس هناك من وصمٍ أو تفضيح، كل هذا خطأ، وكل ما يقال خطأ".

وأكد "ماكرون" أن فرنسا "بلد رسالته العالمية أن يكون حريصا على السلام والقدرة على العيش مهما كان دين المرء، هناك أشياء كثيرة خاطئة قيلت، وأريد هنا أن أوجه رسالة حزم ضد الإرهاب، ضد كل المتطرفين العنيفين وأيضا وفي نفس الوقت رسالة سلام ووحدة، ورسالة قول الحقيقة، هذا هو هدفي الرئيسي من حديثي معكم اليوم".

وعن خطابه خلال حفل تأبين المدرس القتيل "صامويل باتي"، وقوله حرفيا بكل حزم: "نحن لن نتخلى أبدا عن الكاريكاتير، ولا الرسوم حتى يتراجع آخرون"، قال إن وسائل إعلام عديدة اقتبست كلامه وحرفته بقولها "إنني أدعم الرسوم التي تهين النبي".

وتابع: "أنا لم أقل ذلك أبدا، أولا لأن هذه الرسوم، وهذا هام لكل المسلمين الذين يسمعونني، تطال كل الديانات، كلها، ليست هناك رسوم موجهة ضد دين دون دين آخر، وهي أيضا تطال كل الزعماء".

كما أكد أن ردود الفعل في العالم الإسلامي كان مردها الكثير من الأكاذيب والتحريف، "لأن الناس فهموا أني مؤيد لهذه الرسوم".

كما شدد على أنه يؤيد فقط حرية الشخص في أن يكتب وأن يفكر ويرسم بحرية في فرنسا "هذا قد يصدم البعض، أحترم ذلك، ولكن يجب أن نتكلم ويجب بناء فضاء من الاحترام المتبادل".

وبخصوص حملة المقاطعة ضد فرنسا الأيام التي تلت تصريحاته، قال "ماكرون": "هذا شي غير لائق وندينه وأدينه، ولكن هذه الحملة من فعل بعض المجموعات الخاصة لأنهم لم يفهموا واستندوا إلى الأكاذيب حول الرسوم".

وقال "ماكرون": "الإرهاب الذي مورس باسم الإسلام هو آفة للمسلمين في العالم، المسلمون هم أول ضحايا الإرهاب الذي يرتكب باسم الإسلام.. هو إرهاب الإسلام المتطرف كما نسميه في فرنسا، إرهاب يمارسه متطرفون عنيفون يحورون الدين ويرتكبون العنف باسم الإسلام".

وأضاف: "في فرنسا عدة ملايين من المواطنين دينهم الإسلام، أنا لا أكافحهم، فهم مواطنون كاملو المواطنة، يريدون العيش بسلام ونحن لدينا دول صديقة في كل أنحاء العالم دين الأغلبية فيها الإسلام، ولكن اليوم المتطرفون العنيفون يرتكبون الأسوأ باسم الإسلام".

وعن تصريحه، بأن "الإسلام دين يعيش اليوم أزمة عميقة في كل أنحاء العالم"، قال "ماكرون": "ما أردت أن أقوله واضح جدا، وهو أن هناك عنفا يمارس اليوم من قبل بعض المجموعات وأفراد متطرفين باسم الإسلام".

وتابع: "طبعا هذه مشكلة للإسلام لأن المسلمين هم أول الضحايا، وكنت ذكرت بالأرقام أكثر من 80% من الضحايا من المسلمين، وهذه مشكلة لنا جميعا، وبالتالي كل الديانات مرت بمثل هذه الأزمة في تاريخها".

وأضاف: "الأزمة داخل مجتمعنا، لأن هناك في أماكن كثيرة أفرادا يشعرون بأنهم غير مفهومين ويرتكبون الأسوأ باسم الدين، وغالبا من لا يعرفون هذا الدين جيدا بتواطؤ من الذين يعرفون هذا الدين أفضل منهم أو بالأحرى يدعون معرفته".

ووفق وكالة الأنباء الفرنسية، فإن الرئيس الفرنسي، سعى في هذه المقابلة "الطويلة" إلى "توضيح رؤيته بطريقة هادئة"، مع رغبته في إظهار أن "تصريحاته حول محاربة الانعزالية تم تشويهها و(تصريحاته) حول الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، يتم عرضها بطريقة كاريكاتيرية في أغلب الأحيان".

وأوضحت الوكالة، أن القضية تتعلق بـ"مواجهة الأكاذيب، بدلاً من السماح بانتشارها وشرح أسس النموذج الجمهوري" الفرنسي.

وشهدت فرنسا خلال الأيام الماضية، نشر صور ورسوم كاريكاتيرية مسيئة إلى النبي "محمد صلى الله عليه وسلم"، عبر وسائل إعلام، وعرضها على واجهات بعض المباني، ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي.

لكن "ماكرون" علق على الأمر، بأن الدولة لن تتدخل في شؤون الصحافة ولن تعرقل حرية التعبير عن الرأي.

وأدانت مجموعة من الدول العربية والإسلامية، موقف باريس إزاء الإساءات المتكررة للنبي "محمد صلى الله عليه وسلم" في فرنسا، وما وصفوه بـ"خطاب الكراهية والإساءة" لـ"ماكرون" الذي تمسك فيه بنشر تلك الرسوم.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إيمانويل ماكرون الإساءة للإسلام الإساءة للنبي فرنسا مقاطعة فرنسا

محمدوف لماكرون: قبح الله وجه هذا الأبتر

بنكيران: حديث ماكرون عن سوء الفهم إيجابي لكنه غير كاف

بعد حذف تغريدته عن حق قتل الفرنسيين.. مهاتير محمد يستنكر إساءة فهم تصريحاته

عمرو موسى: هل اللاسامية جريمة واللاإسلامية وجهة نظر؟

مغردون يردون على ماكرون: لن تخدعنا.. متمسكون بالمقاطعة

بعد تراجع ماكرون.. أول تصريح لبن زايد حول الإساءة للنبي محمد ﷺ

إحالة إمام مسجد في مصر للنيابة لمهاجمته فرنسا وماكرون

بعد اتصال بن زايد.. قرقاش يدافع عن موقف ماكرون من الإسلام

مديحه يتردد في أرجائها.. كتارا القطرية تتزين باسم محمد

هجوم فيينا.. تضامن تركي أوروبي ودعوة لعدم الاستسلام

أسوشيتد برس: المسلمون في فرنسا يشعرون بالضغط والخوف

شبهته ببن سلمان.. و.بوست: هكذا سقط قناع التسامح والتنوير عن ماكرون

التزام علماني ومهمة تاريخية.. فرنسا تضاعف دعمها المالي للمدارس المسيحية في الشرق