رغم الوعود.. الفقراء سينتظرون طويلا للحصول على لقاح كورونا

الأربعاء 16 ديسمبر 2020 12:52 ص

سلطت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، الضوء على غياب العدالة في توزيع لقاح فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، بين الدول الغنية والفقيرة، في ظل محدودية الجرعات.

 وأنشأت منظمة الصحة العالمية مبادرة "كوفاكس"، لضمان وصول الجرعات لجميع أنجاء العالم، وتجنب التدافع الدولي للقاحات الذي صاحب التفشيات السابقة، والذي من شأنه أن يعزز هذه الاختلالات.

لكن المبادرة لم تؤمّن سوى جزء بسيط من ملياري جرعة تأمل في شرائها خلال العام المقبل، ولم تؤكد أي صفقات فعلية لشحن اللقاحات بعد، وتفتقر إلى التمويل.

وأقر خبراء، أن فرص مشاركة اللقاحات بشكل عادل بين الدول الغنية والفقيرة "تتلاشى بسرعة".

فمع محدودية إمدادات اللقاح، تتعرض البلدان المتقدمة، التي ساعد بعضها في تمويل الأبحاث بأموال دافعي الضرائب، لضغوط هائلة لحماية سكانها وتشتري اللقاحات.

فيما تبحث بعض الدول الأفقر التي وقّعت على المبادرة عن بدائل بسبب مخاوف من عدم نجاحها.

  •  حجز 9 مليارات جرعة

ورأي "أرنو بيرنايرت"، رئيس الصحة العالمية في المنتدى الاقتصادي العالمي، أنها عملية حسابية بسيطة، فمن بين حوالي 12 مليار جرعة من المتوقع أن تنتجها صناعة الأدوية العام المقبل، حجزت الدول الغنية 9 مليارات جرعة بالفعل.

وأضاف "بيرنايرت": "لم تؤمن كوفاكس الجرعات الكافية، وستنال المبادرة على الأرجح هذه الجرعات في وقت متأخر إلى حد ما".

وقال المتحدث باسم التحالف العالمي للقاحات "جيمس فولكر"، إن اتفاقية "كوفاكس" الوحيدة المؤكدة والملزمة قانونيا تشمل قرابة 200 مليون جرعة، ويتضمن ذلك خيار طلب عدة أضعاف هذا العدد من الجرعات الإضافية، وتتمتع باتفاقيات بشأن 500 مليون لقاح آخر، لكنها ليست ملزمة قانونيا.

وستأتي 200 مليون جرعة من معهد الأمصال الهندي، الشركة التي من المحتمل أن تصنع جزءا كبيرا من لقاحات فايروس كورونا الموجهة إلى العالم النامي.

  • تقديم طلبات

وقال الرئيس التنفيذي لمعهد الأمصال "أدار بونوالا"، إن لديه طلبا مؤكدا للحصول على 100 مليون جرعة للقاح، الذي طورته جامعة أكسفورد وأسترازينيكا ومن نوفوفاكس.

وأكد "بونوالا"، أنه "ليس لدينا أكثر من ذلك. إذا كانوا يريدون المزيد، فسيتعين عليهم تقديم المزيد من الطلبات".

وأضاف أن عدم وجود التزام من "كوفاكس" سيعني انتظارا أطول بكثير للبلدان النامية، وأن أولوية شركته الأولى ستكمن في صنع اللقاحات في الهند، التي أشارت إلى أنها تريد 300 مليون لقاح على الأقل.

ومن المحتمل ألا تكون الهند قادرة على تلبية كل الحاجيات مرة واحدة، لكن الطلب الكبير قد يؤخر توزيع اللقاحات لأجزاء أخرى من العالم النامي.

كما أنه من المحتمل أن يؤدي تباطؤ العملية الإضافية إلى أنه لم يتم ترخيص لقاح "أسترازينيكا" و"نوفوفاكس" من أي وكالة تنظيمية حتى الآن.

ولا تتمتع "كوفاكس" بأي إمدادات من لقاحي "فايزر" و"بايو إن تيك" و"موديرنا" اللذين يبدو أنهما أكثر فعالية حتى الآن.

