استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

رئيس الحكومة العالق

الخميس 18 مارس 2021 10:19 ص

رئيس الحكومة العالق

يهتف المحتجون: «يسقط حكم المصرف»، الذي يُحملونه مسؤولية الانهيار المريع في سعر الليرة.

بسبب انهيار الليرة أصبحت قيمة مرتب رئيس الحكومة العالق أقل من 1000 دولار شهريا.

اعتاد زعماء لبنان ألا يتفقوا قبل التوافق على تقاسم المقاعد والمغانم مما يستغرق أحياناً سنوات لا شهورا.

ينقل عن دياب الذي يصف نفسه بـ«رهينة السياسة اللبنانية» قوله: «إنها الوظيفة الوحيدة في العالم التي تستقيل منها ثم تصبح عالقاً».

يوجه المحتجون سهامهم نحو حاكم مصرف لبنان المركزي رمز النخبة الاقتصادية المالية المتحكمة والغطاء السياسي الاجتماعي لها ممثلاً بزعماء الطوائف

*     *     *

لعلّ رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسان دياب هو الأسوأ حظاً بين رؤساء الحكومة الذين تعاقبوا على المنصب في بلد عُرف بتكرار تغيير الحكومات ورؤسائها فيه.

فدياب الأكاديمي والتكنوقراط المولود في عام 1959، جاء إلى رئاسة الحكومة بعد مخاض عسير، إثر استقالة سعد الحريري، على خلفية الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي شهدتها كافة المدن والبلدات اللبنانية في 2019، ضد النخبة المتنفذة وزعماء الطوائف تحت العنوان الشهير: «كلن يعني كلن».

أصبح دياب رئيساً للحكومة في ديسمبر/كانون الأول 2019، ولم تمض سوى شهور قليلة، حتى وقع الانفجار المروع في مرفأ بيروت، بفعل تخزين مواد شديدة الانفجار فيه منذ سنوات.

وكان على الرجل أن يدفع ثمن خطأ، لا بل جريمة لا يد لحكومته الجديدة فيها، فكل الحكومات السابقة وحتى رؤساء الجمهورية على علم بذلك، ولكن لم يجر تحريك ساكن لاتقاء الكارثة قبل وقوعها.

أمام موجة غضب شعبي عارم استقال دياب من منصبه، ليواصل، مع حكومته، تصريف الأعمال ريثما يتفق ساسة لبنان المتنازعون فيما بينهم على تشكيل حكومة جديدة.

جرى تسمية سعد الحريري، مرة أخرى، رئيساً لها، لكن دون أن ينجح، حتى اللحظة، في ذلك، رغم الضغوط الدولية، الفرنسية خاصة، على زعماء لبنان بالإسراع في تشكيلها، ولكن هؤلاء الزعماء اعتادوا ألا يتفقوا، قبل أن يصلوا إلى توافق على تقاسم المقاعد والمغانم فيما بينهم، وهذا أمر يستغرق أحياناً سنوات لا شهوراً.

ولعلّ لبنان من البلدان النادرة التي يمكن أن يبقى فيها فارغاً لا منصب رئيس الحكومة وحده، وإنما حتى منصب رئيس الجمهورية، وعلى الناس والبلد، رغم ذلك، تدّبر الأحوال، وعلى هذا ينطبق ما عناه الفنان زياد الرحباني في أغنية ساخرة عن أحوال وطنه تقول: «شي عجيب/ كيف ماشي؟/ بس ماشي».

حين يخرج المحتجون إلى الشوارع اليوم لا يهتفون: «يسقط حسان دياب»، فهم يدركون أن الرجل لا حول له ولا قوة، بل إنهم صاروا يوجهون السهام نحو حاكم مصرف لبنان المركزي، رمز النخبة الاقتصادية – المالية المتحكمة، والغطاء السياسي – الاجتماعي لها ممثلاً في زعماء الطوائف، حين يهتفون: «يسقط حكم المصرف»، الذي يُحملونه مسؤولية الانهيار المريع في سعر الليرة.

بسبب هذا الانهيار تقول «الفاينانشال تايمز» إن قيمة مرتب رئيس الحكومة العالق أصبحت أقل من 1000 دولار في الشهر، وعن دياب نفسه، الذي يصف نفسه ب «رهينة السياسة اللبنانية» تنقل الصحيفة قوله: «إنها الوظيفة الوحيدة في العالم التي تستقيل منها ثم تصبح عالقاً».

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

حكومة تصريف الأعمال، لبنان، حسان دياب، سعد الحريري، احتجاجات، انهيار الليرة، مصرف لبنان، مرفأ بيروت، زعماء الطوائف،