استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الحرب على البرلمان في تونس

الجمعة 18 ديسمبر 2020 09:34 ص

الحرب على البرلمان في تونس

البرلمان هو الشعب والشعب هو الثورة والثورة هي طريق بناء دولة الحرية ودولة الكرامة الوطنية.

يواجه البرلمان تهمة الفوضى والصراعات الجانبية وإضاعة وقت التونسيين كما تروّج أذرع الثورة المضادة الإعلامية.

الصراع والتنازع وتنافس الكتل النيابية هو جوهر العمل البرلماني وهو الدليل القاطع على صحيّة مجلس نوّاب الشعب.

صمود البرلمان التونسي بمواجهة حملات الشيطنة والتشويه وتجاوزه التعطيل ومحاولات الهيمنة أعظم مكاسب المسار الانتقالي التونسي.

*     *     *

مسار الثورة في تونس هو المسار الوحيد الذي لم يكتمل بعدُ من بين ثورات الربيع العربي باعتبارها التجربة الناجية من مؤامرات غرف الثورات المضادة.

لقد نجحت تونس في خوض أكثر من تجربة انتخابية وأقرّت دستورها الجديد وانتخبت في دورات متتالية أعضاء البرلمان أو مجلس نوّاب الشعب.

البرلمان هو أهمّ مكونات البنية السياسية التونسية الجديدة لأنه يمثّل ضامن التوازن لطرفي المشهد السياسي، أي رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية. لكنّ السنوات الأخيرة عرفت هجوما كاسحا ضدّ مجلس النوّاب من طرف رئاسة الجمهورية من جهة، والمنصات الإعلامية المرتبطة بالنظام القديم من جهة أخرى.

انعكس هذا الأمر سلبا على الوعي الجمعي التونسي الذي صار يتلقى يوميا آلاف الرسائل والإشارة التي تعمل جميعها على اتهام مجلس نواب الشعب بأنه سبب الأزمات التي تمرّ بها البلاد.

الحرب على البرلمان ليست في الحقيقة إلا مؤشرا على مشروع أكبر يستهدف المؤسسات التي صاغها المسار الانتقالي ومحاولة العودة إلى النظام الرئاسي المطلق الذي حكم البلاد منذ خروج الجيش الفرنسي.

لقد نجح البرلمان في أن يحوّل المشهد السياسي الراكد إلى ساحة مفتوحة لفضح فساد منظومة الاستبداد وتعرية الصفقات المشبوهة للنخب الحاكمة وإيصال صوت الشعب إلى قلب المؤسسات السيادية الحاكمة.

تملك حركة النهضة المحسوبة على الإسلاميين أهم الكتل البرلمانية مع حزب قلب تونس الذي حقّق اختراقا انتخابيا هاما. كما توجد في قلب البرلمان كتل أخرى ذات ثقل تمثيلي مثل كتلة الدستوري الحرّ الممثل الحقيقي للنظام القديم وللمشاريع الانقلابية العربية والغربية. لكنّ البرلمان ضمّ لأوّل مرة كتلة برلمانية نوعية قادرة على تمثيل التيار الثوري وهي الكتلة التي يمثلها ائتلاف الكرامة.

هذا التنوّع في القدرة على التمثيل الشعبي يشكّل مكسبا ديمقراطيا وثوريا هاما، إذْ يدشّن القطيعة النهائية مع برلمان الحزب الواحد والحكم الواحد والرأي الواحد.

يواجه البرلمان إذن تهمة الفوضى والصراعات الجانبية وإضاعة وقت التونسيين كما تروّج لذلك أذرع الثورة المضادة الإعلامية في حين أنّ هذا المظهر هو أكثر مظاهر البرلمانات صحيّة وحيوية. الصراع والتنازع وتنافس الكتل النيابية هو جوهر العمل البرلماني وهو الدليل القاطع على صحيّة مجلس نوّاب الشعب.

إن صمود البرلمان التونسي في مواجهة حملات الشيطنة والتشويه وقدرته على تجاوز عقبات التعطيل ومحاولات الهيمنة والتوجيه يمثّل أعظم مكاسب طور المسار الانتقالي التونسي. البرلمان هو الشعب والشعب هو الثورة والثورة هي طريق بناء دولة الحرية ودولة الكرامة الوطنية.

* د. محمد هنيد أستاذ العلاقات الدولية المشارك بجامعة السوربون، باريس.

المصدر | الوطن القطرية

  كلمات مفتاحية

تونس، حملات الشيطنة، البرلمان التونسي، المسار الانتقالي التونسي، الثورة، الثورة المضادة، مجلس نواب الشعب،