إدارة بايدن تفرد أوراقها
بات التموضع الاميركي بالمنطقة واضحا وبدأ سريعا وننتظر رسالتهم لمصر وتبدو ايران على رأس الاهتمامات.
بايدن لن يأتي للمنطقة برؤية الحزب الديمقراطي التقليدية أو يكون نسخة عن أوباما لكنه سيبقى متأثرًا بإرث ترامب.
هل هناك توجه اميركي بفتح قنصلية في بالقدس تتعامل مع السلطة الفلسطينية وان اتصالًا وشيكًا سيكون بين بايدن وعباس؟
* * *
كأنها ارادت ان تقول للمنطقة امرا ما، كأنها تهمس في الآذان ان الاوراق باتت على الطاولة، هذا ما يمكن فهمه من سلوك ادارة الرئيس بايدن خلال اليومين الماضيين.
رسالة لإيران من خلال الضربة الجوية لميليشيا "حزب الله" و"سيد الشهداء" عند الحدود السورية العراقية، ردا على استهداف قنصليتها في اربيل، ضربة محدودة، تريد ان تقول فيها لإيران بأن كل الخيارات مفتوحة.
الرسالة الاخرى كانت موجهة للسعودية، فقد تزامن اتصال بايدن بالملك سلمان مع إصدار الاستخبارات الاميركية تقريرها، المتعلق باغتيال جمال خاشقجي والمذكور فيه بشكل مباشر عن مسؤولية ولي العهد عن الجريمة.
بايدن يتحرك بذكاء، فقد تجنب ان يكون الرد في العراق، فلم يحرج الكاظمي، لكنه بالمقابل يقول لإيران ان الخيارات مفتوحة، وساحة سوريا متاحة، وان الدبلوماسية للعودة للاتفاق النووي مشرعة الابواب.
رسالة تقرير خاشقجي، المتزامنة مع الاتصال بين بايدن والملك سلمان بن عبد العزيز، ايضا كانت مقصودة، فهناك تأسيس على علاقة جديدة مختلفة، لكنها تراعي المصالح الإستراتيجية بين البلدين.
قلتها سابقا: بايدن لن يأتي للمنطقة برؤية الحزب الديمقراطي التقليدية، لن يكون نسخة عن أوباما، لكنه سيبقى متأثرًا بإرث ترامب، فقد يتكيف حينًا، وقد يحاول التملص بوضوح احيانا كثيرة.
تَرِد أخبار ان هناك توجهًا اميركيًّا حقيقيًّا بفتح قنصلية في القدس تتعامل مع السلطة الفلسطينية، وان ثمة اتصالًا وشيكًا سيكون بين بايدن والرئيس محمود عباس.
هذا يعني ان التموضع الاميركي في المنطقة بات واضحا وبدأ سريعا، وننتظر رسالتهم لمصر، وعندها يمكن القول كيف ستكون الأولويات، وتبدو ايران على رأس الاهتمامات.
* عمر عياصرة كاتب وإعلامي، عضو مجلس النواب الأردني
