استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بايدن وأنقرة: المواجهة الأولـى.. كردية بامتياز

الاثنين 1 فبراير 2021 08:43 ص

بايدن وأنقرة: المواجهة الأولـى.. كردية بامتياز

تُسيّر القيادة العسكرية الأمريكية دوريات «منفردة»، في رسالة لا تخفى مراميها: ضرب الأكراد شمال سوريا خط أحمر.

لُدغ الأكراد من جحر أمريكا مرات وآن أوان استخلاص الدروس والعبر والبحث في حل سياسي شامل للأزمة السورية لا الاستقواء بواشنطن!

بقاء الحال في منطقتنا من المُحال والأيام «دولٌ» ومن مصلحة «الأقليات» ألا تشتط في رهاناتها حتى لا تخسر كل شيء: أليس هذا درس الاستفتاء شمال العراق؟

*     *     *

حدث ما كان متوقعاً...ففي أبعد نقطة على المثلث الحدودي التركي السوري العراقي، تحتشد قوات أمريكية إضافية، وتُسيّر القيادة العسكرية الأمريكية دورياتها «المنفردة»، في رسالة لا تخفى مراميها على أحد: ضرب الأكراد في شمال سوريا، خط أحمر.

في توقيت الرسالة والمستهدفين بها، نقول: إن أنقرة هي عنوانها الأول والأهم، بعد ارتفاع وتيرة تهديدها ووعيدها باختراق الحدود السورية مرة أخرى، وضرب من تعتبرهم عناصر إرهابية، تتبع حزب العمال الكردستاني وتدين لزعيمه السجين عبد الله أوجلان، بالولاء.

أما العنوان الثاني، فهو دمشق، حيث تتسع شقة خلافاتها مع القامشلي، ويتبادل الطرفان عمليات «تعرّض خشن» أحدهما للآخر، وبطرق شتى.

ليس خافياً على أحد، أن أكراد سوريا والمنطقة برمتها، ربما تنفسوا الصعداء بمقدم بايدن، ليس لأن ترامب كان خصماً أو عقبة في طريق تطلعاتهم، بل لأن الساكن الجديد للبيت الأبيض، يبدي تاريخياً تعاطفاً فائضاً مع الأكراد، في سوريا وغيرها، بمن فيهم أكراد تركيا.

فوز بايدن، وفّر لهم صديقاً موثوقاً، أقله لسنوات أربع قادمة، سيسعون خلالها إلى فرض حقائق كيانهم، وإدارتهم الذاتية على الأرض، مطمئنين إلى سياج أمني أمريكي، غير معرضٍ للانتهاك في المدى المنظور.

يتزامن ذلك من تفكير أمريكي جديد، يقضى بمراجعة الوجود العسكري في المنطقة، وربما بالضد مما ذهبت إليه إدارة ترامب التي قررت تقليص عدد قواتها في العراق إلى 2500 جندي وفي سوريا إلى 200 جندي، توطئة لسحبهم في أقرب الآجال.

الإدارة الجديدة، ترى أن معركتها مع داعش لم تضع أوزارها بعد، وأن وجود أو سحب القوات الأمريكية يجب أن يتم بالتنسيق مع «الحلفاء»، وهنا يشار حصراً إلى حكومة الكاظمي في بغداد و»قسد» شرق الفرات.

وإذا ما صحت التقارير، بأن واشنطن بصدد نشر قوات وقواعد على سواحل البحر الأحمر وفي الخليج العربي، فمعنى ذلك، أن نظرية ترامب عن الحاجة للخروج من حروب المنطقة اللا-منتهية، لم تعد صالحة في عهد بايدن.

يبدو أن هذه الإدارة، وإن كانت غير راغبة في دخول حرب جديدة، وربما غير قادرة عليها، إلا أنها لا تشاطر الإدارة السابقة مفهومها للأمن القومي و»القيادة من الخلف» أو عبر «الوكلاء».

هذه ليست أخباراً سارة لموسكو وطهران ودمشق، والمؤكد أنها ليست خبراً ساراً لأنقرة كذلك...موسكو راهنت على استعادة الورقة الكردية وإتمام مصالحة بين دمشق والقامشلي، ما أن تخرج القوات الأمريكية من شمال سوريا.

دمشق، التي تمنعت عن قبول «تسوية» مع أكرادها، يبدو أنها ستخوض غمار هذه التسوية ولكن بشروط أصعب.

أنقرة التي طالما نظرت للكرد كتهديد أمني، وحوّلت حربها عليهم إلى «مادة لاصقة» تحفظ العلاقة بين طرفي التحالف الحاكم: العدالة والتنمية والحركة القومية، يبدو أنها ستكون في مواجهة مبكرة مع إدارة بايدن حول هذا الملف...

طهران التي وضعت الانسحاب العسكري الأمريكي من المنطقة، ثمناً لرأس قاسم سليماني، يبدو أنها ستتفاجأ ببقاء هذه القوات، وربما زيادة عديدها وعتادها.

هنا نفتح قوسين لنقول للأصدقاء الأكراد: لقد لُدغتم من الجحر الأمريكي أكثر من مرة، وفي غير ساحة ومناسبة، وقد آن أوان استخلاص الدروس والعبر، ومن الأفضل لمستقبل الشعب الكردي، البحث في حل سياسي شامل للأزمة السورية، وعدم الانتشاء بواشنطن أو الاستقواء بها على «الآخر» في الوطن والمواطنة...

تلكم لعبة انتحارية، فنحن أبناء منطقة، بقاء الحال فيها من المُحال، والأيام «دولٌ» بين لاعبيها، ومن مصلحة «الأقليات» ألا تشتط في رهاناتها، حتى لا تجد نفسها وقد خسرت كل شيء: أليس هذا درس الاستفتاء «الطازج» في شمال العراق؟

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور

  كلمات مفتاحية

أمريكا، تركيا، بايدن، مواجهة، أكراد، سوريا، العراق، الأقليات، حزب العمال الكردستاني، إيران، القوات الأمريكية،