استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حماس وضرورة المراجعة قبل فوات الأوان

الثلاثاء 23 فبراير 2021 09:50 ص

حماس وضرورة المراجعة قبل فوات الأوان

آخر أخطاء حماس الموافقة على إجراء انتخابات فلسطينية عامة خلال 2021 وهذه الانتخابات بالنسبة لحركة حماس كإدمان القمار.

المشكلة الأساس أن حماس طوال 33 عاما هي سنوات عمرها لم تُجر أي مراجعات (على الأقل في العلن) ولم تعترف بأي أخطاء!

حماس بعد 15 عاماً من انتخابات 2006، التي أدت إلى الانقسام، لم تحسم الجدل بشأنها ولا يوجد أي حوار حقيقي، أو مراجعة علنية لهذا المسار.

الانتخابات محاولة خاسرة لتعويض خسائر منيت بها الحركة نتيجة مشاركتها في انتخابات 2006 أو محاولة لتصحيح الخطأ السابق بخطأ آخر أكبر منه.

بدون مراجعات ستتراكم الأخطاء ويؤدي كل خطأ لإنتاج خطأ آخر كما بالنسبة لانتخابات 2021 التي هي نتيجة مأزق نتج عن المشاركة في 2006.

خطأ 2006 ثم خطأ 2021 حولا حماس من حركة تحرر وطني إلى حزب سياسي يُنافس على مقاعد في برلمان.. والمصيبة أنه برلمان تحت الاحتلال.

*     *     *

تحتاج حركة حماس إلى مراجعة عاجلة وحثيثة لسياساتها السابقة، ومآلات هذه السياسات تمهيداً لوضع برنامج سياسي، وخطة عمل جديدة للمستقبل.

هذه المراجعة يجب أن تتم على قاعدة أنها أصبحت حركة جماهيرية، تستحوذ على مساحة كبيرة من المشهد الفلسطيني، وتلعب دورا مهما في السياسة ولم تعد تنظيما سرياً يضم العشرات فقط.

وما لم تتحرك حماس سريعاً باتجاه المراجعة، وإعادة تصحيح المسار قبل فوات الأوان، فإن الأخطاء سوف تتراكم والمآل سوف يكون بائسا، وفي هذا الحديث تفصيل كثير.

آخر الأخطاء التي ارتكبتها حماس، هو الموافقة على إجراء الانتخابات الفلسطينية العامة، خلال العام الحالي 2021، وهذه الانتخابات بالنسبة لحركة حماس كلعبة القمار، التي كلما خسر فيها اللاعب، تمسك أكثر باللعبة أملاً بتعويض خسائره السابقة.

أي أن هذه الانتخابات ليست سوى محاولة خاسرة لتعويض الخسائر التي منيت بها الحركة نتيجة مشاركتها في انتخابات عام 2006، كما أنها محاولة لتصحيح الخطأ السابق بخطأ آخر أكبر منه.

حركة حماس تأسست عام 1987، وسرعان ما تحولت إلى حركة جماهيرية تضم أعداداً كبيرة من الفلسطينيين، وأعدادا أخرى من المناصرين في الداخل والخارج.

كما أنها تصدرت مقارعة الاحتلال، عندما انشغل الآخرون بمسار التسوية، ومن ثم أصبحت جزءاً من السلطة الفلسطينية عبر انتخابات 2006، وها هي اليوم تحاول الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية، من بوابة «المجلس الوطني الفلسطيني».

المشكلة الأساس التي تعاني منها، هي أنها طوال 33 عاما هي سنوات عمرها لم تُجر أي مراجعات (على الأقل في العلن) ولم تعترف بأي أخطاء، وقد آن الأوان فعلاً لتفعل ذلك.

وإلا فإن أزمات الحركة سوف تتفاقم، وسوف تنعكس على الشعب الفلسطيني فوراً، باعتبار أنها تتشارك مع حركة فتح إدارة المشهد. ثمة عدد من المحطات المهمة خلال العقود الثلاثة الماضية من مسيرة حماس تستوجب المراجعة:

أولاً، المشاركة في انتخابات 2006 ومآلات تلك المشاركة على المشهد الفلسطيني ككل، وعلى الحركة بشكل خاص، وما إذا كانت حماس أصابت أم أخطأت، لأن الجواب على هذا السؤال يُساعد في اتخاذ قرار بشأن المشاركة في انتخابات 2021 أم لا.

