هآرتس: أردوغان يستعد لضغوط شديدة من بايدن.. إلى متى سيصبر رئيس أهم قوة بالشرق الأوسط؟

الاثنين 8 مارس 2021 09:20 ص

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" يستعد لضغوط شديدة من نظيره الأمريكي "جو بايدن"، في الوقت الذي ينتظر فيه مكالمة الأخير، الذي يبدو أن إدارته تتخذ نهجًا مختلفًا تجاه تركيا عما اتبعته إدارة "دونالد ترامب".

وأشارت الصحيفة إلى أن اتصال "بايدن" بـ"أردوغان" سيأتي في مرحلة ما رغم تأخره مثلما هو الحال مع رؤساء دول العالم الثالث، ولكن السؤال المهم هو إلى متى سيصبر الأخير وهل سيقبل رئيس أهم قوة في الشرق الأوسط أن يتعامل نفس معاملة هؤلاء الرؤساء.

ووفق الصحيفة، فإن "أردوغان" يقوم الآن بتجهيز نفسه لضغوط شديدة من واشنطن، إذا أعلن الأسبوع الماضي عن خطة إصلاح من 11 نقطة سيتم تنفيذها على مدى العامين المقبلين، وتتضمن إدخال تحسينات على نظام العدالة والتعامل مع التحقيقات وتوسيع نطاق حرية التعبير وفرض عقوبات لمكافحة العنف ضد المرأة.

"لكن، لا تزال الخطة تفتقر إلى التفاصيل وستتطلب تمرير تشريعات وربما أيضًا تغييرات على الدستور، لكن إذا تم تنفيذها، فقد تكون خطوة مهمة على الطريق الطويل لإزالة الضرر الذي ألحقه أردوغان بحقوق الإنسان في بلاده"، بحسب "هآرتس".

والثلاثاء، أعلن الرئيس التركي، عن خطة عمل الإصلاح القضائي وحقوق الإنسان في البلاد، متضمنة 393 فعالية مختلفة لتحقيق تسعة مبادئ عامة و50 هدفاً، تركز على تعزيز الحريات العامة وتأهيل الكوادر القضائية والقوى الأمنية، وصولاً إلى دستور مدني جديد.

مكالمة "بايدن"

وبحسب الصحيفة، "ينتظر أردوغان أيضًا مكالمة بايدن، وإذا كان يتساءل عن المدة التي سيحتاجها للانتظار ، فقد حصل على إجابة لاذعة إلى حد ما الأسبوع الماضي من المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، التي قالت إن بايدن سيجري المكالمة في مرحلة ما".

وقالت "ساكي": "من المؤكد أن لدى الرئيس العديد من قادة العالم الذين لا يزال بحاجة إلى الاتصال بهم، وسيقم بذلك في الأسابيع والأشهر المقبلة". أسابيع؟ شهور؟ هل سيجد أردوغان، رئيس إحدى أهم القوى في الشرق الأوسط نفسه مجمعاً مع زعماء دول العالم الثالث الذين سيكون انتظارهم لتلك الدعوة طويلاً؟".

وعلى مدى السنوات الأربع الماضية وفق "هآرتس"؛ "تمكن أردوغان من ممارسة الضغط على دول الاتحاد الأوروبي، واصفاً إياهم بأنهم مؤيدون للإرهاب بسنن السماح للمنظمات الكردية بالعمل على أراضيهم، واتهمهم بالنفاق والفشل في تقديم المساعدة لزميل من أعضاء الناتو (تركيا)".

"ترامب" في ظهر "أردوغان"

"وخلال تلك السنوات الأربع، كان الرئيس دونالد ترامب إلى جانبه وخلفه، يربت على ظهر الرئيس التركي وينظر إليه كشريك مناسب في عداوتهم لأوروبا، فقط عندما تم القبض على مواطنين أمريكيين في تركيا، نأى ترامب بنفسه عن أردوغان وفرض عقوبات على تركيا دون تردد، لم يكن السجناء والمعتقلون السياسيون الأتراك مهتمين بترامب، ولا سيما الصحفيين أو ممثلي جماعات حقوق الإنسان"، هكذا رأت الصحيفة.

