أثارت الحلقة الخامسة من مسلسل "الاختيار 2"، والذي أنتجته المخابرات المصرية، حول ما تلى انقلاب 2013، على أول رئيس مدني منتخب "محمد مرسي"، وفض اعتصام أنصاره في رابعة والنهضة، غضب الكثيرين ممن عاشوا هذه الأحداث، وكذبوا ما شاهدوه على شاشة التلفزيون.
وأذيعت السبت، حلقة تناولت فض اعتصامي رابعة والنهضة، الذي كان يناهض الانقلاب الذي قاده "عبدالفتاح السيسي"، إبان توليه وزارة الدفاع، والذي تروج السلطات حوله أنه كان مسلحا، وأنها قامت بفضه بطرق سلمية.
وشن ناشطون ومعاصرون للأحداث، هجوما حادا على المسلسل، واتهموه بتشويه التاريخ، بعد كمية المغالطات التي حملها المسلسل وتصوير اعتصامهم بأنه "كان إجراميا"، وأن قمعه "كان عملاً وديعاً بطولياً".
ودشن ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عدة وسوم للتذكير بالمذبحة، مثل "رابعة مذبحة" و"رابعة مذبحة أبرياء"، كشفوا خلالها حقيقة ما جرى في رابعة والنهضة، عند فض الاعتصام بالقوة، وكيف أطلقت الشرطة الرصاص الحي على السلميين داخل الاعتصام.
واتهم الناشطون المسلسل بظلم مئات الضحايا الذين تم قتلهم خلال فض الاعتصام، كاشفين عن الجرائم البشعة التي ارتكبت ضد المتظاهرين خلال عمليات القمع.
لن ننسي....
— Haytham Abokhalil هيثم أبوخليل (@haythamabokhal1) April 17, 2021
هؤلاء قتلة الأبرياء #رابعه_مجزره_ابرياء pic.twitter.com/scibm86tuT
لماذا طلب السيسي من أمريكا تحصين الببلاوي المتواجد هناك؟
— Ahmed Yousef (@AhmedYousef73) April 17, 2021
وتهريبه بعد التحصين، لكي لا يمثل أمام المحكمة للدفاع عن جرائمه بحق المصريين في٢٠١٣ و٢٠١٤ منها تعذيب #محمد_سلطان!
هل المخرج مكانش جاهز للقضاء🤓
أم الدراما معموله لغسيل العقول داخليا ولا تصلح خارجياً😃😃#رابعة_مجزرة_أبرياء pic.twitter.com/u23ZFV2Toj
مشاهد المسلسلات لن تمحي الحقيقة #الاخوان pic.twitter.com/TJuvGoAxFU
— Mo Osman (@Mo25937866) April 17, 2021
مهما عملوا الناس عمرها ماهتنسي هذه المجزرة البشعة مجزرة رابعة اللي ضحيتها ناس ابرياء مسالمين كل تهمتهم انهم كانوا يدافعون عن الحق وعن حق هذاالشعب ان يعيش بحرية #رابعه_مجزره_ابرياء pic.twitter.com/1hxEwoBuea
— Bahadur Al-jandi (@al_jandi) April 17, 2021
هؤلاء الشهداء يُقتلون في كل عام
— احسان الفقيه (@EHSANFAKEEH) April 17, 2021
يقتلهم إعلام تجرّد من كل معاني الإنسانية
لم يكتفِ بالافتراء عليهم حال حياتهم
بل يعمد في كل مناسبة إلى التهوين من عدد القتلى
وتبرير قتلهم وبعضهم يدّعي أن الجثث التي تكدست يوم الفض لم تكن جثثا حقيقية..#رابعة_مذبحة
👇🏻https://t.co/QU6PKcUMkM
واستذكر الناشطون التقارير الحقوقية الدولية، التي وصفت فض الاعتصامين بأنها "أكبر عملية قتل جماعي تتم بحق معتصمين في العصر الحديث".
ولفتوا إلى أن ما قامت به السلطات المصرية بحق المعتصمين يرقى لـ"جرائم حرب"، محملين عدة قيادات من الجيش والشرطة على رأسهم "السيسي" مسؤولية قتل المئات من المعتصمين.
وأكد الكثير من الناشطين الذين عاصروا تلك الأحداث وكانوا جزءا منها، أن الشركة المنتجة للفيلم اختلقت أحداثا وروايات لتحاول تبرئة نفسها بعد نحو 7 سنوات من أكبر مجزرة في تاريخ الشعب المصري من قبل قوات الجيش والشرطة، وتحويل المجني عليهم إلى جناة.
ولفت المشاركون في الوسوم الرافضة لما جاء في المسلسل، إلى أن عملية "تبييض" وجه النظام من عار فض رابعة لن يحدث، وأن الحقيقة هي التي ستبقى، رغم محاولات التزييف.
