أعاد الكاتب السعودي "أسامة يماني" إلى الواجهة مزاعم قديمة بأن المسجد الأقصى يقع في منطقة تدعى الجعرانة بين بمدينة الطائف غربي المملكة وليس في القدس.
وهذه المزاعم ترددت على لسان أكاديميين إسرائيليين وبعض الكتاب من أنصار التطبيع، في السنوات الأخيرة؛ ويعتبرها مراقبون محاولة منهم لدعم السيطرة الإسرائيلية على المسجد عبر افقاده قدسيته التي يتمتع فيها لدى المسلمين.
وادعى "يماني"، في مقال نشرته صحيفة "عكاظ" (سعودية خاصة) الجمعة، أن "سبب اعتقاد كثير من الناس أن المسجد الأقصى يقع في فلسطين يعود إلى أن كثيرا من كُتَب التاريخ وكُتَب التفاسير وخاصة المتأخرة منها".
واعتبر أن هذه الكتب خلطت بين القدس والقبلة والمسجد الأقصى.
وأضاف الكاتب السعودي مواصلا مزاعمه: "القدس ليست الأقصى؛ حيث لم تكن بهذا الاسم عند بعثة رسول الله محمد صل الله عليه وسلم، ولا في عهد الخلفاء الراشدين. كما أن القدس مدينة والمسجد الأقصى مسجد".
وبعد سرد طويل حاول عبرها إثبات أن الأقصى لم يكن القبلة الأولى للمسلمين كما هو متعارف عليه، كتب "يماني": "إذن، يتضح مما أوردنا من آراء السلف أنه لا يوجد إجماع بشأن أولية القبلة لبيت المقدس، رغم شيوع هذه المقولة على الألسن وفي الكتابات في هذا الأوان".
وأضاف زاعما: "بنى عبدالملك بن مروان مسجد قبة الصخرة في سنة 691م. وذلك بسبب تذمر الناس من منعهم عن أداء فريضة الحج إلى مكة؛ لأن ابن الزبير كان يأخذ البيعة له من الحجاج، لذا قام عبدالملك ببناء الصخرة وتحويل الناس للحج إليها بدل مكة كما يذكر ابن خلكان".
وختم يماني مقاله: "العبرة التي نخلص إليها من هذا الاختلاف بين الروايات والرواة يرجع لأمور سياسية وظُفت لصالح أحداث أو قضايا ومواقف سياسية لا علاقة لها بالإيمان ولا بصالح الأعمال والعبادات. والله من وراء القصد".
وأثار مقال "يماني" استياء واسعا عبر تويتر، لا سيما أنه ليس أول كاتب سعودي يحاول نفي قدسية المكان عن القدس المحتلة، واعتبره ناشطون ضمن الدعاية المروجة للتطبيع مع إسرائيل، التي تلقي دعما من ولي عهد السعودية "محمد بن سلمان".
في صحيفة "عكاظ":
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) November 13, 2020
يكتب هذا كلاما وجده عند آخرين، خلاصته أن المسجد الأقصى ليس القبلة الأولى وليس في القدس، وإنما في "الجعرانة" بين مكة والطائف.
لو جاء هذا الهراء في إطار حرية رأي متاحة للجميع، لما توقفنا عنده، لكنه صهينة وقحة لم تكن لتظهر لولا أجواء تشجّعها.https://t.co/XaaUBZvZYR
يتفق هذا الكاتب المتحذلق مع جريدته مع رأي المستشرقين اليهود أمثال ( اسحاق حسّون ، ديمومبن ، د.كستر ، د. غويتاين ) الذين حاولوا بطرق لا تمت للبحث العلمي بأي صلة نفي إعجازية " الإسراء " و السعي الى تحريف موقع المسجد الاقصى الى موقع حجازي !!
— د.جاسم الجزاع (@Dr_aljezza) November 13, 2020
وهذا من اهداف الفكر الصهيوني مع الاسف 👎🏻 pic.twitter.com/qE4gUGCRpq
الكاتب أسامة يماني يطرح تساؤلا في غاية الإثارة : (((( أين يقع المسجد الأقصى ؟ ))))
— خالد عباس طاشكندي (@Khalid_Tashkndi) November 13, 2020
..
اقتباس:
"القدس ليست الأقصى" #عكاظ #مقالات_عكاظ #فلسطين #القدس #الأقصى@OKAZ__Opinion @osamayamani https://t.co/LlRPk5q8b5
مقال مضحك حد القرف https://t.co/t8kXxGMWaX
— فاروق الظفيري / العراق الجريح (@alduferi1969) November 13, 2020
تفنيد هذه الشبهة
وكان الباحث في التاريخ الإسلامي "على عيد" فند هذه الادعاءات؛ حيث أوضح في مقال نشرته صحيفة "البيان" الإماراتية، قبل عدة سنوات، أن رحلة الإسراء والمعراج كانت والنبي -صل الله عليه وسلم- في مكة؛ أي قبل هجرته إلى المدينة، ومدينة الطائف يومها كانت وثنية ولم يكن بها مسجد واحد.
وأضاف في المقال الذي عنونه بـ"المسجد الأقصى بناه الأنبياء وعمره الصالحون" أن أمر المسجد الأقصى لم ينته عند هذا الحد؛ فقد جعله النبي من 3 مساجد تشد إليها الرحال في الإسلام، فقال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى)، وجعل فضل الصلاة وجزاءها فيه مضاعفاً فقال: (صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وصلاة في مسجدي هذا بخمسين ألف صلاة، وصلاة في المسجد الأقصى بألف صلاة).
وتابع "عيد" قائلا: "من أجل هذه المكانة قامت حروب من أهل الإسلام، لإنقاذ المسجد الأقصى وتحريره وتحرير أهله من النفوذ الروماني، منها ثلاثة في حياة النبي، وهي: غزوة مؤتة ثم غزوة تبوك ثم ما سمي ببعث أسامة بن زيد".
ولفت إلى أنه بعد وفاة النبي -صل الله عليه وسلم- كانت معركة أجنادين التي انتصر فيها أهل الإسلام بقيادة "عمرو بن العاص"، وحينما رفض أهل المدينة تسليمها إلا لأمير المؤمنين، كان من شروط المسيحيين في العهدة العمرية ألا يساكنهم فيها يهودي واحد.