استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

انتفاضة الأقصى وأوهام اتفاقات أبراهام

الجمعة 14 مايو 2021 07:06 ص

انتفاضة الأقصى وأوهام اتفاقات أبراهام

لم تنسحب إسرائيل من أراضٍ فلسطينية إرضاء أو رضوخا للدول العربية التي طبعت معها.

الساعة الآن رجعت سنوات للوراء ومن المستحيل أن تُقْدم السعودية على التطبيع مع إسرائيل بعد تطورات الساعات والأيام الأخيرة.

أحداث الأقصى وعدوان إسرائيل على ثالث أقدس مقدسات المسلمين بخرت آمال بايدن فى توسيع اتفاقيات أبراهام لضم المزيد من الدول العربية إليها.

دخلت دول عربية خلال إدارة ترامب أخطر مراحل التطبيع مع إسرائيل أي مرحلة «التطبيع بلا مقابل.. لمواجهة أوهام وجود أخطار مشتركة»!

يحاول المطبعون العرب الجدد إقناع شعوبهم بوجود أخطار تهددهم وتهدد إسرائيل معهم كالخطر الشيعي وخطر تنظيم داعش وخطر الإرهاب..

*     *     *

ورث الرئيس الأمريكى جو بايدن واقعا جديدا أملته سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب والتى انتهت «لاتفاقيات أبراهام»، والتى طبعت علاقات إسرائيل بأربع دول عربية هى الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب، فى وقت لم يغير بايدن فيه قرارات ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والإقرار بسيادتها على مرتفعات الجولان السورية.

وتهتم إدارة بايدن منذ وصوله للحكم فى العشرين من يناير الماضى بقضيتين فقط من قضايا الشرق الأوسط وهما؛ ملف التفاوض حول الاتفاق النووى مع إيران، والتركيز على إيقاف الحرب فى اليمن، وتتجاهل إدارة بايدن ملف عملية السلام والعلاقات مع الفلسطينيين.

في الوقت ذاته لم تخف الإدارة الأمريكية رغبتها فى توسيع اتفاقات أبراهام، بحيث تضم المزيد من الدول العربية، وانصب الاهتمام بصفة خاصة على المملكة العربية السعودية.

إلا أن أحداث الأقصى الأخيرة والعدوان الإسرائيلى على ثالث أقدس مقدسات المسلمين بخرت آمال بايدن فى التركيز على توسيع اتفاقيات أبراهام فى محاولة لضم المزيد من الدول العربية إليها.

الساعة الآن رجعت سنوات للوراء، ومن المستحيل أن تقدم السعودية على التطبيع مع إسرائيل بعد تطورات الساعات والأيام الأخيرة.

وتبنت إدارة بايدن موقفا أمريكيا تقليديا ومتوقعا بإدانة الهجمات الصاروخية التى ردت بها فصائل المقاومة الفلسطينية على الانتهاكات الإسرائيلية فى القدس، فى الوقت الذى حثت فيه واشنطن جميع الأطراف على التهدئة.

لم يتوقع خبراء شئون عملية سلام الشرق الأوسط أى انفراجة كبيرة فى ملف التفاوض المباشر بين الطرفين، أو أن تقوم واشنطن بخطوات جادة للتوسط بين الطرفين، وآمل بايدن فى عدم الاضطرار للتعامل مع هذه القضية المعقدة.

فقد شاهد بايدن خلال ما يقرب من نصف قرن من العمل السياسى فى واشنطن، سواء كسيناتور أو كرئيس للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أو كنائب للرئيس، جهود الرؤساء الأمريكيين والتى انتهت كلها بالفشل فى إقرار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وفي حين عين الرئيس بايدن مبعوثين إلى إيران وليبيا والقرن الأفريقى واليمن، لم يرشح بايدن أى شخصية قيادية للتعامل مع ملف الصراع العربى الإسرائيلى، كذلك لم يقم بعد باختيار سفير فى إسرائيل أو قنصل عام فى القدس للفلسطينيين.

*     *     *

من جانبها دخلت دول عربية خلال إدارة الرئيس السابق ترامب فى أخطر مراحل التطبيع مع إسرائيل، وهى ما أطلق عليه مرحلة «التطبيع بلا مقابل.. لمواجهة أوهام وجود أخطار مشتركة»!

ويحاول المطبعون العرب الجدد إقناع شعوبهم العربية بأن هناك إخطارا تهددهم وتهدد إسرائيل معهم مثل الخطر الشيعى، وخطر تنظيم داعش، وخطر الإرهاب..

