"نفذت مني جميع الأسباب التي تجبرني على البقاء".. كانت هذه آخر كلمات خطتها الطالبة العمانية في جامعة قابوس "زوينة الهنائي"، قبل انتحارها، في خطوة أثارت جدلا واسعا في السلطنة.
وتركت "زوينة" رسالة كتبتها قبل أيام من انتحارها، باللغة الإنجليزية، قالت فيها "لا أملك نفسي.. ولا أملك القرار لأختار كيف أعيش.. وليس مسموحا لي أن أختار من أكون".
وأضافت: "أعيش حياة مليئة بالحزن والوحدة.. لذا كل الأحلام، وكل الأمنيات التي حلمت أن أحققها وأصنعها، هي فقط في عقلي.. وليست واقعا".
وتابعت في رسالتها التي تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي: "أجلت ما سأقدم على فعله أكثر من مرة، ترددت كثيرًا، ولكن سأفعلها الآن".
وزادت: "لا أعلم ما أقول، من الصعب التفكير جيدًا وأنت مقدم على الانتحار.. الليلة الماضية خرجت لأمشي جولتي الأخيرة.. السماء كانت رائعة، ووابل الشهب كان الشيء الذي احتجت لرؤيته".
وتابعت "زوينة" وهي طالبة في جامعة السلطان "قابوس": "كان في غاية الجمال، وكان هنالك ذلك الشهاب الضخم الذي أضاء المكان كله من حولي، بالتحديد المنظر الذي رغبت أن أراه حينها".
واستطردت: "لا أؤمن بالحياة بعد الموت، فكرت بهذا الأمر، وحينها أدركت أن جسدي مجرد كومة من الجزيئات، كانت هنا قبل أن أولد حتى، وستبقى هنا بعد أن أموت، وفكرت بالرحلة التي مرت بها هذه الجزئيات، وأنها كانت أجزاء من أشياء أخرى قبل أن تكون أجزاء مني، وأنها ستصبح أجزاء من أشياء أخرى بعد أن أموت".
#وداعا_زوينة
— هَاجِر،،#فريق_بَراعة (@hajuooora) December 16, 2020
No one felt her pain💔💔💔💔💔💔. pic.twitter.com/PGv40tQoN9
وألمحت "زوينة"، في رسالتها إلى قيود المجتمع، وقالت: "أنا غاضبة.. غاضبة بشدة على هذا المجتمع المريض الذي يقوم بطمس هوياتنا ويجعلنا منافقين.. المجتمع الذي استمر بقتل أحلامنا، واخترع ما يسمى بالسمعة، التي لطالما كرهتها، والتي لم تقم بشيء سوى تغطية الشر وسلب حقوق الأبرياء".
وتابعت: "أنا غاضبة على الإله الذي قمتم بإيجاده، والجرائم التي ارتكبتموها باسمه.. وكيف غضيتم ضمائركم عن مساعدة الضعفاء الذي يعانون، باسمه أيضًا.. ثم تقولون (سيساعدهم الله) انظروا حولكم.. الحياة عبثية، الناس يقتلون ويبقى المجرمون على قيد الحياة.. الخونة يفوزون والشرفاء يخسرون، لا توجد عدالة، ولا يوجد إله.. ليس لكم إلا بعضكم البعض، لذا أحبوا بعضكم البعض، واعتنوا بالآخرين، مدوا لهم يد العون".
ووجهت "زوينة" وداعاً خاصاً لأصدقائها، وكتبت: "هناك الكثير لقوله، ولكن لا أستطيع قوله كُله، سأدعه لكم لتجدوه بأنفسكم، لأولئك الذين أحببتهم: للأصدقاء الطيبين والأناس العظماء، أنا سعيدة جدا لأنني حصلت على فرصة معرفتكم، وأنا أحبكم بصدق.. إن كان هذا سيسبب لكم أي ألم فأنا آسفة، أنا آسفة جدا".
وتابعت بالقول: "لأجيب على سؤال لماذا سأنهي حياتي، أقول: ليست الفكرة أصلا في كوني أملك سببًا لأنهي حياتي.. في الحقيقة، نفذت مني جميع الأسباب التي تجبرني على البقاء".
