استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

غسان عليان رجل "المهمات القذرة" بالضفة الغربية؟

الثلاثاء 1 ديسمبر 2020 08:46 ص

غسان عليان رجل "المهمات القذرة" في الضفة الغربية؟

غسان عليان ضابط عربي درزي صهيوني برتبة لواء من مواليد شفا عمرو في الجليل الفلسطيني الغربي عام 1972.

تسعى إسرائيل ومتعاونون معها لتغييب حقائق السردية المعتمدة لدروز فلسطين ودورهم في مقاومة موجات الهجرة الصهيونية.

الشاعر سميح القاسم وأحرار الدروز وقفوا "سدًّا منيعًا لمنع سلب الهوية العربية الفلسطينية للطائفة الدرزية الفلسطينية".

*     *     *

غسان عليان ضابط عربي درزي صهيوني برتبة لواء، ومن مواليد شفا عمرو في الجليل الفلسطيني الغربي عام 1972.

يعد من القيادات العسكرية الكبيرة في جيش الاحتلال، حيث خدم في "لواء غولاني" كجندي ثم تنقل في المراكز القيادية في اللواء فأصبح قائدا لكتيبة 51 في اللواء. واشترك في حرب لبنان الثانية عام 2006 كقائد لكتيبة وأصيب خلالها.

وتسلم قيادة عمليات الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية عام 2002، وشارك في "معركة جنين"، وملاحقة مجموعات المقاومة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية.

وفي العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008 تسلم قيادة "كتيبة الاستطلاع"، وهي الكتيبة المسؤولة عن التمهيد للمعركة في بداية انطلاقها من خلال تأمين مناطق تمركز الجيش الإسرائيلي.

ثم تسلم وحدات مختلفة في الجيش الإسرائيلي كقيادة "لواء كفير" ونائب قائد "لواء غولاني"، وتقلد منصب قائد فرقة في هضبة الجولان السورية المحتلة.

قاد لواء "جولاني" في العدوان على غزة في معركة "العصف المأكول" عام 2014، وارتكب مجازر بحق المدنيين، وهو المسؤول الأول عن مجزرة "حي الشجاعية" التي راح ضحيتها 72 شهيدا وأكثر من 400 جريح فلسطيني.

وتمكنت "كتائب عز الدين القسام" من إصابته في كمين نصب له، وقتل فيه أيضًا 13 جنديا إسرائيليا في حي التفاح إلى الشرق من مدينة غزة. واعترفت مصادر إسرائيلية بإصابته بجراح خطيرة، وأعلنت مصادر إسرائيلية مقتله.

ولم تكن عملية إخلائه سهلة، بل جرت بتغطية المدفعية الثقيلة الإسرائيلية وسط اشتباكات عنيفة، وكانت معركة الشجاعية يومًا أسود لـ"لواء غولاني". 

وكشف عليان النقاب عن العملية بقوله: "تعرضنا لهجوم من قبل قوة مسلحة خاصة من حماس باستخدام قذائف آر بي جي، أمتار قليلة فقط فصلت بيننا وبين مقاتلي حماس، قاتلنا في بيارات الزيتون التي لم نتدرب عليها".

وأشار إلى أنه "في ذروة الهجوم تم إطلاق صاروخ آر بي جي على المبنى الذي وجدت فيه بالشجاعية، ومر الصاروخ بين مجموعة من ضباط لواء غولاني، حيث طرنا من الانفجار، واحترق وجهي بالشظايا، وكان من الصعب رؤيته من كثرة الدم، وتم تحديد إصابتي بالخطيرة، ونقلت لمستشفى سوروكا في بئر السبع، لكن ساعات قليلة مرت إلى أن دحض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي شائعات مقتلي".

وأوضح: "في المستشفى كنت أسمع عن وصول جنود جرحى يأتون في طائرات هليكوبتر قادمين من غزة، مع سقوط قتلى، ممن تم استهدافهم بالعبوات الناسفة التي زرعتها حماس على طول الحدود مع غزة، صحيح أنه تم إعدادنا للعثور على خمسة أنفاق، وحددنا موقعها، لكن الثمن كان صعبًا، لأنه استغرق منا كثيرا من الوقت، هذه أنفاق ضخمة".

وفي العام التالي للعلمية أصيب غسان عليان بجلطة في أثناء مناورات بالضفة المحتلة بعد أن اشتكى من اضطرابات في القلب وسقط خلال التدريبات، ونقل إلى المستشفى، وأجريت له عملية قسطرة.

ويعتبر غسان عليان ثاني ضابط من الطائفة الدرزية يتولى قيادة لواء مشاة في الجيش الإسرائيلي، الأول كان عماد فارس قائد لواء "جيفعاتي". 

ولأسرة غسان ماض في الخدمة العسكرية بالجيش الإسرائيلي حيث قتل عمه في أثناء خدمته العسكرية عام 1957، كما أن شقيقه عليان عليان وهو مقدم في لواء "جيعفاتي" والآخر مجيد عليان وهو ضابط ركن في القيادة العسكرية الشمالية للجيش الإسرائيلي.

