استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لماذا الوقوف على الإشارة الحمراء والشوارع فارغة من السيارات؟!

الخميس 28 يناير 2021 06:44 م

لماذا الوقوف على الإشارة الحمراء والشوارع فارغة من السيارات؟!

لماذا فشلت الشعبوية أمام كوفيد-19؟ لأنها تعاملت باستخفاف واستهتار وعجرفة مع حقيقة المرض.

بدلًا من وضع تدابير حاسمة ومبكرة لوقف تقدم الوباء عمدت إلى التشكيك بالمرض وإيمان زائف بأن الوقاية من المرض تتناقض مع الإيمان.

سقط ملايين البشير بين ميت أو مصاب بسبب عجرفة وتضليل القادة الشعبويين بأنحاء العالم لأنهم افتقدوا روح وأخلاقيات القيادة.

أمضوا سنوات حكمهم يديرون معارك عبث مثل: لماذا الوقوف عند إشارة ضوئية حمراء بمنتصف الليل والشوارع فارغة من المارة والسيارات؟

*     *     *

كشفت أزمة وباء كوفيد-19 النقاب عن خبايا كثيرة كانت مستترة بورقة التوت وربما بورقة شجر أصغر حجما.

فيروس كورنا أكد حقيقة جديدة في علم السياسة والاجتماع، وهي أن القيادة الناجحة والفاعلة والشغوفة بإيجاد الحلول الذكية ستنتصر في النهاية على المرض، سواء كانت دولا غنية أم فقيرة.

ثمة دول ديمقراطية وكبرى فشلت في مواجهة كوفيد-19 من بينها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ودول ديمقراطية أخرى نجحت مثل سنغافورة ونيوزيلندا وألمانيا.

ثمة حقيقة أخرى كشفها كوفيد-19 وهي أن القيادات الشعبوية والحكومات التي قامت على فكر إقصائي وكراهية الأجانب والتطرف وتجهل العامل الأخلاقي في العلاقات الدولية فشلت تماما مثل الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل والهند .

بينما هناك دول أخرى لا تصنف كدول ديمقراطية مثل الصين نجحت في محاصرة المرض وتحجيمه بشكل كبير وبسرعة.

كانت إحدى إيجابيات هذا الفيروس المدمر للحياة بجميع تفاصيلها والماكر الذي يصر حتى اللحظة على المكوث بيننا أطول مدة ممكنة، أنه أعلن عن نهاية الشعوبية وسقوط رموزها أو قرب سقوطهم، ويبدو أن صرح الشعبوية الذي بني على الخيال والفراغ يوشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة وينهار كليًّا.

وبعد سقوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستنهار قلعة الشعبوية التي بنيت من الرمال وسيكون هناك تغيير كبير في شكل الحكومات في العالم وبشكل خاص في أوروبا وأمريكا اللاتينية.

لماذا فشلت الشعبوية أمام كوفيد-19؟ لأنها تعاملت باستخفاف واستهتار وعجرفة مع حقيقة المرض، وبدلًا من وضع التدابير الحاسمة والمبكرة لوقف تقدم الوباء، عمدت إلى التشكيك بالمرض وإلى الإيمان الزائف وبأن الوقاية من المرض تتناقض مع الإيمان.

سقط الملايين من البشير بين ميت أو مصاب بسبب عجرفة وتضليل القادة الشعبويين في جميع أنحاء العالم لأنهم افتقدوا إلى روح وأخلاقيات القيادة.

أمضوا سنوات حكمهم وهم يديرون معارك العبث من شاكلة: لماذا الوقوف عند الإشارة الضوئية الحمراء في منتصف الليل والشوارع فارغة من المارة والسيارات؟

أي جنون هذا الذي يشيع في حياة الملايين أمام الأسئلة الغبية والحمقاء التي كلفت حياة الكثيرين ومصالح وأرزاق الملايين.

* علي سعادة كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

كورونا، كوفيد-19، الشعبوية، فكر إقصائي، الولايات المتحدة، الهند، البرازيل، دول ديمقراطية، الصين،