حرب تيجراي.. هل تدعم الطائرات المسيرة الإماراتية الحكومة الإثيوبية؟

الأحد 22 نوفمبر 2020 06:34 م

في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري اندلع صراع في إقليم تيجراي شمالي إثيوبيا، عندما اتهمت الحكومة المركزية في البلاد السلطات المحلية في الإقليم بالاستيلاء على قاعدة عسكرية بعد إجراء انتخابات وصفتها بأنها "غير قانونية".

ونتيجة لذلك، فر آلاف المدنيين إلى السودان المجاورة مع تقدم الجيش الاتحادي صوب العاصمة الإقليمية ميكيلي.

وزعم سياسيو تيجراي أنهم يتعرضون لهجمات على عدة جبهات، بما في ذلك إريتريا المجاورة، التي تشترك معها المنطقة في حدود طويلة، وكما قال رئيس الإقليم "ديبريتسيون جبريمايكل" لـ"رويترز" مؤخرًا: "بلدنا يهاجمنا بدولة أجنبية؛ إريتريا. خيانة!".

أما "جيتاتشو رضا"، وهو مستشار كبير لـ"جبريمايكل"، فقد تحدث بشكل مفصل عن استخدام الطائرات المسيرة قائلًا في تغريدة له: "آبي أحمد يستخدم الآن الطائرات الإماراتية المسيرة الموجودة في عصب في حربه المدمرة ضد شعب تيجراي. لذلك استهدفت قوات دفاع تيجراي منشآت في إريتريا بما في ذلك مطار أسمرة الذي يتم استخدامه لشن هجمات على تيجراي".

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي قد صرح فقط بأن القوات الجوية نفذت ضربات ضد المسلحين دون تحديد الأسلحة المستخدمة.

فهل تم استخدام طائرات مسيرة إماراتية أو طائرات مسيرة أخرى في هذه الضربات الجوية؟ حتى الآن، لا يوجد دليل على هذا الادعاء.

تشير صور الأقمار الصناعية التي حصل عليها موقع التحقيقات الاستقصائية "بيلنجكات" إلى أن القاعدة الجوية للإمارات في عصب في إريتريا هي موطن لطائرات مسيرة تتوافق مع نموذج "وينج لونج-2" الصيني للمركبات الجوية غير المأهولة.

وتُظهر الصور، التي قدمتها شركة "بلانيت لابس"، طائرة بدون طيار تزيد المسافة بين جناحيها عن 20 مترًا بقليل، أي أنها مطابقة لخواص نموذج الطائرة المسيرة التي تنتجها شركة "مجموعة تشنجدو لصناعة الطائرات" في الصين.

استحوذت الإمارات على الطائرات المسيرة "وينج لونج-2" في عام 2017، كما استخدمت هذه الطائرات لإجراء عمليات في اليمن في الحرب ضد الجماعات المسلحة المختلفة، بما في ذلك الحوثيين.

تتوافق الطائرات بدون طيار التي تظهر في هذه الصور مع تلك التي تديرها الإمارات، وعلاوة على ذلك، تشير حظائر الطائرات المسيرة التي بُنيت مؤخرًا في القاعدة إلى وجود عدد أكبر من الطائرات المسيرة في المنطقة.

وبالرغم من عدم تأكيد نشرها فوق إثيوبيا، فإن الصور توفر مؤشرًا قويًا على إمكانية استخدامها.

لكن القوات الجوية الإثيوبية تشغل أيضًا مقاتلات نفاثة روسية الصنع من طراز "ميج-23" و"سوخوي-27" وطائرات هليكوبتر هجومية يمكن استخدامها أيضًا في الضربات.

وأشار فيديو بثته خدمة "دويتشه فيله" باللغة الأمهرية إلى أن المقاتلات النفاثة كانت نشطة حول ميكيلي، حيث يُزعم أنها متورطة في غارات جوية.

ولادة قاعدة الطائرات المسيرة

في عام 2015، تم رصد ما يُرجح أنه طائرة مسيرة صينية الصنع من طراز "وينج لونج-1" في قاعدة عصب الجوية، وهذا النموذج هو السابق لـ"وينج لونج-2"، الذي دخل الخدمة فقط بعد عام 2018.

 

وفي عام 2016، فصّل تحليل أجرته "ستراتفور" بناء القاعدة وتطورها في القدرات الجوية والبحرية، ما يوفر للإمارات القدرة التشغيلية اللازمة لحملتها في اليمن.