من هنا وجب علينا (نحن وإسرائيل) مواجهة هذه الأخطار معا. من هنا فنحن نشهد اليوم أخطر مراحل الدفع المتعدد المنصات تجاه تبنى خطوات وسياسات تطبيعية تتجاوز كل ما سبق.

ولا يرتبط التقارب الرسمى العربى الأخير بصفة عامة بأى من ملفات قضية حقوق الفلسطينيين، ولا يعد ذلك استثناء، بل هو الواقع الذى أملته رغبة الأطراف العربية، أو واقع فرض الأمر الواقع على الأرض من الجانب الإسرائيلى ورضوخ الأطراف العربية.

سلام مصر مع إسرائيل ومن بعدها سلام الأردن لم يأت أو يمنح الفلسطينيين أى حقوق أو تنازلات إسرائيلية؛ فى الحالة المصرية تم الانسحاب من سيناء، وفى الحالة الأردنية انسحبت إسرائيل من مساحة 380 كيلومترا مربعا من أراض أردنية، ولم تنسحب إسرائيل من أراضٍ فلسطينية إرضاء أو رضوخا للدول العربية.

*     *     *

للمرة الأولى يظهر استعداد الدول العربية اعتبار النزاع العربى الإسرائيلى منتهيا، والدخول فى اتفاقيات سلام مع إسرائيل بهدف تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة بدون شرط الانسحاب الكامل من الأراضى العربية المحتلة عام 1967، والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يُتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم 194 مقابل تطبيع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل. إلا أن المطبعين الجدد لم يعد هناك ما يلزمهم بهذا الحد الأدنى من ضرورة إقرار الحقوق الفلسطينية.

كذلك تشتد الجهود الإسرائيلية داخل واشنطن لاستغلال حالة الضعف العربى غير المسبوق من أجل تحسين وضعها التفاوضى فى أى عملية سلام مستقبلية مع الفلسطينيين.

وتركز هذه الجهود على القضاء على أى مسوغات قانونية دولية دعت فى السابق لانسحاب إسرائيل من الأراضى الفلسطينية التى احتلتها فى حرب يونيو 1967 عن طريق المطالبة بتجاهل تام لقرار مجلس الأمن 242، وغيره من القرارات الدولية.

وموازاة مع الشق السياسى يأتى الشق الأكثر خطورة مما نشهده الآن فى نطاق الهرولة العربية «للسلام» مع إسرائيل، وهو ما سيرتبط بتغيير المناهج الدراسية التعليمية العربية خاصة فى مواد التاريخ والجغرافيا.

ناقوس خطر كبير حيث تنشغل نخب العرب وتتوه وسط فوضى الأزمات اليومية التى يحيون فيها، فى حين يركز البعض على جهود لن تتوقف يدعمها خطوات التسامح والتطبيع ودعوات قبول الآخر، حيث تنسى الأجيال الجديدة من الشباب والأطفال العرب وجود احتلال لأراض عربية بها مقدسات دينية.

ويعنى ذلك إنجاح العرب لاستراتيجية إسرائيل فى محاولة إقناع أطفال العرب أن «الاحتلال ليس هو أصل القضية»، وأن احتلال فلسطين ليس قضيتهم على الإطلاق.

*     *     *

تاريخيا ورغم هزائمها العسكرية المدوية أمام إسرائيل، التزمت الدول العربية، ولو شكليا ورمزيا بحدود ما قبل 1967 للفلسطينيين، ويبدو أنه ليس هناك أى حاجة لهذه الأمور التى يرونها شكلية ورمزية وبالية، وهذا ما يستغله المطبعون العرب الجدد ويروجون له بلا خجل أو تردد.

لا نعرف بعد تأثير اقتحام الجنود الإسرائيليين للمسجد الأقصى قبل نهاية شهر رمضان المبارك، لكن تنعقد الآمال على صمود الشعب الفلسطينى ليمنع كتابة فصل تطبيعى جديد لا يرى فيه جانب عربى إسرائيل كعدو أو كمغتصب لحقوق وأراضٍ عربية مقدسة.

* محمد المنشاوي كاتب وباحث في الشأن الأمريكي من واشنطن

المصدر | الشروق

  كلمات مفتاحية

اتفاقات أبراهام، فلسطين، انتفاضة، المقاومة، الهجمات الصاروخية، الأقصى، المطبعون العرب، إسرائيل، التطبيع، إدارة بايدن،

إدارة بايدن تتجنب مصطلح اتفاقات أبراهام في خطاباتها الرسمية

بعد 9 أشهر.. إلى أين تتجه اتفاقات التطبيع مع إسرائيل؟