وختمت "زوينة" رسالتها بالقول: "وأخيرا تبقى شيء واحد لإيضاحه، أنا لست ذاهبة للجحيم، أنا خارجة منه".
وهز انتحار الطالبة العمانية، مواقع التواصل الاجتماعي في السلطنة، حتى تصدر وسم "وداعا زوينة"، قائمة الأكثر تداولا في "تويتر" بعمان.
وألقى أغلب المشاركين في الوسم باللوم على عائلة "زوينة" والمجتمع، معتبرين أن الضغط الذي تم ممارسته عليها، تسبب بأخذها هذه الخطوة.
رحمها الله، وعوض تعبها ومعاناتها مغفرة.
— سعيد البرعمي (@AlBarami) December 17, 2020
الأكيد هناك أسباب لا يعلمها إلا الله.
لذلك أن كنا فعلاً مؤمنين بالله،
أدعو لها بالرحمة و بالصبر لأهلها.
فالإيمان الحقيقي أن لا تشرك بالله
وتجعل نفسك قاضي مكانه.#وداعا_زوينه
لم يتمعن البعض في رسالتها الا واخذ بالسطحيات دون تعمق في المقصد وأتهمها بالألحاد ... أن (الأله) الذي قصدته #زوينة رحمها الله في رسالتها هي (السمعة) وهذا تشبيه مجازي بكثرة حرص الأهالي على (العادات والتقاليد) التي يتم التقيد بها حتى تصل الى مراحل عبادتها .. #وداعا_زوينة pic.twitter.com/iQatUnQEYg
— عَبّـدُآلَحً ـكَيّمِـ آلَهِنٌآئيّ (@hakeemhinai) December 18, 2020
وفاة زوينة الهنائي الطالبة العمانية هز كيان البعض حيث استيقظ الجميع اليوم الخميس ١٧ ديسمبر ٢٠٢٠ على خبر وفاة الطالبة العمانية زوينة الهنائي بعد أن تركت رسالة مؤثرة بسبب ظروف نفسية مرت بها ونعاها الجميع وأصبح هاشتاج وداعا زوينه هو المتصدر تويتر بالوقت الحالي pic.twitter.com/TZz5AW6c2K
— حمد بن ناصر الكويلي (@hamedalkuwaili) December 17, 2020
مؤسف جدًا ذلك الخبر، ومحزنٌ أن تنهي إنسانة في مقتبل عمرها حياتها وهي تقول "خرجت من الجحيم" أي جحيم هذا الذي عاشته يجعلها تهرب من الحياة هكذا؟! موضوع مفجع لا يجب أن يمر بسهولة ، يجب التحقيق فيه ونقاشه في العلن.#وداعا_زوينة
— المختار الهنائي (@MuktarOman) December 17, 2020
"I am not going to hell, I am getting out of it" #وداعا_زوينة pic.twitter.com/Qo9VW8RJLJ
— ALZAHRAA💛 (@_Zahraa22a) December 17, 2020
المجتمعات المنافقة الرجعية التي تتظاهر بالتدين وتدّعي التسامح وتحارب الضعيف علنا، تسرق أحلامك وتأد طموحاتك وتنال من كيانك؛ مجتمعات غير آمنة، العيش فيها مغامرة.
— Nabhan Alhanshi نبهان الحنشي (@Nabhan80) December 17, 2020
الرحمة على روح تلك الشجاعة التي قررت أن لا تكون جزءً من هذا البؤس وعرّت قباحة المجتمع. #وداعا_زوينة
ولم يصدر تعليق رسمي بعد من الجهات المسؤولة حول انتحار "زوينة".
كما لم يتضح كيفية إقدامها على إنهاء حياتها، تاركةً موجة جدل وحزن وتساؤلات كبيرة خلفها.
ويعد معدل الانتحار في سلطنة عمان متدنيا جدا، حيث يسجل نسبة حالة انتحار واحدة لكل 100 ألف شخص.