هآرتس: الاتفاق الاستراتيجي مع الصين منح إيران قبلة الحياة في لحظة عصيبة

الاثنين 29 مارس 2021 09:30 ص

اعتبرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن الاتفاق الذي وصفنه بـ"الاستراتيجي" بين إيران والصين منح طهران "فرصة للتنفس في لحظة عصيبة"، وهو ما يطلق عليه مصطلح "قبلة الحياة"، مشيرة إلى أنه سيكون له اعتباراته في الصراع الإيراني الإسرائيلي مستقبلا.

وقالت الصحيفة إن هذا "التطور الاستراتيجي حدث خلال عطلة نهاية الأسبوع في طهران، حيث وقع وزيرا خارجية إيران والصين اتفاقية تعاون عسكري واقتصادي، تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، بعد مفاوضات منذ عدة سنوات".

وأضافت أنه "في العام الماضي، وقبل فترة وجيزة من انتخاب جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة ، تسربت مسودة هذه الاتفاقية وتم نشرها في الصحف الأمريكية".

ووقع وزيرا خارجية البلدين "محمد جواد ظريف" و"وانج يي"، الاتفاق خلال حفل أقيم في وزارة الخارجية في طهران، السبت، بحسب وكالة أنباء "فارس" الإيرانية شبه الرسمية.

وتوج ذلك بزيارة استمرت يومين قام بها "وانج"، وعكست طموح الصين المتزايد للعب دور أكبر في منطقة كانت تمثل الشغل الشاغل للولايات المتحدة لعقود.

ووفق "هآرتس"؛ يبدو أن القرار الإيراني بالتوقيع على هذا الاتفاق كان مدفوعاً بالضغط الاقتصادي الواسع النطاق الذي مارسه الرئيس السابق "دونالد ترامب" على طهران، ومن المشكوك فيه أن يكون النظام في طهران قد اقترب من نقطة الانهيار، كما كان يأمل "ترامب" وصديقه رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو".

وتابعت: "الآن دفع تضافر العقوبات والأزمة الاقتصادية المتفاقمة بسبب انتشار وباء فيروس كورونا إيران إلى توقيع الاتفاقية مع الصين".

والاتفاق يتضمن التزاما إيرانيا بتزويد الصين بالنفط بأسعار منخفضة للسنوات الـ25 المقبلة، في المقابل، ستنفذ الصين مشاريع بنية تحتية واسعة النطاق في إيران، بما في ذلك تعبيد الطرق وبناء الموانئ وإنشاء شبكات اتصالات متطورة.

وبحسب "هآرتس"؛ يبدو أن للاتفاق أيضًا عنصرًا عسكريًا يشمل التعاون العسكري والتطوير المشترك للأسلحة وما يسمى الحرب على الإرهاب".

وبالنسبة للإيرانيين، فإن الاتفاق يعد "مساعدة اقتصادية مهمة وطويلة الأجل تصل في فترة حرجة، والصين ترى الأشياء بشكل مختلف، استثماراتها في إيران ليست سوى جزء صغير من استراتيجيتها الأكبر التي تسمى مبادرة الحزام والطريق، هدفها الرئيسي هو ضمان النفوذ الصيني وفتح القنوات لنقل البضائع الصينية من شرق ووسط آسيا إلى الشرق الأوسط وأوروبا"، هكذا أكملت الصحيفة.

ورأت "هآرتس" أن "بكين تستغل العداء بين طهران وواشنطن، وكذلك السياسة الأمريكية الشاملة لتقليص اهتمامها بالشرق الأوسط، حيث جاء الإعلان عن توقيع هذا الاتفاق بعد وقت قصير من عقد اجتماع مشحون بالتوتر بين الصين وأمريكا، مع انطباع بأن إدارة بايدن عازمة على اتباع موقف صارم مناهض للصين".

بالنسبة لإسرائيل، وفق الصحيفة، "فإن الأهمية الأساسية لهذه الاتفاقية هي تعزيز الفرص الاقتصادية لإيران، فهي لا تصور الصين كدولة معادية لإسرائيل، فبكين تهتم بعلاقات اقتصادية مع جميع الأطراف في المنطقة بغض النظر عن أيديولوجيتها، في المقابل، سيتعين على إسرائيل مواصلة النظر إلى الاستثمارات الصينية في هذا البلد بحذر، وذلك بسبب المعارضة الأمريكية المتزايدة وبسبب المخاوف من أن التدخل الصيني في المشاريع الحساسة سينتهي بمعلومات مسربة من الأفضل أن تبقى في أيدي إسرائيل".

في غضون ذلك، لا توجد تقارير عن انفراجة من شأنها أن تسمح بعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاقات النووية بين إيران والقوى العظمى، والتي انسحبت منها إدارة "ترامب" في مايو/أيار 2018، وفق الصحيفة.

وفي الأسبوع الماضي، قال المرشد الأعلى في إيران "علي خامنئي" إنه يجب على الولايات المتحدة أولاً أن ترفع عقوباتها قبل أن تمتثل إيران للاتفاقات (بدأت إيران في انتهاك الاتفاقية قبل عامين رداً على خطوة ترامب).

وقبل توليه منصبه، قال "بايدن" إن على إيران أن تتخذ الخطوة الأولى، ومع ذلك، قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية خلال عطلة نهاية الأسبوع في مقابلة مع وكالة "رويترز" للأنباء إن ترتيب هذه التحركات غير مهم.

وفي الوقت الحالي، يبدو أن الولايات المتحدة تُظهر، علنًا، استعدادًا أكبر للعودة إلى المفاوضات أكثر من إيران، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان هذا سيحدث قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو/حزيران المقبل.

والسبت، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الاتفاق يمكن أن يعمق نفوذ الصين في الشرق الأوسط ويقوض الجهود الأمريكية في المنطقة لعزل إيران، لكن لم يتضح على الفور تفاصيل الاتفاق الذي يمكن تنفيذه بينما لا يزال الخلاف الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني دون حل.

المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الصين إيران اتفاق عقوبات إسرائيل قلق إسرائيلي علي خامنئي محمد جواد ظريف جو بادين الاتفاق النووي

لمدة 25 عاما.. إيران والصين توقعان اتفاقية للتعاون الاستراتيجي والاقتصادي

بايدن عن اتفاق الصين وإيران: تقاربهما يقلقني منذ سنوات

خبراء سعوديون: أمريكا حليف يصعب استبداله.. والصين وروسيا ليستا البديل

و.س.جورنال: اتفاقية الصين تجنب إيران العقوبات الأمريكية وتمول الحرس الثوري

اتفاقية الصين الاستراتيجية مع إيران تغير قواعد اللعبة

لعبة الموازنات.. هكذا تؤدي الشراكة مع الصين إلى تحسين علاقات إيران بالغرب