استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لبنان المنكوب بأمراء الحرب والفساد

الأربعاء 24 مارس 2021 08:53 ص

لبنان المنكوب بأمراء الحرب والفساد

أن يدرج لبنان في عداد «الدول الجائعة»، فهذا أمر، لم يكن ليخطر ببال أي لبناني على الإطلاق.

يبدو لبنان متروكاً لمصيره نهباً لجشع وفساد و«لا أخلاق» حكامه وقادته السياسيين فهل سنندم جميعاً حيث لا ينفع الندم؟

قد يتحول لبنان إلى بؤرة إرهاب في ضوء تردي أوضاع جيشه وأجهزته الأمنية التي لا يكاد يبلغ راتب المجند فيها المئة دولار شهرياً.

طبقة سياسية مذهبية فاسدة بلا كفاءة، «إقطاعية» في تكوينها وعقليتها لا تحكمها قيم أو أخلاق تتربع على عروش الطوائف والمذاهب.

لبنان قد يصبح «كابوس» المنطقة ومصدر موجات هجرة ولجوء ونزوح جديدة لا تقتصر على المشرق بل تطال السواحل الجنوبية للاتحاد الأوروبي.

أمراء حرب لم يملوا استباحة دماء اللبنانيين وأرزاقهم عقودا بلا استعداد لأي تنازل لشعبهم ويقدمون تنازلات مُذلّة للخارج لاستمرار رعايتهم وتمويلهم.

*     *     *

ينضم لبنان إلى قائمة من أربع دول عربية، قالت منظمة الغذاء العالمية، إن قسماً من سكانها، عضّه الجوع بنابه، وأنها باتت بمسيس الحاجة للمساعدة العاجلة، لإطعام أبنائها...

قد يكون الأمر مفهوماً بالنسبة لليمن بعد سنوات سبع عجاف من الحرب فيه وعليه، والصومال، الذي بات مضرب الأمثال في الانقسام وحروب الداخل وأطماع الخارج والقرصنة والإرهاب، وسوريا التي دخلت أزمتها الكارثية عامها الحادي عشر.

لكن أن يدرج لبنان في عداد «الدول الجائعة»، فهذا أمر، لم يكن ليخطر ببال أي لبناني على الإطلاق.

تاريخياً، لعب لبنان دور «الساحة و»المختبر» لمختلف أشكال الصراعات والتدخلات للعواصم القريبة والبعيدة، وكان تشكيل حكوماته، يحتاج إلى ما هو أبعد من مجرد «توافق داخلي» بين قواه السياسية والحزبية والطائفية، إلى توافق إقليمي، واحياناً دولي، لإنجاز هذه المهمة.

اليوم، يتحمل اللبنانيون أنفسهم، من دون رفع اللائمة عن قوى الإقليم ودوله المتنافسة، المسؤولية عن الخراب والكارثة اللتين حلتا بالبلاد، وأهلكتا العباد.

طبقة سياسية، مذهبية، فاسدة، غير كفؤ، «إقطاعية» في تكوينها وعقليتها، لا تحكمها منظومة قيمية أو أخلاقية، تتربع على عروش الطوائف والمذاهب والأقوام!

أمراء حرب قدامى وجدد، لم يملوا من استباحة دماء اللبنانيين وأرزاقهم، منذ قرابة النصف قرن، ولا يظهرون أي استعداد من أي نوع، لتقديم أي قدرٍ من التنازل، لشعبهم، وهم الذين لا يتورعون عن تقديم التنازلات المُذلّة للخارج، من أجل استمرار رعايتهم وتمويلهم ومدّهم بأسباب بقائهم.

نظام طائفي، مخطئ من يعتقد أنه «فوقي» فحسب، فقد تغلغل في القواعد الاجتماعية والشعبية، ولم تستطع ثورة 17 تشرين، وما سبقها ولحقها، من تحركات شبابية وشعبية، أن تجتثه من جذوره، فكلما اقتربت لحظة «تسوية الحساب» مع «كلن يعني كلن»، يُصار إلى إشعال فتيل «فتنة» مذهبية أو طائفية، فترى الناس، ينمازون شيعاً وقبائلاً، ويعودون كالقطيع خلف سادة السرايا والقصور وشيوخ الطوائف وأمراء حربها.

لا يعني إلقاء اللائمة على «قوى الداخل» أننا نقلل من شأن التدخلات الخارجية في شؤون لبنان، فإيران، تفاخر بأنها تمسك بورقته، وأن لها «قولاً فصلاً» في عاصمته وعلى حدوده، ودول الخليج العربية، أدارت ظهرها للبنان، طالما أن حزب الله سيبقى لاعباً مقرراً في شأن تشكيل الحكومات وصوغ برامجها.

وحزب الله قوة عصية على التحجيم والاقتلاع، برغم التراجع الذي أصاب مظلته الشعبية الوطنية، وبيئته الشيعية الحاضنة، والدوامة لن تنتهي على ما يبدو، دون أن يتصاعد «الدخان الأبيض» من مدخنة «التسويات» و»الطبخات» الإقليمية – الدولية، التي يجري إنضاجها بهدوء، وتحديداً بين واشنطن وطهران.

لبنان الذي تعتصره جائحة كورونا، وتضربه أسوأ جائحة اقتصادية ومالية، وعملته الوطنية فقدت 90 بالمئة من قيمتها في غضون عام واحد تقريباً، مهدد بالفوضى والفلتان الأمن، وربما بثورة جياع شاملة، وترتفع في بيئاته المختلفة، مختلف مظاهر الجريمة...لبنان، قد تصبح بعض مناطقه من جديد، حاضنة لقوى التطرف والإرهاب، ورأس «داعش» البشع، قد يطل من بين ثنايا الفقر والبطالة والجوع.

لبنان، قد يصبح «كابوس» المنطقة، ومصدر موجات جديدة من الهجرة واللجوء والنزوح، والمنطقة التي نتحدث عنها، لا تقتصر على المشرق فحسب، بل وتطال السواحل الجنوبية للاتحاد الأوروبي، وقد يتحول إلى بؤرة للإرهاب، في ضوء تردي أوضاع جيشه وأجهزته الأمنية، التي لا يكاد يزيد راتب المجند فيها المئة دولار شهرياً.

لبنان هذا يبدو متروكاً، لمصيره، نهباً لجشع وفساد و«لا أخلاق» حكامه وقادته السياسيين، فهل سنندم جميعاً حيث لا ينفع الندم؟

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور

  كلمات مفتاحية

لبنان، أمراء الحرب، الفساد، الهجرة، إرهاب، ثورة 17 تشرين، حزب الله، طبقة سياسية، طائفية،

شبح الحرب الأهلية يهدد لبنان مع استمرار الجمود السياسي والانهيار الاقتصادي

لبنان.. التظاهرات تصل إلى القصر الرئاسي للمطالبة بحكومة انتقالية

اتهامات لمحافظ البنك المركزي.. بريطانيا تبحث فتح تحقيق في فساد كبير بلبنان