استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

السلطة أخفقت في وقف التطبيع وتعجز عن «توظيفه»

الأربعاء 16 ديسمبر 2020 09:33 ص

السلطة أخفقت في وقف التطبيع وتعجز عن «توظيفه»

النتيجة أن السلطة التي أخفقت في لجم التطبيع تعجز اليوم حتى عن «توظيفه»!

أصبنا بالقول أن السلطة توقفت عن «مقاومة التطبيع» وأخطأنا بافتراض أنها ستسعى لــ«توظيفه».

الرئيس عباس وجّه قادة فتح والمنظمة، وبلغة حازمة وجازمة، بعدم التعرض للدول العربية التي «تطبّع» علاقاتها بإسرائيل.

هل قررت السلطة تغيير مقاربتها للتطبيع خشية أن تنتهي إلى سحب معظم سفرائها وإغلاق معظم سفاراتها ودخول دوامة «العزلة»؟

هل تأخرت السلطة عن إدراك حجم تحولات المشهد الإقليمي التي تسارعت بسياسات ضغط وابتزاز مارستها إدارة ترامب؟

*     *     *

في جديد الأنباء الفلسطينية، أن الرئيس عباس وجّه قادة فتح والمنظمة، وبلغة حازمة وجازمة، بعدم التعرض للدول العربية التي «تطبّع» علاقاتها بإسرائيل.

وأن مستوى الالتزام بهذه التوجيهات، كان تاماً، وتحديداً في التجربة المغربية. قبل ذلك، في التجربة السودانية، جاء رد الفعل الفلسطيني حذراً ومحدودًا. الأمر الذي حدانا – ذات مقال – للاستنتاج بأن السلطة قد تكون انتقلت من شعار «مقاومة التطبيع» إلى السعي لـ«توظيفه».

وفي جديد الأنباء الإسرائيلية، ما يفسر جزئياً، هذا التحوّل في مواقف السلطة ومقاربتها: تقول المصادر العبرية، أن ما يقرب من «دزينة» من الدول العربية والإسلامية، من إندونيسيا وحتى جيبوتي، مروراً بمروحة واسعة من الأقطار والأمصار في آسيا وأفريقيا، تصطف في «طابور الانتظار» لاختيار التوقيت الأنسب والحوافز الأمثل، لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

يبدو أن السلطة أدركت أن قطار التطبيع سائر من محطة إلى أخرى، دون اكتراث برفضها وإداناتها المتكررة، فقررت استحداث تغيير في مقاربتها لهذه المسألة، خشية أن تنتهي إلى سحب معظم سفرائها وإغلاق معظم سفاراتها، والدخول في دوامة «العزلة».

حتى قبل بضعة أشهر فقط، كان مسؤولون كبار في السلطة، يتحدثون بنوع من الفخر والاعتزاز، عن أطواق العزلة التي تشتد حول إسرائيل، وعن نجاحات (اقرأ انتصارات) ما انفكت الدبلوماسية الفلسطينية تحققها في مختلف المحافل والمنابر.

الصورة اليوم، تبدو مقلوبة رأساً على عقب، ولولا قرارات السلطة باستئناف العمل بالاتفاقات والتنسيق مع إسرائيل، لولا عودتها عن قرار سحب سفيريها من أبو ظبي والمنامة، ووقف حملاتها المنددة بالتطبيع، لربما كانت أطواق العزلة تلتف حول رقبة السلطة اليوم، وليس حول رقبة نتنياهو وحكومته.

في تفسير التحولات الأخيرة في الموقف الفلسطيني، يبدو أن السلطة تأخرت عن إدراك حجم التحولات في المشهد الإقليمي، والتي تسارعت بفعل سياسات الضغط والابتزاز التي مارستها إدارة ترامب.

يبدو أنها لم تتخيل من قبل، أن يوماً قد يأتي، وتتجرد فيه من «حق الفيتو» الذي يمكن أن تشهره في وجه أي موقف أو قرار عربي، يتصل بإسرائيل والمسألة الفلسطينية. يبدو أنها لم تلحظ كفايةً، تآكل مكانتها في المنظومة العربية، وتراجع «سطوة» القضية الفلسطينية على مؤسسات ومطابخ صنع القرار العربي.

إلى أن جاء الاختبار، قاسياً ومؤلماً ومتسارعاً في الأشهر الأخيرة، لتكتشف السلطة دفعة واحدة، ما عجزت عن إدراكه أو استشرافه من قبل.

ولنكتشف نحن أيضاً، بأن جهداً فلسطينياً جدياً، لم يبذل لوقف أو عرقلة اندفاعة «قطار التطبيع»، مع أن ماكينة التسريبات الأمريكية الإسرائيلية، لم تتوقف عن العمل طيلة الأشهر الفائتة.

وضخت ما يكفي من المعلومات حول مسارات التطبيع وحلقاته ومآلاته، من دون أن يحفّز ذلك السلطة على تطوير سياسات استباقية واتخاذ خطوات احترازية، لدرء التهديد أو إرجائه.

لكننا ونحن نفترض انتقال السلطة من «مقاومة التطبيع» إلى «توظيفه». يبدو أننا أصبنا في الشطر الأول من توقعاتنا، وأخطأنا في الشطر الثاني.

أصبنا بالقول أن السلطة توقفت عن «مقاومة التطبيع» وأخطأنا بافتراض أنها ستسعى لــ«توظيفه»، تلكم على ما يبدو، نبوءة شديدة التفاؤل، بعد أن تُركت قرارات التطبيع لمفاوضات ومقايضات بين واشنطن والعواصم المطبعة.

لم تجد إسرائيل نفسها مرغمة على دفع شيء من كيسها، ولم تنجح السلطة في تحصيل أي مكسب بنتيجتها، حتى مجرد رفع بضعة حواجز عن الطرق أو الإفراج عن بضع عشرات من الأسرى والمعتقلين من الأطفال والنساء والطاعنين في السن، لتكون النتيجة أن السلطة التي أخفقت في لجم التطبيع، تعجز اليوم عن «توظيفه».

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور

  كلمات مفتاحية

السلطة الفلسطينية، مقاومة التطبيع، فلسطين، العزلة، إسرائيل، إدارة ترامب،