استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

دانيال كورتزر : العدوان على غزة.. خطة تسوية مستدامة

الثلاثاء 12 أغسطس 2014 12:08 م

دانيال كورتزر (سفير أميركي سابق في مصر، وإسرائيل، وأستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة برنستون) واشنطن بوست - 12 أغسطس/آب 2014

قد تكون الجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء القتال في غزة قد وصلت إلى مأزق.

وفي المحادثات الجارية في القاهرة، تقدمت إسرائيل بطلب لنزع الأسلحة في غزة، وهو طلب لم يلق قبولاً بطبيعة الحال.

وتقول إسرائيل إنها طورت آلية تكنولوجية لمواجهة الأسلحة التي طورتها «حماس» ولكن هذا ببساطة ليس حلاً دائماً لمشكلة العنف المحتمل، ولا يمكن أن يكون بديلاً أيضاً عن السلام.

وقد لا يحظى أيضاً طلب «حماس» بالإفراج عن الأسرى، وإعادة فتح معابر غزة، بقبول غير مشروط.

وإسرائيل لن تسلم الأسرى لـ«حماس».

وحتى لو أعيد فتح المعابر فلن تشارك الحركة في إدارتها.

وعلى رغم محاولة بناء تحالف سياسي ضد إسرائيل، يتوقع أن تخرج «حماس» من هذه الحرب دون مؤيدين كثر، وقد لا يؤيدها إلا قطر وتركيا، بينما هناك الكثير من الأطراف الدولية والعربية تعارض ما تمثله «حماس».

وما لم تمهد إسرائيل والفلسطينيون طريقاً للسير قدماً نحو السلام، فإن هذه المواجهات العنيفة ستتكرر كل بضع سنوات، بينما تتعزز القوة العسكرية لأطراف الصراع ببساطة أثناء الفترات الفاصلة بين الحروب.

وفي يوم الأحد الماضي، قال نتنياهو إن بلاده قد تنأى بنفسها عن محادثات الهدنة التي تتوسط فيها مصر مع «حماس».

وكان الوفد الفلسطيني رفض مد هدنة مؤقتة استمرت 72 ساعة وانتهت يوم الجمعة، قائلاً إن شروطه لتمديدها لم تتحقق، ومن بينها رفع الحصار المفروض على القطاع.

وبالإضافة إلى أمور أخرى عديدة أبرزتها هذه الحرب، فقد أوضحت بجلاء أن حكم الأمر الواقع في المعترك الإسرائيلي الفلسطيني لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية.

ولكن المدهش في الأمر أن الزعماء في الجانبين لم يروا هذا وتشددوا في مواقفهم أكثر بدلاً من أن يدركوا الحاجة إلى حلول دبلوماسية مستدامة.

فقد قال نتنياهو إن بلاده لن تتخلى أبداً عن السيطرة الأمنية على الضفة الغربية، وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن فلسطين ستسعى للانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية.

والزعماء الإسرائيليون والفلسطينيون الحاليون ربما لا يرون مخرجاً قريباً للصراع، ولكنني أرفض أن أرى صراعاً بلا نهاية، أو صراع أمر واقع بشكل مستدام.

وهناك طريق يقود إلى الأمام يستطيع أن يترجم حلول الصراع في غزة إلى شيء ذي مغزى وإيجابي.

والسلام الدائم يتطلب في كثير من الأحيان نهجاً إبداعياً متعدد الأبعاد.

أولاً: يتعين على المجتمع الدولي أن يلعب دوراً أكثر بروزاً بكثير في صناعة السلام.

ومنذ عام 2002 وهناك مبادرة سلام عربية مطروحة على الطاولة، كما أن ثمة اهتماماً متزايداً بتطوير نهج إقليمي للسلام.

وفي الوقت نفسه، فالقضية الآنية المطروحة حالياً هي كيفية حكم غزة وخلق ظروف تؤدي إلى إحلال السلام.

وتستطيع الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، ودول عربية محورية مثل مصر والسعودية والأردن وأطراف أخرى، وضع ترتيبات لحكم انتقالي في غزة باعتباره وسيلة لمعالجة الحاجات الفورية للسكان، مع تمهيد الطريق لاضطلاع السلطة الفلسطينية بالمسؤولية كاملة عنها في نهاية المطاف.

