استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

فلسطين.. المعركة والصراع

الاثنين 24 مايو 2021 09:10 ص

فلسطين.. المعركة والصراع

التحول التدريجي نحو التكافؤ مستمر عجلة التاريخ ماضية نحو زوال الاحتلال وعودة الحق لأهله.

تفشل مشاريع إسكات المقاومة وتمييع القضية في تحقيق أهدافها فتعود الأمة بشعوبها قلباً نابضاً داعماً للقدس وفلسطين.

المحتل اليوم يفشل في تحقيق استقراره السياسي وتمتلئ قنواته الإعلامية بمحللين يشككون في قدرات النظام ويحملونه مسؤولية الفشل.

سيحسم الصراع لصالح أهل الحق فالوعد الرباني لا يقبل تبديلا بل نسأل الله أن ندرك هذا النصر وأن يدركنا أجر في تحرير المسجد الأقصى والأرض المباركة.

عاد الكيان الصهيوني لاستهداف المقدسيين والتنكيل بفلسطينيي الداخل كإشارة واضحة لاستمرار التصعيد ومع استمرار المعاناة نسأل: بماذا احتفل الناس إذن؟

ما تحقق بالمواجهة الأخيرة مع العدو الصهيوني هو نتيجة معركة واحدة في صراع طويل حقيقة ينبغي أن تحضر بأذهاننا ونحن نقيم التحولات بملفات القضية.

*     *     *

عمت الأجواء الاحتفالية فلسطين والعديد من الدول العربية والإسلامية بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية وقف عدوانها على غزة إثر تزايد الضغط الداخلي والدولي عليها والإخفاق في توفير مخرج مشرف بعد فشل اقتحام الأقصى والعملية العسكرية في غزة.

وما إن هدأت أصوات الاحتفالات حتى عادت سلطات الكيان الصهيوني إلى استهداف المقدسيين والتنكيل بفلسطينيي الداخل في إشارة واضحة إلى استمرار سياسة التصعيد، ومع هذا التصعيد واستمرار المعاناة يأتي السؤال، بماذا احتفل الناس إذن؟

ما تحقق في المواجهة الأخيرة مع العدو الصهيوني هو في النهاية نتيجة معركة واحدة في صراع طويل، هذه حقيقة ينبغي أن تكون حاضرة في أذهاننا جميعاً ونحن نقيم التحولات في ملفات القضية عاماً بعد عام.

الانتصارات التاريخية لا تتحقق فجأة، بل تكون حصاداً لسنوات وعقود من العمل نحو تفكيك الضعف ومسبباته وبناء القوة وتعزيزها، المهم هو اتجاه المواجهة، التفاؤل اليوم ليس بأن تكون هذه المعركة هي نهاية الصراع بل بداية النصر، التحول بالمواجهة نحو ارتفاع كفة أصحاب الحق وتوقف الانحدار نحو الهزيمة.

حين كنا صغاراً شاهدنا كيف خرج أطفال الحجارة بصدور عارية متلثمين بكوفياتهم ومتسلحين بالحجر فكانت الانتفاضة، وكانت النتيجة سعي الكيان إلى إطفاء جذوتها عبر اتفاق أوسلو ورفعت الأعلام الفلسطينية وزالت أعلام الكيان في الضفة وغزة لأول مرة منذ الاحتلال.

ثم بعدها بسنوات ومع تنامي وعينا بقضية فلسطين انطلقت انتفاضة الأقصى بعملياتها الاستشهادية ومواجهاتها الدامية وتطور آليات الصراع فيها إلى حرب عصابات منظمة تكبد العدو فيها خسائر كبيرة وكان من نتائجها الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من غزة لتكون أول الأراضي الفلسطينية تحرراً من المحتل.

ثم جاءت حرب غزة عام 2008 حيث أصبحت الصواريخ تنطلق من غزة إلى مدن الكيان، الخسائر الإسرائيلية عسكرياً كانت كبيرة ولكن أهم الخسائر كان خسارة تل أبيب جزءاً كبيراً من سرديتها وقصة مظلوميتها في الغرب إثر انتشار صور العدوان الغاشم في العالم كله.

وجاءت هذه المعركة الأخيرة ليصبح الكيان الصهيوني بكامله تحت تهديد الصواريخ الفلسطينية وينهض الداخل في مواجهة المحتل وتشتعل الساحات عالمياً بخطاب مناهض للعدوان يتبنى سردية نظام الفصل العنصري في وصف نظام تل أبيب ويصاب الكيان الصهيوني بارتباك سياسي كبير ويضطر في النهاية لإنهاء عدوانه دون أن تقدم الأطراف الفلسطينية أي تنازلات.

الاحتفال بالنصر في هذه المعركة الأخيرة هو احتفال باستمرار السير نحو النصر في الصراع، فالبون شاسع بين المقاومة بالأحجار والصدور العارية وإطلاق ثلاثة آلاف صاروخ في عشرة أيام باتجاه مدن الكيان الصهيوني.

هذا التحول التدريجي نحو التكافؤ مستمر، عجلة التاريخ ماضية نحو زوال الاحتلال وعودة الحق إلى أهله، المحتل اليوم يفشل حتى في تحقيق استقراره السياسي وتمتلئ قنواته الإعلامية بمحللين يشككون في قدرات النظام ويحملونه مسؤولية الفشل.

في المقابل تفشل مشاريع إسكات المقاومة وتمييع القضية في تحقيق أهدافها فتعود الأمة بشعوبها قلباً نابضاً داعماً للقدس وفلسطين، لا شك لدينا أن النتيجة ستحسم لصالح أهل الحق.

فالوعد الرباني ليس قابلاً للتأويل، إنما نسأل الله فقط أن ندرك هذا النصر وأن يدركنا بعض الأجر في تحرير المسجد الأقصى وكل الأرض المباركة.

* د. ماجد محمد الأنصاري أستاذ الاجتماع السياسي المساعد بجامعة قطر

المصدر | الشرق

  كلمات مفتاحية

الأقصى، فلسطين، الكيان الصهيوني، غزة، الانتفاضة، القدس، الوعد الرباني، نظام الفصل العنصري،