المؤسف أن حماس بعد 15 عاماً من تلك الانتخابات، التي أدت إلى الانقسام، لم تحسم الجدل بشأنها ولا يوجد أي حوار حقيقي، أو مراجعة علنية لهذا المسار، بل إن قادة وعناصر حماس يتعاملون مع كارثة بحجم هذه الانتخابات على قاعدة أنها «شغلة وصارت» أو يقول لك أحدهم «صارت قصة قديمة».. علماً بأن الشعب الفلسطيني بأكمله يدفع، حتى اليوم ثمن ذلك الخطأ.

ثانياً، أوقفت حركة حماس العمليات الانتحارية (أو الاستشهادية) بشكل مفاجئ قبل أكثر من 15 سنة، ولم نعرف حتى الآن سبب وقف تلك العمليات، ولا تقييم النتائج لتلك العمليات، ولم تعترف حماس بأنها كانت على حق، أم على خطأ بتلك السياسة؟!

ولو كانت صوابا فلماذا توقفت، وإن كانت خطأ فلماذا لم تعترف حماس بالخطأ.. لا أحد يعلم ما الذي جرى ويجري بخصوص السياسة العسكرية للحركة، وكأن الشعب الفلسطيني لا علاقة له بالأمر.

ثالثاً، في عام 2012 أعلنت حماس لأول مرة تخليها عن النظام السوري، وتأييدها للثورة ضد النظام، الذي كان حليفاً لها. وهو ما يبدو أنه تكرار لخطأ منظمة التحرير في لبنان خلال عقد السبعينيات، فهل كان قرار فك الارتباط مع سوريا (ومعها إيران وحزب الله طبعا) صواباً أم خطأ؟ وهل حدثت أي مراجعة؟

رابعاً، في عام 2017 أصدرت حماس «الوثيقة السياسية» ومنذ ذلك التاريخ لا يعلم إلا الله ما هي أسباب وخلفيات صدور تلك الوثيقة، التي تتضمن جملة من المتناقضات، حيث توقف الحديث عن الوثيقة فجأة بعد إعلانها، ولم نجد أي ارتباط بين صدورها والأحداث اللاحقة.

وبينما تتزايد الأسئلة عن استراتيجيات الحركة وسياساتها، تتجه اليوم إلى المشاركة في انتخابات عامة جديدة، وهي انتخابات سرعان ما تبين من رسالة سرية مسربة بعث بها الأسير إبراهيم حامد، أن قرار المشاركة تم اتخاذه من دون الرجوع إلى مؤسسات الحركة (مجلس الشورى على ما يبدو) بما يعني أنه قرار تم اتخاذه على عجل ومن دون دراسة أو مشاورات كافية.

خلاصة القول، إن حركة حماس تحتاج إلى عقد مؤتمر عام عاجل لإجراء مناقشات ومراجعات جذرية حول السياسات والاستراتيجيات التي تتبناها، من أجل تحديد مواطن الصواب ومواطن الخطأ، وتصحيح المسار فوراً، بناء على الخلاصات والمراجعات.

وما لم يحدث ذلك سريعاً فهذا سيعني أن الأخطاء ستتراكم، وسوف يؤدي كل خطأ إلى إنتاج خطأ آخر، كما هو الحال بالنسبة لانتخابات عام 2021 التي هي في الحقيقة نتيجة لمأزق نتج عن المشاركة في 2006، وكلاهما حولها من حركة تحرر وطني إلى حزب سياسي، يُنافس على مقاعد في برلمان.. والمصيبة أنه برلمان تحت الاحتلال.

* محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الانتخابات الفلسطينية، حماس، مراجعات، العمليات، الاستشهادية، انتخابات 2006، الانقسام، حركة تحرر وطني، برلمان، الاحتلال، الوثيقة السياسية،