ضربت موجة برد مصحوبة بتساقط كثيف للثلوج، عددًا من دول الشرق الأوسط، وتأثرت بمنخفض جوي شديد البرودة، يتمركز شرق قبرص، ويصل حتى المناطق الشمالية في السعودية.

وحاصرت موجة من الثلوج بلاد الشام (سوريا ولبنان وفلسطين والأردن)، وخلفت أضرارًا كبيرة منها انقطاع الكهرباء في بعض المناطق وغلق عدد من الطرق وحوادث سير.

وأدى منخفض جوي لهطول أمطار وثلوج غزيرة في الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية.

كما تأثرت السعودية أيضًا بالمنخفض الجوي الشديد البرودة في المناطق الشمالية منها.

وبعد انقطاع دام 6 سنوات، تساقطت الثلوج في الضفة الغربية والقدس في وقت استمر تساقط الثلوج فوق المرتفعات الجبلية.

وذكرت وكالة "وفا"، أن متطوعين من الدفاع المدني الفلسطيني نقلوا حراس المسجد الأقصى إلى منازلهم، في حين شهدت شوارع بيت لحم أزمات مرورية ومركبات عالقة.

وأفادت وكالة "معا"، نقلا عن جهاز الدفاع المدني قوله، الخميس، إن الطواقم تعاملت مع 165 حادثا منذ بداية المنخفض في مختلف المحافظات.

وغطت الثلوج مناطق واسعة في مدينة القدس المحتلة، ومدن الخليل وبيت لحم ورام الله ونابلس في الضفة الغربية.

وقررت الحكومة الفلسطينية تعطيل دوام الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية الخميس، بسبب رداءة الأحوال الجوية وأبقت على عمل خدمات الطوارئ في الوزارات والهيئات الحكومية.

وفي القدس، غطت الثلوج قبة الصخرة المشرفة وباحات المسجد الأقصى، في حين أغلقت شوارع وتعطل الدوام في عدد من المدارس.

ويعد هذا المنخفض الأول من نوعه خلال 6 أعوام، إذ لم تشهد جبال الضفة والقدس تراكم الثلوج منذ عام 2015 باستثناء أعلى القمم.

وفي سوريا، ضربت العاصفة الثلجية البلاد، وتسببت في إغلاق الطرق وإلغاء الامتحانات الجامعية في دمشق، في وقت غطت الثلوج البلدات الواقعة شمالي البلاد.

وبثّت وكالة الأنباء الرسمية، لقطات مصورة وصورًا لتساقط الثلوج على دمشق وعدة محافظات، وقد غطت باللون الأبيض بشكل كثيف في وقت خلت فيه الشوارع من المارة، وسط انعدام مظاهر الحياة.

وفي محافظة حماة (وسط البلاد)، استخدمت الجرافات لفتح الطرق التي غطتها الثلوج، في حين انزلقت المركبات على الجليد، وهو ما تسبب في مزيد من اضطراب حركة المرور.

أما مخيمات النازحين في شمال غربي سوريا، فكانت أكثر مناطق سوريا تضرراً، نظراً للظروف القاسية التي يعيشونها في الخيم التي لا تستطيع الصمود أمام العواصف المطرية.

حيث كان المشهد مأسوياً للمخيمات التي غمرتها الثلوج والأمطار وتسببت بما يشبه الكارثة الإنسانية، حسب إفادات الدفاع المدني في الشمال (الخوذ البيضاء) الذي حاول المساعدة بينما تقطعت الطرق والسبل للوصول الى المخيمات وإنقاذ العالقين في الأمطار والثلوج.

وأضافت مصادر الدفاع المدني أن أضراراً لحقت بالمخيمات في ريف حلب الشمالي بسبب هطول الأمطار، وكان آلاف النازحين يعانون أصلاً من تداعيات المنخفض الجوي السابق، حيث فقد الكثير منهم خيامهم.

وفي لبنان، أدت العواصف الثلجية إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أغلب المدن.

ومع أزمات اقتصادية وسياسية، كانت الأزمة أشدّ بانقطاع التيار الكهربائي في جميع المناطق بالبلاد بما فيها بيروت، نتيجة العاصفة الثلجية، مع جهود لإعادته تدريجيًا.

وتسببت العاصفة الثلجية أيضًا في إغلاق عدد من الطرق الجبلية وتوقف حركة المركبات، في حين أعلن الدفاع المدني عن إنقاذ مواطنين حاصرتهم الثلوج.

واكتست جبال لبنان بالثلوج في مناظر غير معهودة هذا العام، بينما قالت مصلحة الأرصاد الجوية في الطيران المدني إن درجات الحرارة هي الأدنى لهذا العام.

أما اللاجئون السوريون في بلدة عرسال اللبنانية على الحدود مع سوريا، فيعانون أوضاعاً معيشية صعبة أيضاً، مع تساقط الثلوج وسط نقص في مواد التدفئة والمساعدات الأساسية.

وكانت الأمم المتحدة أشارت في دراسة، نشرت في الآونة الأخيرة، إلى أن 9 أسر سورية لاجئة في لبنان من بين كل 10 أسر، تعيش في فقر مدقع في بلد يعاني من أزمات اقتصادية وسياسية.

وفي الأردن، كان وضع النازحين السوريين مشابهاً، وخصوصاً في مخيم الزعتري والمخيمات الأخرى.

وأفادت وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، بأن الثلوج أعاقت السير في بعض الطرق، وأغلقت أخرى.

ونقل بيان عن مديرية الأمن العام يدعو المواطنين للالتزام بعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى وتجنب أماكن تساقط الثلوج.

وأشارت المديرية إلى أنه رغم التحذيرات المتتالية بعدم الخروج إلا أنه "ما زالت ترد مكالمات وبلاغات حول تقطع السبل بمواطنين بمركباتهم".

وأعلنت الحكومة الخميس، عطلة رسمية للقطاعين العام والخاص جراء العاصفة الثلجية التي أدت لإغلاق طرق رئيسية وفرعية في شمال البلاد وجنوبها ووسطها.

أما السعودية أيضًا فتأثرت بالمنخفض الجوي الشديد البرودة في المناطق الشمالية، وأظهرت لقطات فيديو انتشرت عبر مواقع التواصل تساقط الثلوج على الجمال في مدينة تبوك التي عادة من تشهد تساقط الثلوج في الشتاء.