استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

وقفة مع الذات

السبت 2 يناير 2021 06:07 ص

وقفة مع الذات

هل سيواصل من بيدهم الحل والربط تفجير الحروب بدل أن يبنوا المستشفيات؟

هل سيواصل العالم الإنفاق على الأسلحة الفتاكة أضعاف ما ينفق على صناعة الأدوية وتطويرها؟

أصبحت 2020 خلفنا وولجنا 2021 التي نأمل أن تختلفة عن سابقتها بما حملته للبشر من أحزان ومتاعب وموت وخسائر.

ورغم أن أزمات 2020 رُحّلت إلى 2021 لكن أملنا أكبر في أن نقوى على هزيمة الجائحة التي جلبت كل المآسي التي نعرف.

العلماء يحذرون من ظهور أوبئة تفوق كورونا فتكاً فهل يواصل العالم التصرف «كأن شيئاً لم يكن» ويعود البشر لطبائعهم دون أخذ تدابير تقي مخاطر الغد.

*     *     *

أصبحت السنة الماضية خلفنا. ومنذ ساعات ولجنا سنة جديدة نأمل أن تكون مختلفة عن تلك التي انقضت بما حملته للبشر من أحزان، ومتاعب، وفقدانات، وخسائر، ورغم أنها رحّلت إلى سنتنا الجديدة الأزمة التي عشناها فيها، لكن أملنا أكبر في أننا سنقوى على هزيمة الجائحة التي جلبت كل المآسي التي نعرف.

نحن الآن مهيأون أكثر لأن نفعل ما دعانا إليه محمود درويش: «نربي الأمل»، ولأن نجدد الثقة بما قاله سعد الله ونوس: «نحن محكومون بالأمل».

الأحياء من البشر على ظهر الكوكب اليوم، وإن كانوا سمعوا وقرأوا عن أوبئة فتاكة عرفتها البشرية في الماضي وحصدت أضعاف ما حصدته «كورونا»، حتى الآن، من أرواح، إلا أنهم أنفسهم لم يعرفوا جائحة بهذه الخطورة، وسرعة الانتشار.

لكن الكثيرين منهم عرفوا حروباً مدمرة، وصراعات دامية جلبت ما جلبت من خسائر في البشر، والحجر، وما زالت مثل هذه الحروب قائمة في أكثر من مكان، وما أكثر الشعوب التي ما زالت تعاني، حتى اللحظة، جائحة الحرب، وجائحة «كورونا» معاً، ويصحّ على ما تعانيه القول: المصائب لا تأتي فرادى.

وبعيداً عن «كورونا» وأحزانها، اعتدنا، قبل أن تجتاح عالمنا، أن نجعل من رأس كل سنة، مناسبة ليس فقط للبهجة باستقبال عام جديد نرتجي فيه لأنفسنا، ولأحبائنا، وللبشر أجمعين، حياة أفضل، وأن يتأمل الواحد منا حصيلة ما مضى، ليرى ما حقق من نجاحات وما أصابه من إخفاقات، وأن يستخلص الضروري من دروس تعينه على مواجهة القادم.

وحتى في أجواء «كورونا»، ونحن نودع عاماً نعلم جميعاً كم كان قاسياً، وموحشاً، فإن مثل هذه الوقفة مع الذات مطلوبة، علّنا نستنهض في دواخلنا العزيمة على مواجهة التحديات، والتسلح بالأمل سلاحاً لقهرها، لكن ما يحتاج إليه العالم اليوم أكثر هو الوقفة أمام الذات الجمعية، وقفة البشرية أمام ما يفترض أنها دروس قاسية فرضتها هذه الجائحة.

ما انفكّ العلماء يحذرون من أنه حتى لو نجح العالم في قهر «كورونا»، والأمل في ذلك بات كبيراً اليوم، فإن احتمالات ظهور أوبئة أخرى قد تفوقها فتكاً قائمة بشكل جدّي، فهل سيواصل العالم التصرف بطريقة «كأن شيئاً لم يكن»، ويعود البشر إلى مألوف الحياة، من دون أن يأخذوا ما يلزم من تدابير تقي مخاطر الغد.

هل سيواصل العالم الإنفاق على صنع الأسلحة الفتاكة أضعاف المبالغ التي ينفقها على صناعة الأدوية وتطويرها، وهل سيواصل من بيدهم الحل والربط تفجير الحروب بدل أن يبنوا المستشفيات؟

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

2020، 2021، الأسلحة الفتاكة، أوبئة، كورونا، الأمل، كورونا،