استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

عن القدوة و«ملتقاه»: البوصلة والزخم

الثلاثاء 23 مارس 2021 01:10 م

عن القدوة و«ملتقاه»: البوصلة والزخم

منذ البدء ساورتنا المخاوف من «زواج عرفي» يمكن أن ينشأ بين القدوة وبين تيار دحلان!

بدأت فكرة «الملتقى الوطني الديمقراطي» كمحاولة لـ«تغيير النظام» إذ تعذّر إصلاحه من الداخل.

حماس، تبدو سعيدة برؤية فتح منشغلة بحالها وحروب قوائمها وانشقاقاتها وستكون أكثر سعادة إن هي خاضت الانتخابات منفردة.

لا يستبعد أن تنتهي الفكرة كـ«انشقاق نخبوي» عن حركة فتح يستولد ككل الانشقاقات معارك حول «الشرعية» وسجالات لا تنتهي، بين المنظمة الأم والخارجين منها.

إما أن يكون الملتقى فاعلاً في إصلاح النظام الفلسطيني على طريق تغييره وإما أن يلتحق بمشروع إقليمي مشبوه مهما حاول أن «يتطّهر» من ذنوبه وخطاياه.

*     *     *

بدأت فكرة «الملتقى الوطني الديمقراطي»، كمحاولة لـ«تغيير النظام» إذ تعذّر إصلاحه من الداخل. انتهينا حتى الآن، بفصل ناصر القدوة من لجنة فتح المركزية، وتجريده من موقعه على رأس «مؤسسة ياسر عرفات»...

بدأت الفكرة، كتيار وطني عريض، يحظى بدعم نشط من القائد الأسير مروان البرغوثي، فإذا بمحمد دحلان يطلق شبحه ليحوم حوله، وإذا بالملتقى يفقد تأييد كوادر وقيادات فتحاوية، نأت بنفسها عنه في ربع الساعة الأخير.

ولا نستبعد أن تنتهي الفكرة كـ«انشقاق نخبوي» عن حركة فتح، يستولد ككل الانشقاقات، معارك حول «الشرعية»، وسجالات لا تنتهي، بين «المنظمة الأم» و«الخارجين من رحمها».

سجال القدوة و«الملتقى» مع فتح وقيادتها، بات يطغي على أي شيء آخر، ليس من أجل هذا كانت الفكرة ولا الملتقى. كان يتعين للملتقى أن يدشن حضوره، بمعزل عن فتح، حتى لا يدخل في معارك معها، ولا يبدو تمرداً عليها.

ربما كانت استقالة القدوة قبل إعلان الملتقى والسعي لتشكيل قائمة منافسة، مستقلة، بهوية متمايزة، ربما كان هذا هو الخيار الأسلم، حتى لا تضيع فكرة الملتقى ومشروعه، في دوامة الصراع مع فتح.

اللافت، أن ليس ثمة سجال بين الملتقى وحماس، مع أنها الجناح الثاني للنظام الفلسطيني، ومن باب أولى، أن يتوجه الملتقى إليها بـ«سلاح الانتقاد»، لا أن تنحصر معاركه مع فتح والسلطة.

حماس، تبدو سعيدة، وهي ترى فتح، منشغلة بحالها، وحروب قوائمها وانشقاقاتها، وستكون أكثر سعادة، إن هي خاضت الانتخابات منفردة.

قد يقال، إن القدوة والملتقى، وجدا نفسيهما مرغمين على خوض معارك تُفرَض عليهم يومياً، هذا صحيح، بيد أنه صحيح جزئياً، ولا يجوز أن يفضي إلى فقدان البوصلة.

ومن غير المقبول أن يستنزف المشروع نفسه، بمعارك جانبية، لا يبدو أنه الأقدر على حسمها، سيما بوجود أطراف أخرى من النظام، لا تقل مسؤوليتها عن خرابه، عن مسؤولية فتح والسلطة.

على أهمية هذه الملاحظة، إلا أنها ليست أكثر ما يقلقنا على تجربة «الملتقى». فمنذ البدء، ساورتنا المخاوف من «زواج عرفي» يمكن أن ينشأ بينه وبين تيار دحلان.

وكلما تعاظم غزل دحلان وجماعاته بـ«القائد التاريخي»، في إشارة للقدوة، كلما ارتفع منسوب قلقنا، وكلما تكاثرت دعوات هؤلاء للتكاتف، تحت شعارات «وحدة وطنية» و«التقاط اللحظة» و«تغيير النظام»، كلما وضعنا أيدينا على قلوبنا، خشية أن تنجح مشاريع إقليمية متصهينة، في بناء رأس جسر لها في العمق الفلسطيني.

لا يكاد يمضي يوم واحد، من دون أن ترد أخبار وتقارير عن اتصالات ومشاورات، ومن دون نقرأ عبارات «الغزل المتبادل»، وتحديداً من قبل تيار دحلان حيال القدوة وأنصاره...

والتقارير تشير إلى أن ثمة صيغ يجري بحثها لإتمام هذا «الزواج العرفي»، سراً و«تسللاً»، إن تعذر إشهاره وسط حشود المدعوين.

حتى الآن، لا نرى اهتماماً من قبل «الملتقى» بتوضيح موقفه من هذه المسألة، مع أنها جوهرية، وربما يتقرر في ضوئها مستقبله وترتسم مصائره، فإما أن يكون لاعباً في مشروع إصلاح النظام الفلسطيني، على طريق تغييره، وإما أن يصبح ملحقاً بمشروع إقليمي، مشبوه، مهما حاول أن «يتطّهر» من ذنوبه وخطاياه.

لا نرى نفياً جازماً، من القدوة شخصياً، لسيل الأنباء الذي لا ينقطع، حول هذه المسألة...ولم نر زخماً بعد حفل الاطلاق الافتراضي للملتقى، مع أن الوقت، يدهم الجميع.

ولا متسع فيه لجلسات المحاكم، ولا للحروب جانبية، فعند نشر هذا المقال، لن يكون قد بقي على تسجيل قوائم المرشحين للانتخابات المقبلة، سوى أسبوع واحد فقط.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور

  كلمات مفتاحية

فلسطين، فتح، ناصر القدوة، دحلان، الملتقى الوطني الديمقراطي، الملتقى، تغيير النظام، زواج عرفي، حماس،