استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

رمضان في زمن الأوبئة

الاثنين 19 أبريل 2021 08:43 ص

رمضان في زمن الأوبئة

رمضان نقطة مراجعة وتحول سنوية للصلة بالله وبعباده فكم عبادة انقطعنا عنها نعاودها فيه وكم صلة مع من شغلتنا عنهم الدنيا تعيدها لياليه.

الواجب أن لا يمر رمضان دون تحولات عهدناها في شهر تطهير النفوس والقلوب والقرب من الله والتواصل والتراحم لا يجب أن نسمح للوباء أن يحرمنا هذه الفضائل.

الفراغ أسوأ مشكلة نواجهها مع الأبناء فمع غياب المدارس إلا عبر شاشات الأجهزة والمجمعات وبعض وسائل الترفيه تصبح أوقات الفراغ هي الأساس في حياتهم.

*     *     *

يبدو شهر رمضان وللعام الثاني على التوالي خاوياً مع غياب صلاة التراويح والعديد من المظاهر الأخرى التي ترسم أجواء الشهر الفضيل، تلك الروح التي كانت تسري في هذه الأيام تأتي خافتة مع غياب مظاهر العبادة والتواصل الاجتماعي.

لا شك أن بركة الشهر مدركة ومحسوسة في تفاصيل حياتنا ولكن الجو العام يفتقر إلى ما يمثله رمضان من تغيير شامل في حياتنا، للعام الثاني ينجح فيروس كورونا المستجد في العبث بأجوائنا الرمضانية.

هذا الشكل لشهر رمضان بالنسبة لبعض أطفالنا الذين يبصرون الحياة تدريجياً خلال هذه الأعوام قد يكون هو التجربة الوحيدة التي يذكرونها حتى اللحظة.

وأحاديثنا عن الاجتماع للصلاة والفطور والغبقات والسهرات سيبقى خيالاً حتى تزول هذه الغمة ويعود لنا الشهر كما كان، مع تفاؤلنا بأن يرفع الله البلاء قريباً لاندري إن كان رمضان القادم سيشهد عودة إلى الحياة كما عهدناها أم يكون تكراراً لما نعيشه هذه الأيام.

خلال الأسبوع الأول من رمضان تملكني إحساس بالخواء، ربما هي حالة الإحباط من تكرار مشهد العام الماضي وربما هو الفراغ الحقيقي الناتح عن الإجراءات من حولنا، ولكن هذ الخواء ألقى بظلاله على كامل تجربة رمضان بالنسبة لي، فضعف الدافع الإيماني فأصبحت العبادات التي تعودناها في رمضان ثقيلة، وغاب الدافع الاجتماعي.

فأصبح الحماس للتواصل حتى للمباركة بالشهر الفضيل أضعف، ومع إدراكي بأن هذا الخواء هو عامل نفسي فقط إلا أنه من الصعب استحضار أجواء رمضان بهذا الشكل.

وهذا يحتم علينا أن نصنع حولنا أجواءً بديلة تعيد للشهر رونقه وللنفس همتها، ليس هناك من حل سحري ولكن أهم ما في الأمر هو أن ننفض غبار الخمول النفسي ونلبس ثوباً يملؤ الروح حماساً، ولكل واحد منا طريق إلى ذلك.

ولعل أهم ما في الأمر أن يشعر أبناؤنا وبناتنا بأجواء رمضان، فزينة المنزل والمسابقات القرآنية والدينية وصلاة التراويح جماعة في البيت كلها أدوات تصنع بيئة محفزة للأطفال وتمثل دافعاً لهم لتحسين سلوكهم التعبدي.

ولعل أسوأ مشكلة نواجهها مع الأبناء هي الفراغ، فمع غياب المدارس إلا عبر شاشات الأجهزة، والمجمعات وغيرها من وسائل الترفيه تصبح أوقات الفراغ هي الأساس في حياتهم ولذلك نحتاج إلى ملئها بشكل مقصود ومدروس حتى لا تتحول حياتهم في رمضان إلى باب لسلوكيات خاطئة جديدة تدخل من باب الفراغ.

يمثل رمضان نقطة مراجعة وتحول سنوية للصلة بالله وبعباده، فكم عبادة انقطعنا عنها نعاودها في رمضان وكم صلة مع من شغلتنا عنهم الدنيا تعيدها ليالي رمضان.

ورغم غياب المظاهر التي تعيننا على ذلك فالواجب علينا أن لا يمر رمضان دون تلك التحولات التي عهدناها، هذا هو شهر تطهير النفوس والقلوب، شهر القرب من الله، وشهر التواصل والتراحم، لا يجب أن نسمح لهذا الوباء أن يحرمنا هذه الفضائل، تقبل الله منا جميعاً وجمعنا على الخير بعد زوال الوباء وآثاره، وكل عام وأنتم بخير.

* د. ماجد محمد الأنصاري أستاذ العلاقات الدولية المساعد بجامعة قطر

المصدر | الشرق

  كلمات مفتاحية

رمضان، وباء، كورونا، تحول، تطهير، العبادة، التواصل، الفراغ، القرآن،