استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل كان ترامب يدبر انقلاباً؟

الخميس 14 يناير 2021 10:12 ص

هل كان ترامب يدبر انقلاباً؟

أي انقلاب ضد نظام ديمقراطي تتحدد طبيعته عندما تلجأ مجموعات سياسية لمحاولة الاحتفاظ بالسلطة بوسائل غير دستورية.

أعلن ترامب أنه «سيقاتل» حتى النهاية للبقاء بمنصبه مطالباً أعضاء الكونغرس الجمهوريين، لـ«قلب» النتيجة الانتخابية لمصلحته!

راح ترامب في أيامه الأخيرة بالبيت الأبيض يحذر هو وحلفاؤه بالكونغرس والإعلام المحافظ من أن ترامب نفسه صار هدفاً لمحاولة انقلاب.

الانقلاب إطاحة بالعنف بحكومة قائمة من جانب أقلية بخلاف الثورة التي تتم من مجموعة كبيرة عددياً تعمل لأجل التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

*     *     *

بصورة غير مسبوقة فى التاريخ الحديث، راحت كلمة «انقلاب» تتردد من جانب مؤرخين وخبراء في السياسة وفى نظم الانتخابات في الولايات المتحدة.

صحيح أنها استخدمت في فترة حكم بوش الابن الذي تولى الرئاسة عام 2001، عندما وصف عدد من كبار الخبراء السياسيين، سياسة المحافظين الجدد الذين تقلدوا المناصب الرئيسية فى إدارته، بـ«انقلاب في السياسة الأمريكية».

وإذا كان مضمون هذا الانقلاب يركز على السياسة الخارجية بالدرجة الأولى، فإن استخدام الكلمة لوصف محاولات ترامب منع إعلان فوز جو بايدن، كان يركز أساساً على مجمل سمات النظام السياسي في الولايات المتحدة.

 فالولايات المتحدة لم تشهد «تحدياً» صريحاً بدفع أنصار مرشح للتصرف على هذا النحو منذ ما بعد الحرب الأهلية، حيث كان تصديق المجمع الانتخابي على فوز أحد المرشحين المتنافسين، بمثابة قبول من المنافس الآخر وأنصاره لهذه النتيجة.

وهذا ما دفع عدداً من المؤرخين وخبراء السياسة لاستخدام مصطلح الانقلاب، في تركيز على تصرفات ترامب، والذي دعا أنصاره في اللحظات التي سبقت تصديق الكونغرس على فوز بايدن للنزول إلى الشوارع، ومنع فوز بايدن، معلناً أنه «سيقاتل» حتى النهاية للبقاء في منصبه، ومطالباً أعضاء الكونغرس الجمهوريين، لـ«قلب» النتيجة الانتخابية لمصلحته، وهو ما أضفى على هذه الدعوة في نظر البعض، شكل محاولة انقلاب.

وبدأت الدراسات تصدر تحمل عناوينها كلمة الانقلاب، ففي دراسة عنوانها «هل يمكن أن يحدث انقلاب في الولايات المتحدة عام 2021».. كتب هنريك هيرتزوج الصحفي بصحيفة «نيويورك تايمز»، متسائلاً: عما إذا كان الوقت قد حان لانقلاب عسكري. وإن كان البعض قابل كلماته بنوع من السخرية، مستبعداً حدوثه في أمريكا.

صحيفة «واشنطن بوست» أشارت إلى أن ترامب راح في الأيام الأخيرة له في البيت الأبيض يحذر هو وحلفاؤه في الكونغرس، والإعلام المحافظ من أن ترامب نفسه صار هدفاً لمحاولة انقلاب.

المؤرخ فيديرسيو ليستين، مؤلف كتاب «تاريخ مختصر للأكاذيب الفاشية»، قال فيه إن أي انقلاب ضد نظام ديمقراطي، تتحدد طبيعته عندما تلجأ مجموعات سياسية إلى محاولة الاحتفاظ بالسلطة بوسائل غير دستورية.

 المرة الوحيدة في تاريخ الولايات المتحدة، التي نجح فيها انقلاب استخدمت فيه أعمال عنف عنصرية، كان في عام 1898، عندما جرت انتخابات محلية في مدينة ويمنغتون، وبدا منها احتمالات كبيرة لفوز السود.

فاحتشدت مجموعات من البيض بدعم من ميليشيات مسلحة، وارتكبت أعمال عنف في تلك المدينة، وفي نورث، ثم ساوث كارولينا، وحتى يحبط المتعصبون البيض أيّ صعود للسود، يمكن أن يؤثر في مجمل الحياة في هذه الولايات، ووصولهم إلى الحكم في ويمنغتون.

فقد اتفق قادتها من البيض بالقضاء على هذا الاحتمال، وأدت عملياتهم لهذا الغرض إلى مقتل 250 من المواطنين السود، وفرار أكثر من 100 ألف من الناخبين السود. وعمل البيض بعد سيطرتهم على الولاية إلى منع السود من تقلد أية وظائف عامة لمدة ثلاثة أرباع القرن.

 وأمام كثرة ترديد مصطلح الانقلاب، فإن البعض سعى إلى تعريف سياسي وقانوني للكلمة، في ظل الأوضاع الأخيرة في الولايات المتحدة. منهم من رجع إلى تعريف «انسكلوبيديا بريتانيكا»، وما ذكرته من أن الانقلاب هو الإطاحة بالعنف بالحكومة القائمة من جانب مجموعة تمثل الأقلية.

وهو شئ مخالف للثورة التي تتم من جانب مجموعة كبيرة عددياً تعمل من أجل التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

 كانت هذه الدراسات تتم على ضوء تحريض ترامب لأنصاره للنزول إلى الشوارع في حركة احتجاجية جماعية، وهو ما دفع البعض بتوصيفه بالمحاولة الانقلابية، خاصة أن ترامب أعلن أنه «سيقاتل حتى النهاية للبقاء في منصبه».

 كما اتضح فإن الذين حرضهم ترامب على النزول إلى الشوارع لم يكونوا متظاهرين سلميين، بعد أن ضبطت الشرطة معهم أسلحة في العاصمة واشنطن كانوا يعتزمون استخدامها في أعمال عنف.

وجرى تعامل الشرطة مع من أسمتهم جماعات القومية اليمينية المتطرفة، الذين يحمل أفرادها السلاح علانية، معلنين رفضهم تصديق الكونغرس على فوز بايدن.

وفي الأجواء المشحونة بالقلق من إمكان حدوث طوارئ أثناء تنصيب بايدن، فقد تم وضع القادة العسكريين في وزارة الدفاع فى حالة تأهب قصوى، ووضع خطط للطوارئ، لاحتمال استدعاء الجيش أثناء تنصيب بايدن.

وإن تلك الخطط وضعت دون علم البيت الأبيض، خوفاً من تدخل ترامب لإيقافها. أو أن يلجأ ترامب لعمل غير محسوب، بفرض الأحكام العرفية، والأمر بتدخل الجيش لإعادة النظر في نتائج الانتخابات بالقوة، خاصة أن الرئيس يتمتع حالياً بصلاحيات طوارئ غير مسبوقة بسبب أزمة فيروس كورونا.

* عاطف الغمري كاتب صحفي مصري

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة، انقلاب، ترامب، الكونغرس، بايدن، تنصيب، حركة احتجاج، الثورة،

العسكر يحكم القبضة.. 10 انقلابات عسكرية في العقد الأخير