وتوقعت "هآرتس" أن "يتخذ بايدن نهجًا مختلفًا، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالسجناء السياسيين الذين أصبحوا محط اهتمام دولي. أحدهم هو الصحفي محمد بارانسو ، الذي يصادف هذا الشهر 6 أعوام في السجن بسبب مزاعم معتادة بدعم الإرهاب ضد المؤسسات الحكومية ونية تقويض أسس الدولة. وقد حُكم عليه بالسجن 19 عامًا في بعض التهم ، وإذا أدين بارتكاب جرائم أخرى، فقد يقضي 36 عامًا خلف القضبان".

وكشف "بارانسو" عن وثائق تظهر أنه في عام 2004، خطط الجيش التركي وحزب العدالة والتنمية بزعامة "أردوغان" لتدمير حركة "فتح الله جولن"، كما كشف أيضا أنه نتيجة لتقارير استخبارية خاطئة، قصفت القوات الجوية التركية في عام 2011 قرية أولوديري الكردية التركية، مما أسفر عن مقتل 34 مدنياً.

وتقول الصحيفة إن "بارانسو كان محبوبًا في البلداية لدى الحكومة التركية، كان ذلك عندما أبلغ عن فضيحة في عام 2003، بعد وقت قصير من وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة. كان العديد من كبار الضباط العسكريين يعتزمون إثارة بلبلة من خلال مهاجمة مسجدين وإسقاط طائرة تركية فوق بحر إيجه ثم إلقاء اللوم على اليونانيين. كان هدفهم إثارة غضب شعبي واسع من شأنه أن يوفر ذريعة للجيش للقيام بانقلاب عسكري ، كما حدث في أعوام 1960 و1971 و1980، وهو التقرير الذي استخدمه أردوغان لتطهير الجيش من خصومه".

"أردوغان" وحقوق الإنسان

لكن في الوقت نفسه، وفق الصحيفة، فإن "نظام أردوغان أغلق منافذ إعلامية منذ المحاولة الفاشلة للإطاحة به في عام 2016، ووفقًا لوزير الداخلية التركي سليمان صويلو ، هناك 25467 شخصًا مرتبطين بحركة كولن في السجن الآن".

ولفتت الصحيفة إلى أن جماعات ضغط ومعارضون أتراك "بايدن" بالتصدي لـ"أردوغان"، ومنها مجموعة تُدعى "دعاة إسكات تركيا"، تضم في عضويتها محامين وقضاة وصحفيين ومثقفين، بعض أقاربهم مسجونين في تركيا لانتمائهم لحركة "جولن".

ودفع تحرك هؤلاء الناشطين وفق "هآرتس"؛ نحو 180 عضوًا في الكونجرس للتوقيع على رسالة إلى الرئيس "جو بايدن" يطالبون فيها بأن يكون قمع حقوق الإنسان في تركيا أولوية قصوى لإدارته وأن تطالب بالإفراج الفوري عن السجناء السياسيين في تركيا.

وترى الصحيفة أنه "لا يحتاج بايدن إلى التشجيع من رسائل من أعضاء الكونجرس. أصبحت قضية حقوق الإنسان بشكل عام وفي تركيا والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص جزءًا لا يتجزأ من أجندته الدبلوماسية، لا سيما بعد تقرير الاستخبارات حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، والذي يلقي بالمسؤولية المباشرة عن الجريمة على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان".

وقالت إن "بايدن قرر عدم معاقبة بن سلمان مباشرة، لكنه لم يكرمه حتى الآن بمكالمة هاتفية".

المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بايدن أردوغان كولن حقوق الإنسان تركيا أمريكا ترامب جولن

زعيم المعارضة التركية يبادر بتهنئة بايدن قبل أردوغان.. هل بدأ الود؟

أول اتصال هاتفي.. بايدن يتفق مع أردوغان على عقد لقاء في يونيو