قالت وكالة "بلومبرج" إن الليرة التركية تراجعت بنسبة كبيرة بلغت 17% في التعاملات الآسيوية المبكرة، عقب القرار المفاجئ للرئيس "رجب طيب أردوغان" باستبدال محافظ البنك المركزي للبلاد.
وفي وقت سابق الأحد، قرر "أردوغان" بشكل مفاجئ، تعيين "شهاب قاوجي أوغلو" محافظا جديدا للبنك المركزي، بدلا من "ناجي أقبال"، الذي رفع سعر الفائدة الرئيسي من 10.25% إلى 19%، منذ نوفمبر/تشرين الثاني.
ووفقا لـ"بلومبرج"، بلغ سعر صرف الليرة 8,3974 للدولار الأمريكي في الساعة 7,53 صباح الإثنين بالتوقيت المحلي لمدينة ويلنغتون عاصمة نيوزيلندا (قرب منتصف ليل الأحد بتوقيت تركيا)، وهو أدنى معدل منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأضافت الوكالة أن قرار "أردوغان" بإقالة "إقبال"، الذي سعى إلى استعادة مصداقية البنك المركزي، مثل ضربة لثقة المستثمرين، وتسبب في إثارة المخاوف من أن البلاد قد تسير مجددا في مسار أسعار صرف متدنية للغاية.
ونقلت "بلومبرج" عن "بير همرلوند"، كبير خبراء الأسواق الصاعدة الاستراتيجيين لدى مصرف سكاندينافيسكا إنسكيلدا بنكن "إس إي بي" في ستوكهولم، قوله إن "رأس المال يهرب اليوم الإثنين والبنك المركزي التركي ليس لديه سوى موارد محدودة لحماية الليرة".
وقال إنه "لا يمكن استبدال محافظ بنك مركزي متشدد بمحافظ وديع من دون أن تتوقع الأسواق حدوث تحول في السياسة".
ووفق "بلومبرج"، فإن ظروف إقالة "إقبال" التي جاءت بعد يومين من رفع أسعار الفائدة "ستؤدي إلى تحول أكثر حدة في توقعات المستثمرين".
وعقب تعيينه، تعهد "شهاب أوغلو"، الذي حل محل "إقبال"، باستخدام أدوات السياسة النقدية بشكل فعال لتحقيق استقرار دائم في الأسعار.
وأضاف أن اجتماعات لجنة السياسة النقدية ستعقد وفقًا للجدول الزمني المعلن سابقا، وسيتم استخدام قنوات الاتصال مع جميع الشركاء بشكل فعّال بما يتماشى مع مبادئ الشفافية والقدرة على التنبؤ.
وأكد أنّ تراجع التضخم سيساهم في خلق الظروف اللازمة للنمو المستدام الذي من شأنه زيادة الاستثمار والإنتاج والصادرات والتوظيف، في إشارة إلى التزامه بسياسة طالما دافع عنها الرئيس "أردوغان"، الذي يرى في زيادة سعر الفائدة أصل كل الشرور الاقتصادية.