استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

جنسية الفيروس

الأربعاء 26 مايو 2021 03:07 م

جنسية الفيروس

أليس وسم كورونا بالصيني يتسق مع صورة «تنميطية» بالغرب لشيطنة كل ما هو آتٍ من الصين؟

من يتجاهل حملة ترامب ضد الصين واستمراره في وصف الفيروس بـ«الصيني» لدرجة تجعل الناس يظنون أنه ليس للفيروس اسم علمي فهو صيني فحسب؟

تنفيذ التوجيه الهندي بحذف كل إشرة لمسمى السلالة الهندية بمواقع التواصل ليس سهلا بل مستحيلا فمن يحذف التعبير من الأذهان ويمنعه من التداول على الألسنة؟

*     *     *

هو هكذا عالمنا المثقل بكمٍّ من الصراعات والتناقضات، وحتى الأحقاد، والنزعات العنصرية، يحوّل كل أمر، حتى لو كان طبياً صرفاً، كما هو حال وباء «كورونا»، إلى موضوع نزاع بين هويات!

حيث يُحمّل الساسة في بعض البلدان، بلداناً أخرى إما مسؤولية اختراع الفيروس، أو نشره وتصديره. في هذا العالم لا ينجو شيء من مكائد السياسة، وفي هذه المكائد ما يكفي من الطاقة لإنتاج الكراهية بين الناس الأبرياء من ألاعيب الساسة وصراعاتهم.

فيما يعدّ حماية للسمعة، وذوداً عن كرامة تشعر بأنها أهينت، أصدرت حكومة الهند تعليمات لشركات التواصل الاجتماعي بإزالة أي محتوى يشير إلى مسمى «السلالة الهندية» من «كوفيد-19».

واستندت الهند في توجيهاتها هذه، إلى أن منظمة الصحة العالمية أدرجت هذه السلالة تحت مسمى «بي.1. 617» من فيروس «كورونا»، ولم تأت على ذكر الصفة الهندية لها.

كأن الهنود يريدون القول، إن نسبة السلالة إلى بلدهم فيها تجنٍ عليه وإساءة إلى سمعته، خاصة بالنظر إلى ما عُرف عن هذه السلالة من سرعة انتشارها، بحيث أدت إلى مضاعفة الإصابات مرات.

خبير هندي تحدث إلى إحدى الإذاعات عن تجاذب بين بريطانيا والهند حول أمر هذه السلالة بالذات، فحين يقول البريطانيون إن الفيروس المتحور الذي انتشر في المملكة المتحدة، إنما جاءهم من الهند، يقول الهنود إن ما عرفت بالسلالة الهندية من فيروس «كورونا»، إنما هي تحوير على المحوّر؛ أي على السلالة البريطانية التي وصلت إلى الهند، وهناك حوّرت نفسها، ليخلصوا إلى أن بريطانيا هي المسؤولة وليس العكس.

نعلم أن الحديث لم يعد يقتصر على سلالتي المملكة المتحدة والهند، فهناك سلالة منسوبة إلى جنوب إفريقيا، وأخرى إلى البرازيل، وإذا كانت نسبة سلالة ما، لبعض البلدان قد اتخذت بالفعل صفة الحياد؛ أي لم تحتوِ على محتوى عنصري، فإنها في حالات أخرى جنحت نحو هذا المحتوى على ما رأينا ونرى.

ومن بوسعه تجاهل الحملة التي قادها الرئيس الأمريكي السابق ضد الصين، حين استمرّ في وصف الفيروس ب«الصيني»، لدرجة تجعل الناس يخالون أنه ليس للفيروس من اسم علمي، فهو صيني فحسب؟

أليس ذلك يتسق مع الصورة «التنميطية» في الغرب بشيطنة كل ما هو آتٍ من الصين؟ تنفيذ التوجيه الهندي بحذف كل ما يشير إلى مسمى السلالة الهندية على مواقع التواصل لن يكون مهمة سهلة؛ بل لعلها مستحيلة، وحتى لو نجحت خطة الإزالة هذه، فمن بوسعه حذف التعبير من الأذهان ومنعه من التداول على الألسنة؟

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

الفيروس، الصين، كوفيد-19، كورونا، السلالة الهندية، مواقع التواصل، شيطنة، الغرب،