ومرة أخرى، أظهرت صور الأقمار الصناعية طائرة من دون طيار من طراز "وينج لونج-1" تقف خارج مجموعتين للطائرات المسيرة في الجانب الشمالي من المدرج.

ويكشف تسلسل الصور الزمني الخاص بالقمر الصناعي "سينتينل-2" للقاعدة، والذي يقارن بين يناير/كانون الثاني 2017 ونوفمبر/تشرين الأول 2020، عن التوسع الكبير للبنية التحتية للقاعدة.

وتم بناء حظيرتين للطائرات بدون طيار في أبريل/نيسان 2018، ولكن في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، ظهرت حظيرة ثالثة على صور "سينتينيل-2".

وأدانت مجموعة المراقبة التابعة للأمم المتحدة بشأن الصومال وإريتريا بناء القاعدة وتأجيرها للإمارات من قبل إريتريا باعتبار ذلك انتهاكًا لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على دولتي القرن الأفريقي.

وتُظهر صور "بلانيت لابس" الحالية أيضًا 3 صناديق بجوار حظائر الطائرات في قاعدة عصب الجوية، والتي قد تكون دليلاً على الشحن، حيث تُستخدم صناديق مماثلة للطائرات الأمريكية المسيرة "MQ-9 Reaper"، كما هو موضح في صورة نشرتها وزارة الدفاع البريطانية.

ووفقًا لما نشره محقق استخبارات المصادر المفتوحة "أوبريتيكس" على "تويتر"، فقد لوحظت حاويات مماثلة أيضًا في قواعد أخرى بها طائرات "وينج لونج-2" المسيرة بشكل مؤكد، كما هو الحال في مصر:

علاوة على ذلك، تظهر صناديق مماثلة في صور الأقمار الصناعية لقاعدة جوية في العراق تستضيف الطائرات المسيرة الأمريكية "MQ-1 Gray Eagle" و "MQ-9 Reaper":

كما قامت الإمارات بتشغيل طائرات مسيرة من طراز "وينج لونج-2" فوق ليبيا لدعم ميليشيات "خليفة حفتر".

ووفقا للأمم المتحدة، تم تنفيذ ما لا يقل عن 800 غارة بطائرات مسيرة لدعم "حفتر" بحلول نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وأدى بعضها إلى سقوط ضحايا من المدنيين، وتؤكد صور الأقمار الصناعية وجود هذه الطائرات في قواعد في كل من ليبيا ومصر.

تشغل الإمارات أيضا الطائرات المسيرة أمريكية الصنع "جنرال أتوميك بريداتور إكس بي" غير المسلحة، وبخلاف ذلك، وافقت إدارة" ترامب" مؤخرا على بيع طائرات بدون طيار من طراز "MQ-9 Reaper" إلى الإمارات، ما أثار احتجاجات من جماعات حقوقية بسبب السجل السيئ للإمارات في مجال حقوق الإنسان والضربات الجوية المستمرة للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن، ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.

هناك أيضًا تقارير إعلامية تفيد بأن إثيوبيا اشترت طائرات بدون طيار صينية من طراز "CH-4"، ومع ذلك لم يتم العثور حتى الآن على تأكيد يشير إلى وجود هذه الطائرات في قواعد معروفة للقوات الجوية الإثيوبية.

ممكن لكن غير مرجح

باختصار، الادعاءات التي قدمتها قوات التيجراي ليست مستحيلة، لكنها حتى الآن تبدو غير مرجحة.

تؤكد صور الأقمار الصناعية وجود طائرات مسيرة صينية الصنع في القاعدة العسكرية الإماراتية في عصب، لكن هذا كل ما تؤكده.

لا يوجد حاليًا أي دليل آخر على أن هذه الطائرات بدون طيار نفسها قد شاركت في عمليات لدعم القوات الجوية الإثيوبية، فيما كانت هناك مشاهدات مؤكدة لمقاتلات إثيوبية في منطقة الصراع.

المصدر | ويم زفيجنينبورج | بيلنجكات - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

آبي أحمد تيجراي الحرب الأهلية الإثيوبية درونز طائرات مسيرة إماراتية قاعدة عصب إريتريا

زعيم تيجراي يطالب الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بإدانة هجمات إثيوبيا

بعد اتهامها بدعم الحكومة.. الإمارات تحث الأطراف الإثيوبية على الحوار

جبهة تيجراي تعلن تدمير مطار أكسوم الإثيوبي

إثيوبيا تعلن إحباط هجوم استهدف سفارة الإمارات واعتقال 15 متهما

بعد تقارير الدعم العسكري.. آبي أحمد يزور أبوظبي ويلتقي بن زايد