شئ حقيقي حزين قد ايه دولة مصرة تفرض سرديتها حتى لو بتعيد فتح اكبر تروما تعرض لها كل اللي عايشين هنا
— Mona Seif (@Monasosh) April 16, 2021
اكبر مذبحة في تاريخ مصر المعاصر، اكبر لحظة استقطاب وشحن للعنف، وتشجيع للناس يمارسوا انتهاكات ويعملوا اداء بوليسي على بعض، بيحتفى بها عالتليفزيون في شهر رمضان والناس بتاكل قطايف
ضربوه بالنار رغم إنه رافع إيديه الاتنين فوق راسه في "الممر الآمن"!#رابعه_مجزره_ابرياء pic.twitter.com/prbRi2QXOf
— عبدالعزيز مجاهد|Abdulaziz Mujahed (@elmogahed02) April 17, 2021
— Ayman Nour (@AymanNour) April 17, 2021
ستظل مذبحة رابعة عار تاريخي ليس على الجيش المصري فقط ولا على السيسي ولا على وزارة الداخلية، بل علينا جميعًا، على كل الشعب المصري الذي شاهد هذه المجزرة ولم يحاسب من شارك فيها وقتل الناس.#الاختيار في أن تكون بني آدم لديه ضمير#رابعه_مجزره_ابرياء #رابعة_مذبحة #مذبحة_رابعة#رابعه pic.twitter.com/jGOdTZs4gD
— سامي كمال الدين (@samykamaleldeen) April 17, 2021
و"الاختيار 2"، يواجه انتقادات كبيرة ويثير جدلا واسعا في مصر بالداخل والخارج، بعد محاولات الشركة المنتجة التابعة للمخابرات، اختلاق قصص وأحداث من طرف واحد، ومحاولة تزوير التاريخ.
وأجمعت منظمات حقوقية محلية ودولية على وصف ما جرى في ميدان رابعة بالقاهرة بأنه "مذبحة"، ووثقوا بالأرقام سقوط مئات الضحايا بنيران قوات الجيش والشرطة، مع التأكيد على أن الاعتصام كان "سلميا" ولم يكن مسلحا كما تروج السلطة.
يشار إلى أنه في 14 أغسطس/آب 2013، شهدت مصر حادثة "مذبحة رابعة والنهضة"، حيث قتلت الحكومة نحو 1000 متظاهر سلمي في يوم واحد.
وكان المتظاهرون يحتجون على الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز 2013، الذي أطاح بالرئيس الراحل "محمد مرسي"، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد.
ونظم قرابة 85 ألف متظاهر اعتصامات في ميدان رابعة العدوية بشمال القاهرة بحي مدينة نصر حتى وقوع المجزرة المروعة.
وفتحت قوات الأمن النار على المتظاهرين وفرقتهم بعنف، وقتلت الذين كانوا يحاولون الفرار، ووصفت "هيومن رايتس ووتش" المذبحة بأنها "واحدة من أكبر عمليات قتل المتظاهرين في العالم في يوم واحد في التاريخ الحديث".
#رابعه_مجزره_ابرياء https://t.co/WbTpyAtAoA
— لقوم يعلمون (@mskhafagi) April 17, 2021
حكم من يرضى بالقتل ويروج له أو يؤيد فاعله؟ #رابعة_مذبحة pic.twitter.com/BOcbVG3Nsu
— د. محمد الصغير (@drassagheer) April 17, 2021
محاولاته المستميتة لتزييف الوعي وقلب الحقائق عن جريمة العصر #مذبحة_رابعة اكبر مذبحة لمعتصمين سلميين في التاريخ واكبر من مذبحة تياننمين في الصين
— أسامة رشدي (@OsamaRushdi) April 17, 2021
تذكرني بفيلم قديم يعالج فيه واحد قصير بالقول
أنا طويل واهبل أنا مش قصير ازعة!!
لن يفلت #السيسي من جريمته التي ارتكبها متعمدا
إنها تطارده pic.twitter.com/US0bgxJc5M
لا تنسوا شهداء #رابعة وأسرهم من دعائكم في ليالي #رمضان
— أحمد البقري (@AhmedElbaqry) April 17, 2021
#رابعه_مذبحه pic.twitter.com/Z80g74e2ob
لو حقيقي عايزين الناس تصدقكم وانتم بتفضوا الميدان أكيد كدولة كان معاكم إعلام وكاميرات بتوثق انشروا الفديوهات وسيبوا الناس تحكم!
— محمد جمال هلال (@gamal_helal) April 17, 2021
الموضوع كان قريب والكاميرات كانت موجودة مع الناس ليه تمثل مشاهد كذب طالما الحقيقة معاك إنشر الحقيقة وفرج الناس #رابعة_مذبحة pic.twitter.com/F28E7iZfEu
وبينما كان العديد من المعتصمين من مؤيدي "مرسي"، فإن آخرين لم يكونوا منتمين إلى جماعة "الإخوان المسلمون"، وكانوا غاضبين فقط من استيلاء الجيش بالقوة على السلطة، وكان من بينهم نساء وأطفال ومسنون.
وتم اعتبار هذا الفعل "جريمة ضد الإنسانية"، كما تم اعتباره المسمار الأخير في نعش الربيع العربي في مصر.
وأفاد العديد من المصريين بأنهم فقدوا أصدقاءهم، بينما فر الكثير من أعضاء جماعة "الإخوان المسلمون" خارج البلاد، لتجنب السجن والإعدام، ولا يزال الكثيرون يعانون من الصدمة ويذكرون أن الحدث تسبب لهم في اكتئاب دائم.
ولم تتم محاسبة المسؤولين المصريين، بالرغم أن التحقيقات المستقلة التي أجرتها "هيومن رايتس ووتش" والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أظهرت أنه اعتداء مع سبق الإصرار على متظاهرين عزل.
وعلى العكس من ذلك، تم التعامل مع الضحايا كمجرمين.
وبالرغم من إدانة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لهذه المجزرة على الفور، سرعان ما استمرت الأعمال كالمعتاد، ولم يتم بذل أي جهود لمحاسبة مرتكبيها.