ومثل هذه الترتيبات ستيسر حماية المدنيين الفلسطينيين، وهي قضية من المؤكد أنها مهمة للدبلوماسيين في الفترة المقبلة.

ولمنح هذه الفكرة ثقلاً قانونياً وسياسياً، يستطيع مجلس الأمن الدولي أن يطلب من دول عربية محورية أن تشكل هيئة مؤقتة تستطيع أن تنسق عن كثب مع مجلس الوزراء الفلسطيني الذي تشكل في مايو من هذا العام.

والهيئة المؤقتة هذه يمكن أن تبدأ نزع أسلحة كل المليشيات، وتيسر نشر قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية للحفاظ على الأمن.

وفي الوقت نفسه، يجري إعداد آلية أمنية مدعومة دولياً لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة.

ويمثل هذا عامل دفع لإعادة فتح ممرات غزة ومعابرها لتوفير سياق آمن للجهود الدولية لإعادة الإعمار وتنمية الاقتصاد الفلسطيني.

والاتحاد الأوروبي في موقع جيد يؤهله لأن يأخذ بزمام المبادرة، وقد طرح بالفعل عدداً من المقترحات المهمة لإعادة إعمار غزة.

ثانياً: وفي الوقت الذي تظهر فيه هذه التدابير الانتقالية، تعقد اللجنة الرباعية مؤتمراً إقليمياً يتم من خلاله إطلاق محادثات سلام جادة وعملية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، للتوصل إلى رؤية لحسم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأصلي.

ولضمان نجاح المؤتمر وما يتلوه من مفاوضات، على الرباعية الدولية أن تطرح بنوداً مرجعية على أن تكون هناك مشاركة فاعلة من قِبل الدول العربية.

وبالإضافة إلى هذا فعندما ينعقد المؤتمر، يمكن للسلطة الفلسطينية أن توافق على تجميد أنشطتها في السعي للحصول على المزيد من الاعتراف من المنظمات التابعة للأمم المتحدة، وتفرج إسرائيل عمن تبقى من الأسرى وتسلمهم للسلطة الفلسطينية بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في يوليو 2013.

وأثناء المفاوضات، تجمد إسرائيل نشاط الاستيطان في المناطق التي احتلتها في يونيو عام 1967 وتكثف السلطة الفلسطينية إجراءاتها لكبح التحريض في وسائل الإعلام والتعليم أيضاً.

وأعرف أن البعض سيشكك في مدى إمكانية تحقق خطة تتطلب كل هذا القدر من الفعالية والالتزام والانخراط المباشر من قبل أطراف من الخارج.

وقد يشكك آخرون في سبب افتراض أن «حماس» ستقبل تهميشها.

وهناك سؤال كبير يتعلق بما إذا كانت الحكومة الحالية في إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية مستعدتين لاتخاذ قرارات صعبة لمجرد عقد مؤتمر، ناهيك عن إجراء مفاوضات قادرة على الصمود والتوصل إلى نتيجة إيجابية.

وبالتأكيد لو كانت هناك خيارات أسهل لكان الحديث عنها أولى وأحرى، ولكان من الأسهل تنفيذها.

ولكن لا توجد خيارات أسهل تجاه ما يؤرق إسرائيل والفلسطينيين معاً.

والتوصل إلى مجرد وقف آخر لإطلاق النار بحكم الأمر الواقع لن يحل شيئاً في المشكلة المزمنة، وأية تهدئة أخرى في أعمال القتال قد لا تؤدي إلا إلى استراحة قصيرة بين حرب وأخرى.

والمزيد من التأخير ليس وراداً أيضاً.

وإنْ كان لنا أن نخرج من المواجهات الحالية ولو بتصور صغير عن حل دائم، وليس حل مؤقت يتهاوى من جديد في غضون أعوام قليلة، فإنه يتعين علينا التوصل إلى صفقة من هذا النوع، ونحن في حاجة أيضاً إلى القيادة القادرة على تحقيق هذا، في النهاية.

  كلمات مفتاحية