لعبة قطر الخطرة: لماذا ترعى "سويسرا الخليج" الإسلاميين؟!

الأربعاء 13 أغسطس 2014 10:08 ص

بيتر ولدمان، بلومبرج بيزينس ويك // ترجمة: الخليج الجديد

هل أفرطت قطر في الإعجاب بنفسها؟ 

هذه الإمارة التي يبلغ تعداد مواطنيها 300000 يحصلون على أعلى دخول في العالم لها سمعة بأنها سويسرا الخليج: صغيرة وغنية وتسعى بشدة للإبقاء على علاقات جيدة مع جيرانها.

لقطر علاقات قوية مع إيران حيث تتشارك معها حقل غاز طبيعي خارج البلاد. كما أن قطر أيضا تستضيف القيادة المركزية للجيش الأمريكي في الشرق الأوسط. وبعد اتفاقيات أوسلو في 1996 كانت قطر هي الدولة الخليجية الأولى التي تقيم علاقات تجارية مع إسرائيل.

غير أن براعة قطر تلك تواجه تحديات الآن. من منطلق الوازع الأيديولوجي أو استغلال الفرصة - ليس واضحا أيهما بعد - فإن أمير قطر السابق وابنه الذي تولى السلطة في يونيو 2013 قد احتضنوا بعض (الجماعات الإسلامية المتطرفة) التي انتشرت في المنطقة منذ اندلاع ثورات الربيع العربي في 2011. وقد أثار دعم قطر للميليشيات العسكرية غضب جيرانها من المملكات المحافظة في دول مجلس التعاون الخليجي - وخصوصا السعودية والإمارات والبحرين. ويبدو أن قطر لا تأبه لذلك.

مولت قطر وسلحت الإسلاميين الذين يقاتلون الرئيس السوري بشار الأسد وكذلك تمول حماس في قطاع غزة. كما أنها تركت جماعات إسلامية أخرى لتزيد من مالها في قطر وذلك وفقا للخزانة الأمريكية.

دعمت قطر الإخوان المسلمين والرئيس المصري محمد مرسي قبل أن يطيح الجيش به ويصنف جماعة الإخوان المسلمين على أنها تنظيم إرهابي.

وفي الشهر الماضي عندما حاولت قطر أن تتوسط لوقف إطلاق النار في غزة، تم مواجهة هذه الجهود بغضب شديد من قبل مصر وإسرائيل ذلك لظنهم أن القطريين كانوا يحاولون مساعدة حماس من أجل كسب تنازلات من هذا الصراع.

لماذا تقوم شبه الجزيرة الصغيرة التي هي أصغر من ولاية كونيتيكت والتي بها ثالث أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم والمستضيفة لكأس العالم 2022، بمساندة الإسلاميين؟

يقول «كريستيان كوتيس» من جامعة رايس، «قبل كل شيء هي تُلخص البحث العملي عن صنع سياسات مستقلة». تسعى قطر إلى «التوازن في العلاقات وس مصالح متنافسة» وذلك لتتجنب التشابك مع أي من الأطراف. وقد كانت قطر دائما ملاذا للاجئين السياسيين ومن بينهم قادة حماس والإخوان المسلمين وهو الذي خفف على هذه الجماعات المتاعب بين القطريين.

ولكن هل قامت قطر بابتلاع أكثر مما تستطيع هضمه؟

يقول «إيميل حكيم»، وهو زميل بارز في مركز البحرين بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، «إن وضع قطر اليوم هو وضع دفاعي. لقد قامروا مقامرة كبيرة وخسروا مع الإخوان المسلمين في مصر. ربما سوف يشكل الإسلام هذه المنطقة يوما ما وسيؤتي الرهان ثماره. ولكن على المدى القصير والمتوسط فإن الجهات الفاعلة للدول القوية لا ترى الأمر بهذه الطريقة وهم على استعداد لمواجهة قطر».

 

*الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي يتبناه موقع «الخليج الجديد».

  كلمات مفتاحية