وبدأت المملكة المتحدة بالفعل في توزيع لقاح "فايزر"، وتنوي الولايات المتحدة وكندا طرحه هذا الأسبوع، كما سمحت بعض دول الخليج بذلك.

  • تحديات لوجيستية

ومع ذلك، قال التحالف العالمي للقاحات والتمنيع، إنه "يهدف إلى البدء في طرح لقاحات آمنة وفعالة للدول المتعاقدة مع كوفاكس على نطاق واسع خلال الربعين الأول والثاني من العام الجديد".

وأشار "غاغانديب كانغ" وهو خبير الأمراض المعدية في كلية الطب المسيحية في فيلور في جنوب الهند، إلى أنه حتى مع وجود اللقاحات في متناول اليد، سيستغرق نشرها في البلدان الغنية عدة أشهر.

وتواجه العديد من البلدان النامية تحديات لوجستية خطيرة ستزيد من التأخير.

وأقر كبار المسؤولين في منظمة الصحة العالمية بأن محاولات التوزيع العادل من خلال المبادرة معيبة، على الرغم من الإشادة العلنية بنجاحها.

وقالت "كاثرين أوبراين" رئيسة قسم اللقاحات بمنظمة الصحة العالمية، خلال مناقشة داخلية حديثة: “لقد ضاعت الدعوة إلى التضامن العالمي بأكملها”.

وأضافت: “يجب أن تحصل كل دولة على اللقاحات في أقرب وقت ممكن”.

  • فشل المبادرة

وإضافة إلى الصعوبات التي تواجهها "كوفاكس"، أشارت "أوبراين" في مؤتمر صحافي هذا الشهر إلى أنه لا يزال هناك نقص في 5 مليارات دولار لشراء الجرعات التي تخطط للحصول عليها العام المقبل.

وخلص تقرير أصدره التحالف العالمي للقاحات والتمنيع قبل اجتماع هذا الأسبوع إلى أن خطر فشل كوفاكس "مرتفع للغاية".

وانتقد مدير المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها "جون نكينجاسونغ"، الدول الغربية لشرائها إمدادات اللقاحات العالمية بما يتجاوز احتياجاتها بينما نحن في أفريقيا ما زلنا نكافح مع "كوفاكس". 

ومع عدم اليقين بشأن أي اللقاحات ستنجح، سارعت الحكومات في الأشهر الأخيرة لتوقيع صفقات متعددة لضمان حصول مواطنيها على الأقل على بعض اللقاحات.

واشترت كندا، على سبيل المثال، ما يقرب من 200 مليون لقاح، وهو ما يكفي لتغطية سكانها البالغ عددهم 38 مليونا بنحو خمسة أضعاف.

وردد "نكينجاسونج" فكرة أن مواطني البلدان الغنية سينالون اللقاح بينما ستندثر القضية الأخلاقية عندما يتعلّق الأمر بالأفارقة. وبعيدا عن الأخلاق، يشير الخبراء إلى أن الفشل في حماية مواطني العالم النامي سيترك مخزونا من الفايروسات يمكن أن يؤدي إلى تفشي المرض في أي وقت.

وقالت "آنا ماريوت"، مديرة السياسة الصحية في منظمة أوكسفام، إنه ونظرا لأن المزيد من الدول في الغرب تسمح باللقاح، فإن الاختلاف بين الأشخاص في البلدان الغنية الذين يتلقون اللقاح ونقص أي لقاحات في العالم النامي سيصبح صارخا ولن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الوباء.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

لقاح كورونا الدول الفقيرة الدولة الغنية توزيع لقاح كورونا

توقعات بتحقيق فايزر وموديرنا 32 مليار دولار من عائدات لقاح كورونا

توقعات مالية: زمن الأرباح الكاسحة لزووم ولّى بسبب لقاحات كورونا

قريبا.. "جواز سفر كورونا" شرطا لركوب الطائرات

في عام كورونا.. 115 مليونا سقطوا في براثن الفقر

دراسة: ربع متعافي كورونا يعانون من تساقط الشعر