بعد اعتقالات إسطنبول.. ماذا وراء التوترات بين تركيا وإيران؟

الجمعة 19 فبراير 2021 09:14 ص

قال موقع "فويس أوف أمريكا"، في تقرير، إن هناك مؤشرات على زيادة التوتر بين تركيا وإيران بشكل ملحوظ، بما يمكن أن ينعكس على ملفات إقليمية كان التعاون هو السمة السائدة فيها بين أنقرة وطهران خلال السنوات القليلة الماضية.

واستدل الموقع على زيادة التوترات بإقدام السلطات التركية على اعتقال دبلوماسي إيراني في إسطنبول، وهو ما كشفت عنه وسائل إعلام تركية، في وقت سابق من الشهر الجاري.

ويرى التقرير أن الاعتقالات الدبلوماسية الحساسة تكون، عادة، بعيدة عن مرأى ومسمع الجمهور ووسائل الإعلام، لكن الوضع بدا هذه المرة وكأن أنقرة تريد الكشف عن خطوة اعتقال الدبلوماسي الإيراني لإرسال رسالة حاسمة وواضحة إلى طهران، بما يعكس بداية توترات بين البلدين، رغم علاقاتهما المتشابكة إقليميا.

وبحسب تقارير نقلت عن السلطات التركية، فإن الاعتقال مرتبط باغتيال المعارض الإيراني "مسعود وردنجاني" في إسطنبول عام 2019.

ويقول الموقع الأمريكي إن هذا الاعتقال كان جزءا من موقف أكثر صرامة للسلطات التركية تجاه الأنشطة الإيرانية، ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي، عرضت الشرطة التركية أمام كاميرات التليفزيون عناصر من شبكة تجسس إيرانية مزعومة مرتبطة بخطف المعارض والناشط العربي "حبيب شعب".

وتتميز العلاقات التركية - الإيرانية بالتعاون والتنافس، ففي السنوات الأخيرة، بدا التركيز أكثر على التعاون، حيث وجدت الدول أرضية مشتركة في معارضة جهود السعودية لتوسيع نفوذها في المنطقة.

ومع ذلك، يقول التقرير، فإنه مع التزام أنقرة والرياض الآن بتحسين العلاقات، سيتضاءل الآن عامل حاسم في التعاون الإيراني التركي.

وأشار التقرير إلى ما اعتبره تزايدا لنفوذ تركيا في المناطق التي تعتبرها إيران ضمن مجال نفوذها، وهو ما ظهر في الدعم التركي لأذربيجان في حربها الأخيرة مع أرمينيا، وهو الدعم الذي تسبب بهزيمة الأخيرة في معركة على منطقة ناجورنو قره باغ.

وقال رئيس معهد السياسة الخارجية في أنقرة "حسين باججي": "لطالما كان الإيرانيون خائفين من النفوذ التركي في القوقاز وآسيا الوسطى"، مردفا: "إيران تحاول زيادة نفوذها في العالم التركي لكنها فشلت وستفشل أكثر. ولهذا السبب تشعر إيران بأنها محاصرة بين العرب والأتراك".

ثمة ملف آخر يلفت إليه تقرير "فويس أوف امريكا"، وهو تزايد النفوذ العسكري التركي في شمالي العراق، حيث تخوض أنقرة حربا تكتيكية ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في منطقة الحدود الجبلية، شمالي العراق، وهي الحملة التي تتلقى دعما على استجياء من قبل سلطات إقليم كردستان العراق التي تشاطر حزب العمال العداء.

لكن هذه التوليفة تزعج إيران، بحسب التقرير، معتبرا أن الهجوم الصاروخي الأخير على أربيل، يمكن أن يعد رسالة تحذير من إيران إلى كردستان العراق، رغم نفي طهران تورطها في الأمر، لكن جميع المؤشرات تقول إنها تقف خلفه بشكل أو بآخر.

ويقول مراقبون إنه على الرغم من وجود سكان أكراد مضطربين في إيران، وأن حزب العمال الكردستاني لديه منظمة مقرها إيران، معروف باسم "حزب الحياة الحرة الكردستاني"، فإن طهران لديها علاقة معقدة مع المسلحين الأكراد.

وينقل التقرير عن الزميل المشارك في "تشاتام هاوس"، "غاليب دالاي" قوله إن "اتساع دور حزب العمال الكردستاني ليس في مصلحة إيران"، مضيفا: "لكن حزب العمال الكردستاني مع دور إقليمي محدود، مع قدرة أكبر على إزعاج تركيا، لن ترى إيران هذا كخيار سيئ".

من ناحية أخرى، تريد تركيا ضرب القاعدة الرئيسية لحزب العمال الكردستاني في منطقة قنديل العراقية، عبر عملية برية، وهي منطقة تعتبر خارج سيطرة أنقرة، والتي تعلم أن عملية برية هناك لن تتم بدون دعم إيراني، من الناحية الطبوغرافية بحسب ما يقول "أيدين سيلجن"، الذي كان أول رئيس قنصلية تركية في كردستان العراق.

ستنتزع إيران ثمنا دبلوماسيا لمثل هذه الخطوة التي تغير قواعد اللعبة والتي لا يبدو أنها واردة في المستقبل المنظور.

ولكن مع تزايد تباين المصالح الإيرانية التركية، يُتوقع أن يكون التنافس حاضرا بدلا من التعاون كوسيلة لتحديد العلاقة بين البلدين.

ويخلص التقرير إلى ما قاله "دالاي": "سنرى توترات متزايدة بين شبكات الوكلاء البلدين، وستكون التداعيات أكثر وضوحا في سوريا والعراق"، مردفا: "لكن هذا لن ينتهي بقطع في العلاقات التركية الإيرانية؛ فهذه دولتان ما بعد الإمبراطورية لديهما تاريخ طويل من التعاون والمنافسة مع خبرة تراكمية في إدارة خلافاتهما".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات التركية الإيرانية شمال العراق إسطنبول أذربيجان حزب العمال الكردستاني

إيران تعلن انتهاء سوء الفهم مع تركيا بعد قصيدة أردوغان

الرئيسان التركي والإيراني يتفقان على الحوار رغم الصعوبات

إيران تؤكد رفضها الوجود العسكري التركي في سوريا والعراق

بلومبرج: تركيا أكثر مرونة من إيران في التعامل مع التحالفات الخليجية-شرق المتوسطية

تركيا تضبط شبكة تجسس إيرانية سعت لخطف عسكري سابق وإعادته إلى طهران