استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أكذوبة "التنظيم العالمي" للإخوان المسلمين

الاثنين 18 يناير 2021 07:00 م

أكذوبة "التنظيم العالمي" للإخوان المسلمين

تنتشر "جماعات" الإخوان في 72 دولة حول العالم ولا تربط بينها سوى الفكرة التي قامت عليها الجماعة على يد مؤسسها الأستاذ حسن البنا.

في القضايا الداخلية سارت المواقف السياسية كلل جماعة في دروب متفرقة ومتباعدة أحيانا وتجاوزت ما يسمى خطوطا حمراء.

ما يسمى التنظيم العالمي للإخوان ضرب من الوهم لتشويه سمعة الجماعة وإثارة مخاوف الحكومات منها بزعم قدرتها على قلب الميزان السياسي.

النظام الأساسي، وضع عام 1982 وعُدِّل 1994، يمنح قيادة الأقطار صلاحية وضع لائحة تنظيمية خاصة بها لا تتعارض مع النظام الأساسي.

تمويل الإخوان ذاتي ويعتمد على أعضاء الجماعة كمصدر وحيد لتمويل الأنشطة المختلفة التي يمارسها الإخوان وبعض الأنشطة الخيرية والخدمية تمول نفسها.

*     *     *

لم ألمس حتى اللحظة ثمة قواسم مشتركة تربط بين "جماعات" الإخوان المسلمين المنتشرة في نحو 72 دولة حول العالم حسب إحصاءات الجماعة، تقول والإحصاءات الأمريكية تقول في 70 دولة.

ولا تربط بين هذه الجماعات سوى الأسس النظرية التي قامت عليها الجماعة على يد مؤسسها الشيخ حسن البنا، أما المواقف السياسية فيما يتعلق بالقضايا الداخلية فإن كل جماعة سارت في دروب متفرقة ومتباعدة أحيانا وتجاوزت ما يمكن وصفه بالخطوط الحمراء.

وعلى سبيل المثال فقد دخل الحزب الإسلامي العراقي في اللعبة السياسية العراقية بعد سقوط بغداد عام 2003 ، رغم أنهم تبنوا الموقف المناهض لاحتلال العراق إلا أنهم كانوا ضمن مؤسسي العملية السياسية وشاركوا بكتابة الدستور، كما أن 4 رؤساء لدورات مختلفة لمجلس النواب من "الإخوان".

وشارك الحزب في مجلس الحكم بالعراق، والحكومة المؤقتة بعد الغزو الأميركي 2003 والإطاحة بصدام حسين، وانسحب من الحكومة بعد أحداث الفلوجة الأولى عام 2003، وقاطع الانتخابات.

وأيضا نجد أن حزب العدالة والتنمية الذي يتولى قيادة الائتلاف الحكومي برئاسة سعدالدين العثماني يوقع اتفاق التطبيع بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي، وهو ما أثار غضب إخوان فلسطين ممثلين بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذين اعتبروا توقيع العثماني " خذلان كبير" وتابعت "حماس" كنا نأمل منه اتخاذ موقف تاريخي مشرف". رغم أن الحزب حاول أن يبعد نفسه عن توقيع العثماني.

وفيما نجد الإخوان مطاردين في الإمارات والسعودية ومصر، نجد البحرين تشركهم في العلمية السياسية عبر "جمعية المنبر الإسلامي" التي يوجد لها ممثلين في البرلمان وفي الحكومة.

وكذلك في الأردن حيث يوجد لهم ممثلين في البرلمان، رغم العلاقة المتوترة وغير المستقرة بين الدولة الأردنية وإخوان الأردن. وهم موجودين بشكل رسمي في ليبيا والجزائر والسودان ولبنان واليمن والكويت.

وحتى لا أقفز من فوق الحقائق فإن النظام الأساسي للإخوان، الذي وضع عام 1982 والنظام المعدل عام 1994، منح قيادة الأقطار صلاحية وضع لائحة تنظيمية خاصة بها على ألا تتعارض مع النظام الأساسي للجماعة.

ومنحها حق التصرف بحرية كاملة ثم إعلام مكتب الإرشاد العام في أول فرصة ممكنة أو في التقرير السنوي الذي يرفعه المراقب العام فيما يلي:

كل ما يتعلق بخطة الجماعة في القُطر ونشاط أقسامها ونمو تنظيمها. والمواقف السياسية في القضايا المحلية والتي لا تؤثر على الجماعة في قُطر آخر شريطة الالتزام بالمواقف العامة للجماعة. والوسائل المشروعة التي يعتمدها القطر لتحقيق أهداف الجماعة ومبادئها على ضوء أوضاعه وظروفه.

ونحن نعرف أن تمويل الإخوان ذاتي، بمعنى أن الإخوان يعتمدون على أعضاء الجماعة كمصدر وحيد لتمويل الأنشطة المختلفة التي يمارسها الإخوان،  كما أن بعض الأنشطة التي يمارسها الإخوان تمول نفسها ذاتيا مثل المستشفيات الخيرية ودور الرعاية التي تقدم خدماتها نظير رسوم الخدمة.

وفي ندوة بجامعة ديلاوير الأمريكية قال البروفيسور فواز جرجس أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية والمتخصص في شئون الشرق الأوسط بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن:

"إن جماعة الإخوان المسلمين، التي تمثل حاليا الإسلاميين المعتدلين، هي الجماعة الأوفر حظا بالفوز بنسبة لا تقل عن 25% إلى 30% ليس من أصوات المصريين فحسب وإنما جميع المسلمين البالغ عددهم أكثر من 1.3 مليار؛ إذا ما دخل الإخوان في الدول العربية والإسلامية أية انتخابات حرة ونزيهة".

أن التباين الكبير والواضح في مواقف الإخوان المسلمين في الدول العربية يشير إلى عدم وجود رابط دولي أو خارجي بين هذه الجماعات، وبأن كل جماعة تتصرف وفقا لظروفها المحلية الخاصة دون الرجوع إلى أية جهة أخرى.

وربما تكون الجماعة قد تفككت بعد الضربات العنيفة جدا التي وجهت للجماعة الأم في مصر بعد الانقلاب العسكري على الرئيس المصري محمد مرسي، وربما لعب اعتقال أو موت معظم قيادات الجماعة في مصر دورا  في تفكك القيادة المركزية للإخوان وانكماشهم نحو القضايا الوطنية والمحلية على حساب القضايا الكبرى وفي مقدمتها قضية فلسطين.

كل ذلك ممكن، لكن من الواضح أن ما يسمى "التنظيم العالمي للإخوان" هو ضرب من الوهم من أجل تشويه سمعة الجماعة وأثارت مخاوف الحكومات من الجماعة وقدرتها على قلب الميزان السياسي، وهي مخاوف غير واقعية بسبب أن حجم الإخوان لن تجاوز في أفضل التقديرات هامش 35% من الناخبين.

كانت قوة الإخوان دائما وأبدا هي في التنظيم الجيد والتزام الأعضاء بتعليمات القيادة وفي تقديم الخدمات  والمساعدات الخيرية والخطاب الديني إلى جانب النزاهة والنظافة المالية.

لكن الإخوان الآن يعانون الكثير بسبب القمع غير المسبوق والذي وصل إلى حد التصفية الجسدية لمعظم قيادتهم إضافة إلى أخطاء تنظيمية وعدم مرونتهم في استغلال الظروف.

* علي سعادة كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

التنظيم العالمي، الإخوان المسلمون، القيادة المركزية، مصر، فلسطين، الدول العربية،