استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تحويل التهديدات إلى فرص

السبت 3 أبريل 2021 04:52 م

تحويل التهديدات إلى فرص

تحويل الإسلام من ثقافة إلى أيديولوجية بين المثقفين والتقاليد الحتمية الموروثة إلى وعي ومسؤولية في الوجدان العام.

الحرية الحقيقية أن نشعر بالقدرة على الإبداع تحت ضغوط سياسية أو أمنية أو عاطفية فالحرية تميز عن الآخرين.

ينبغي ترتيب مبادئ الإصلاح من خلال أولويات دينية وقومية منطقية وإعلاء القيم الأخلاقية ونقد الذات والتسامح.

خطاب العودة إلى الذات أو إعادة معرفة ذات الأمة يولد الاجتهاد التحديثي في إحداث تحول عميق وأساسي بحياة الفرد والمجتمع.

*     *     *

إنني أومن بأن التفكير المستقيم والاجتهاد الواعي من أجل تحديد أهداف معقولة وقابلة للتطبيق أمر ضروري، وكذلك تحديد الآليات التي يمكن أن توصل لتحقيق هذه الأهداف بدرجة معقولة، هو أيضا من متطلبات تحويل التهديدات إلى فرص.

إن خطاب العودة إلى الذات، أو إعادة معرفة ذات الأمة يولد الاجتهاد التحديثي في إحداث تحول عميق وأساسي في حياة الفرد والمجتمع.

من ثم يجب أن تكون استراتيجية العمل الوطني استراتيجية الدائرة متصلة الحلقات، ليس فيها ما هو أولى من غيره فالكل أولى، سواء كان أمنا أم اقتصادا أم تخطيطا للمستقبل أم مكافحة فساد أم إرساء القيم والأصول أم مواكبة التقدم في العالم.

الحرية الحقيقية هي أن نشعر أننا قادرون على الإبداع تحت الضغوط السياسية أو الضغوط الأمنية أو الضغوط العاطفية. فالحر الحقيقي هو من يستطيع التعامل مع كل هذه الضغوط ليوجد لنفسه وقتا يعبر فيه عن قدراته ويخرج إمكاناته، فالحرية في رأيي هي التميز عن الآخرين.

أعتقد أن من الضروري أن تكون القيم الدينية هي الأرض المشتركة التي تربط العلاقات الإنسانية بروابط الحب والتعاطف والسلام، وتزيل التوتر بين الأفراد والجماعات، وتصحح المفاهيم من أجل النظر إلى الواقع نظرة موضوعية، تتفاعل مع المستجدات والتحديات العالمية برؤية حضارية معاصرة.

من ثم يكون من الضروري إصلاح المجامع الدينية والعلمية من خلال برنامج تعليمي وتثقيفي وإعلامي، لتملك نظرة فقهية عميقة، وأن نخلق نسقا فكريا وعلميا، ونوجد موجة إعلامية وفكرية، بين الجماهير.

ينبغي أن يقوم فكرنا على خمسة منطلقات هي:

- الاعتماد على الوطنية في مواجهة التخريب،

- الاعتماد على القومية في مواجهة التقسيم،

- الاعتماد على التاريخ والحضارة الوطنية في مواجهة تسلط الحضارة الغربية،

- الاعتماد على الدين في مواجهة الأيديولوجيات الحالية،

- تحويل الإسلام من ثقافة إلى أيديولوجية بين المثقفين والتقاليد الحتمية الموروثة إلى وعي ومسؤولية في الوجدان العام.

يجب أن نعترف بوجود الواقع العينى والجبرى للمجتمع، لكن لا نقبله كما هو، بل نعمل على تغييره وتبديل ماهيته بأسلوب منطقي.

وأن يقوم تطوير الموقف الراهن على أصول ثابتة، هي: التوجه لمقتضيات الزمان والمكان، والمفاهيم الأصيلة، والاجتهاد، الذي يتوخى في كل وقت التزام الصدق، واعتبار أن مشكلات الوطن في المجال السياسي تتجدد مع مرور الوقت، والاستجابة للتفاعل معها.

ينبغي العمل على تنقية الشعارات، وترتيب مبادئ الإصلاح من خلال أولويات دينية وقومية منطقية، وإعلاء القيم الأخلاقية، ونقد الذات والتسامح. كما يجب أن يكون المصلح مؤمنا بهدفه، مؤمنا بسبيله، مؤمنا بقومه، والأهم أن يكون مؤمنا بربه.

من الضروري تمكين الثقافة الأصيلة وجعلها أداة التعامل مع كل الجماعات بالتوجيه والإقناع، وتشجيع الاتجاهات التجديدية من أجل عمل موازنة بين التيارات وتنوعها، على أن تكون معبرة عن الثقافة الحقيقية والأصيلة للشعب، وتكون ذات خطاب ثقافي يافع وقوي، وأن تستقى مصادر الخطاب الثقافي من الهوية الدينية والوطنية، على أساس الاستقلال الوطني في كافة مناحي الحياة الاجتماعية.

ينبغي دفع الجهات العلمية والبحثية إلى الكيانات الإنتاجية، فتكون كليات الطب ومعاهد التمريض مثلا في خدمة أجهزة الصحة والعلاج والدواء والبيئة، وتكون كليات التربية في خدمة التعليم، وأن تكون أقسام الميكانيكا والكهرباء بكليات الهندسة والمعاهد الصناعية في خدمة الصناعة الوطنية، وأقسام العمارة في خدمة الإسكان، وكليات التجارة والمعاهد التجارية في خدمة التجارة وإدارة الأعمال، وتكون أقسام العلوم السياسية في خدمة توجيه السياسة الخارجية، وأقسام الاقتصاد في خدمة التخطيط الاقتصادي.. وهكذا.

والهدف هو ربط الإنتاج في كل مجال بالبحث العلمي وتوجيه البحث العلمي لخدمة الجهة الأولى بالاستفادة وحصوله على الدعم المادي منها مباشرة. على أن نضيف إلى مناهج دراسة القانون في كليات الحقوق مادتين هما فلسفة العدالة والعلاقة بين العدالة والقانون، لأن احترام وتطبيق القانون ليس هدفا في حد ذاته، لكن تحقيق العدالة هو الهدف.

هكذا نجعل من السلبيات إيجابيات ومن التهديد فرص نجاح.

* د. محمد السعيد عبد المؤمن أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس.

المصدر | facebook.com/msmomen

  كلمات مفتاحية

تهديد، فرص، التفكير المستقيم، الاجتهاد، الإصلاح، العودة إلى الذات،