غسان عليان توج مسيرته في خدمة الاحتلال ضد أبناء شعبه بتعيينه في تشرين الأول الماضي منسقًا لعمليات الاحتلال في الضفة الغربية بعد أن كان قد تسلم قبلها ما يسمى "الإدارة المدنية".  

وتتبع "وحدة المنسق" وزارة الدفاع الإسرائيلية، وتشرف على تنفيذ سياسات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويعتبر المنسق أشبه بـ "الحاكم العسكري" لهذه الأراضي. حيث جرى أيضًا ترقية العميد غسان عليان إلى رتبة لواء.

وتخضع الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل رسمي للحكم العسكري الإسرائيلي، ولذلك فإن الحاكم هناك بشكل مباشر هو منسق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية.

ويعيش في فلسطين المحتلة عام 1948 نحو 130 ألف درزي تعاني قراهم من مصادرة أراض وعدم تراخيص للبناء.

وفرض الاحتلال الخدمة العسكرية الإلزامية على الطائفة الدرزية عام 1956. ويتعرض رافضو الخدمة من الشبان الدروز إلى الاعتقال والسجن. كما أنهم يتعرضون لمضايقات في قبولهم في العمل وفي مساكن الجامعات ومضايقات أخرى. ويلجأ البعض منهم إلى الادعاء بالإصابة بمرض عقلي أو نفسي.

لكن عددًا منهم يخدمون في الجيش ومصلحة السجون والشرطة. ويقول ناطق عسكري إسرائيلي إن نحو 6967 درزيًّا من أصل 10717 عربيا يخدمون في المجال الأمني الإسرائيلي.

وفرضت الاحتلال الخدمة الإلزامية على الأقلية المسلمة الشراكسة، بينما يلتحق بعض العرب المسلمين والبدو وبعض المسيحيين بالجيش الإسرائيلي وجهاز الشرطة كمهنة. 

وكثيرًا ما يعبر عدد من الدروز من عرب 1948 عن استيائهم الشديد من أبناء طائفتهم الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي، ويخوضون معارك ضد الفلسطينيين في غزة، وخصوصا غسان عليان.

وفي شفا عمرو التي يتحدر منها، يقول عمه زاهي عليان لوكالة فرانس برس: "أنا أتألم لما يجري لشعبي في قطاع غزة. هم أهلي وإخوتي وأنا واحد منهم، أنا فلسطيني عربي انتمي إلى هذا الشعب المضطهد".

ويعتبر زاهي "أن الاحتلال دق إسفينًا في مجتمعنا العربي الفلسطيني"، تماما كما يفعل الآن "عندما تتحدث عن تجنيد المسيحيين لإثارة النعرات الطائفية ونتشابك معا".

وأضاف: "لكن الوعي ينتشر، وتزداد نسبة رافضي الخدمة العسكرية بين الدروز".

وفي بلدة المغار القريبة من بحيرة طبريا تعيش عائلة زهر الدين سعد الذي ترفض الخدمة العسكرية أبًا عن جد. وقال زهر الدين سعد: "رفضت الخدمة لأنني عربي فلسطيني، ولا أستطيع أن أخدم في جيش يحتل شعبي".

وأضاف أن "كل جندي يقتل في الحرب هو يمثل نفسه ولا يمثل الطائفة الدرزية"، معتبرا أن "إسرائيل ركزت على غسان عليان، وجعلته بطلًا قوميًّا حتى تخلق شرخًا مع إخوتهم الفلسطينيين".

أما ابنه عمر فقال لفرانس برس: "أنا فلسطيني وعربي، ومن يرتدي الزي العسكري الإسرائيلي هو جندي احتلال".

وأكد أنه قضى في السجن 200 يوم لرفضه الالتحاق بالخدمة العسكرية، وتعرض لتحقيق قاس وعزل.

وقال :"أصبت في السجن بجرثومة كادت تودي بحياتي، أبقتني في المستشفى في الإنعاش 40 يوما".

وأضاف: "لا أتخيل نفسي مرتديا الملابس العسكرية، ومشاركًا في حمل السلاح ضد أبناء شعبي في فلسطين ومحاربة إخواني العرب".

وتسعى المؤسسة الإسرائيلية والمتعاونون معها إلى تغييب بعض الحقائق عن السردية المعتمدة للدروز في فلسطين، ودورهم في مقاومة موجات الهجرة الصهيونية.

ويستشهد باحثون بالراحل سميح القاسم شاعر المقاومة الفلسطينية الذي ينتمي إلى هذه الطائفة، وبعدد من أمثاله الذين وقفوا "سدًّا منيعًا لمنع سلب الهوية العربية الفلسطينية لطائفة الدرزية الفلسطينية".

* علي سعادة كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

غسان عليان، إسرائيل، ضابط درزي، الضفة الغربية، رجل المهمات القذؤة، دروز، فلسطين، سميح القاسم،