حمل الرؤساء السابقون للحكومات اللبنانية، الأربعاء، الرئيس "ميشال عون" مسؤولية عدم تشكيل حكومة جديدة تقود البلاد حتى الآن.

جاء ذلك في بيان صادر عن الرؤساء السابقين للحكومات اللبنانية "فؤاد السنيورة" و"نجيب ميقاتي" و"تمام سلام"، تعقيبا على مضمون الرسالة التي وجهها "عون" إلى البرلمان حول الأزمة الحكومية المستمرة منذ نحو 7 أشهر، والتي سيناقشها المجلس النيابي الجمعة.

وقال البيان إن "عون" يحاول خلافًا للحقيقة والواقع "تحميل رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري مغبة التأخير في تشكيل الحكومة، لكن تعطيل تأليف الحكومة مرجعه العراقيل التي حاول عون فرضها مثل مسألة استحواذ فريقه السياسي على الثُلث الوزاري المعطل داخل الحكومة، فضلا عن أعراف أخرى تتعارض مع الدستور".

وأكد الرؤساء السابقون للحكومات اللبنانية أن رسالة "عون" مليئة بالمغالطات وفيها تحوير للوقائع التي تتعلق بتكليف زعيم "تيار المستقبل" "سعد الحريري" بمهمة تشكيل الحكومة الجديدة، مشيرين إلى أن الأخير أبدى استعداده أكثر من مرة للحوار مع رئيس الجمهورية بشأن التفاهم معه على التأليف الحكومي، ولم يلق هذا الأمر التجاوب من رئيس البلاد.

والثلاثاء، طالب الرئيس اللبناني، برلمان البلاد باتخاذ "قرار مناسب" بشأن تأخر "سعد الحريري"، في تشكيل الحكومة.

وأفادت الرئاسية اللبنانية، في بيان، بأن "عون" وجه رسالة إلى البرلمان، بشأن "التأخير في تشكيل الحكومة (...) الذي انسحب على الاستقرار السياسي والأمان الصحي والاجتماعي والاقتصادي والمالي".

وأضاف أنه "أصبح من الثابت أن الرئيس المكلف (أي الحريري) عاجز عن تأليف حكومة قادرة على الإنقاذ".

وأكد أن "الرئيس المكلف يصر حتى تاريخه على عدم التقدم بتشكيلة حكومية تحظى باتفاقنا وتتوافر معها الثقة المطلوبة من مجلس النواب، وانقطاعه عن إجراء الاستشارات النيابية اللازمة مع مختلف الكتل".

ويختلف رئيس الحكومة المكلف منذ 7 أشهر، مع رئيس البلاد حول التشكيلة الحكومية المنتظرة، ويتركز الخلاف بينهما حول عدد الحقائب الوزارية، وتسمية الوزراء خصوصا المسيحيين منهم.

ويتهم "الحريري" "عون" بمحاولته الحصول لفريقه (التيار الوطني الحر) على "الثلث المعطل" في الحكومة، وهو ما ينفيه الرئيس.

و"الثلث المعطل" يعني حصول فصيل سياسي على ثلث عدد الحقائب الوزارية، ما يسمح له بالتحكم في قرارات الحكومة وتعطيل انعقاد اجتماعاتها.

وفي أوائل ديسمبر/ كانون الأول، أعلن "الحريري" أنه قدم إلى عون "تشكيلة حكومية من 18 وزيراً من أصحاب الاختصاص، بعيدا من الانتماء الحزبي"، إلا أن عون اعترض على ما سمّاه "تفرد الحريري بتسمية الوزراء، خصوصا المسيحيين، من دون الاتفاق مع رئاسة الجمهورية".

ومنذ أكثر من عام، يعاني لبنان أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، ما أدى إلى انهيار مالي غير مسبوق في تاريخ هذا البلد العربي.