جدد الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، دعمه لجهود الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو"، الرامية إلى تعزيز سيادة البلاد.

جاء ذلك، في اتصال هاتفي بين الزعمين، الجمعة، فيما بدا أنها رسالة روسية إلى الرئيس الأمريكي الجديد "جو بايدن"، الذي تقف بلاده مع معارضي "مادورو".

وقال بيان صادر عن الكرملين، إن "بوتين" و"مادورو" أجريا محادثات هاتفية حيث تطرقا "بطريقة بناءة وودية إلى القضايا الملحة لتطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وفنزويلا".

وأضاف البيان أن الرئيسين ركزا "اهتماما خاصا على التعاون في مجال مكافحة انتشار عدوى فيروس كورونا".

وخلال الاتصال، أعرب "مادورو"، عن شكره على بدء توريدات لقاح "سبوتنيك V" الروسي، إلى فنزويلا في فبراير/شباط الحالي.

كما أطلع "مادورو" نظيره "بوتين"، على "الأوضاع الحالية في الجمهورية، بما في ذلك في سياق الضغوط التي تتم ممارستها على فنزويلا من الخارج".

وذكر "الكرملين" أن "بوتين" أعرب عن دعم بلاده "لجهود السلطات الفنزويلية الرامية إلى تعزيز سيادة البلاد".

وأكد الطرفان خلال مناقشة الأجندة الثنائية التصميم المشترك على تعزيز العلاقات متبادل المنفعة في مختلف المجالات.

واعتبر مراقبون، هذا الاتصال بمثابة رسالة روسية فنزيولية إلى "بايدن"، الذي قالت إدارته إنها لا تعتزم التواصل المباشر مع "مادورو"، الذي تعتبره "ديكتاتوراً"، ولا تعترف به رئيساً شرعياً لفنزويلا.

ويتماشى موقف الإدارة الأمريكية الجديدة مع توجّه إدارة الرئيس السابق "دونالد ترمب"، في هذا الملف.

وكانت إدارة "ترامب" قد فرضت عقوبات اقتصادية عدّة على فنزويلا، تشمل حظراً نفطياً لا يزال سارياً منذ عام 2019، في محاولة للإطاحة نظام "مادورو" الاشتراكي الذي تصفه الولايات المتحدة بـ"المستبدّ".

وبعد برود في العلاقات بين البلدين استمر سنوات، انقطعت العلاقات الدبلوماسية نهائياً بين كراكاس وواشنطن في 23 يناير/كانون الثاني 2019، إثر اعتراف واشنطن بزعيم المعارضة "خوان جوايدو"، رئيساً موقّتاً لفنزويلا.

وعلى أثر فوز "بايدن"، في الانتخابات الأمريكية، هنأه "مادورو" من أسماه "السياسي المخضرم"، قائلاً إن فنزويلا "مستعدة للحوار والتفاهم الجيد مع شعب الولايات المتحدة وحكومتها".

وكرر الموقف نفسه في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ويتعامل "بايدن"، مع وضع دبلوماسي حساس تفاقم بسبب الأزمة الاقتصادية المعقدة في فنزويلا، ولذلك يتوقع الخبراء تبنى الولايات المتحدة تكتيكات مختلفة ومتكاملة لحل الموقف.

واتفق مراقبون، على أنه بالرغم من أن استراتيجية "بايدن" ستبقي على الجوانب الرئيسة من إدارة "ترامب"، مثل دعم الولايات المتحدة لـ"جوايدو"، إلا أن الإدارة الجديدة ستركز على إيجاد سبل دبلوماسية لحل الوضع الفنزويلي.

كما أشاروا إلى أن الإدارة الأمريكية تظهر درجة أكبر من المرونة والاستعداد للدخول في حوار مع كاراكاس.