استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ثقافتنا العربية والديمقراطية

الثلاثاء 9 فبراير 2021 09:46 ص

ثقافتنا العربية والديمقراطية

هناك خلط متعمد بين الثقافة المجتمعية والثقافة السياسية، وأن مسألة الثقافة المجتمعية ما هي إلا لذر الرماد في العيون.

أنظمة عربية تتبنى نظرية "الديمقراطية المتوافقة مع ثقافتنا" مستعدة للتماشي مع قيم غربية إذا شعرت بالخطر أو احتاجت التمويل والمساعدات.

هل تحاول نظرية "الديمقراطية المتوافقة مع ثقافتنا" الحفاظ على الاستبداد وإبعاد الديمقراطية السياسية: شراكة في صنع القرار وتداول سلمي للسلطة؟

ثقافة العطايا وشيخ القبيلة والأسياد والعبيد لا تحتمل ديمقراطية غربية قائمة على شراكة الجميع في صنع القرار التداول السلمي للسلطة والمعارضة.

*     *     *

في ظل الحراك الحالي حول تعديل قانون الانتخابات الذي طرحه الملك عبد الله الثاني في مقابلته مع وكالة الأنباء "بترا"، يظهر لنا مصطلح "الديمقراطية المتوافقة مع ثقافتنا" من جديد.

أصحاب تلك النظرية ينطلقون من منطلقين رئيسيين:

الأول، معلن ولا يتحفظون على ذكره، وهو الثقافة المجتمعية المحافظة، ويعني أصحاب ذلك المصطلح بأن ثقافتنا العربية القائمة أساسا على القيم الأخلاقية الإسلامية والعادات العربية المحافظة والإعلاء من شأن الأسرة والمجتمع المحافظ، لا تحتمل الديمقراطية الغربية القائمة على الحرية الكاملة وبلا حدود.

الثاني، مضمر ولا يتلفظون به، وهو الثقافة السياسية، ويعني بها أولئك أن ثقافتنا القائمة على مبدأ الرعايا والعطايا وشيخ القبيلة والأسياد والعبيد، لا تحتمل الديمقراطية الغربية القائمة على مبدأ شراكة الجميع في صنع القرار، ومبدأ التداول السلمي للسلطة، وشرعية المعارضة.

البعض يتهم أصحاب نظرية "الديمقراطية المتوافقة مع ثقافتنا" بأنها محاولة لإبعاد الديمقراطية بمفهومها السياسي؛ الشراكة في صنع القرار والتداول السلمي للسلطة، والحفاظ على وضع الاستبداد القائم!

وهم يخلطون متعمدين بين الثقافة المجتمعية والثقافة السياسية، وأن مسألة الثقافة المجتمعية ما هي إلا لذر الرماد في العيون.

والدليل أن الأنظمة العربية التي تتبنى تلك النظرية، مستعدة للتماشي مع القيم الغربية إذا ما شعرت بالخطر، أو إذا ما احتاجت إلى التمويل والمساعدات.

ومن نافلة القول أن هناك من يعتقد أن الديمقراطية بضاعة يجب أخذها بالكامل، وأن قسمتها يعني فسادها، وهذه الفئة تسهل على أصحاب نظرية "الديمقراطية المتوافقة مع ثقافتنا" بناء جدار مجتمعي سميك يقف بمواجهة الرياح الديمقراطية السياسية التي تهب بين الحين والآخر.

* عبد الله المجالي كاتب ومحرر صحفي أردني

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

الديمقراطية، الثقافة العربية، الشراكة، صنع القرار، التداول السلمي، السلطة، الأنظمة العربية، الثقافة السياسية، الثقافة المجتمعية،